لا تجعلوا أبناءكم يدرسون الإعلام.. تحذيرات إعلاميين وصحفيين من الالتحاق بالكلية.. ويؤكدون: مضيعة للوقت والمال
“احذر في كليات الإعلام سم قاتل”.. كانت هذه هي نصيحة الدكتور أيمن منصور ندا الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة لطلاب الثانوية العامة، ناصحا إياهم بالابتعاد عن اختيار كليات الإعلام في تسجيل الرغبات في تنسيق الجامعات 2023، كما حذر الكاتب الصحفي أنور الهواري طلاب الثانوية العامة من دراسة الإعلام والالتحاق بمجالاته بشكل عام.
ووافقهما في الرأي عدد من الإعلاميين والصحفيين المصريين الذين أكدوا أن كليات الإعلام مضيعة للوقت والمال، والغريب في الأمر أنه لم يطلق تلك الدعوات أشخاص أخفقوا في تحقيق أحلامهم، لكنهم جميعا من الإعلاميين البارزين في المجال مما يفتح الباب للكثير من الأسئلة؛ تزامنا مع موسم التنسيق وتسجيل الرغبات؟!
الكاتب والأكاديمي الدكتور أيمن منصور ندا كشف في مقال له نُشر في جريدة الأهرام مؤخرا عن عشرة أسباب يمكن الإشارة إليها والاستناد عليها في هذا الحكم، أولًا: إنَّ ممارسة الإعلام بشكل احترافي لا تحتاج إلى أربع سنوات دراسية كاملة؛ المقررات الأساسية، والمعلومات الجوهرية، والممارسات ذات الصلة بالعمل الإعلامي لا تحتاج إلى أكثر من سنة دراسية، يمكن دراستها بعد التخرج بشكل شخصي، أو عن طريق الالتحاق بأحد مراكز التدريب الإعلامية، وهي كثيرة ومنتشرة.
إقرأ أيضا:
إعدام كليات الإعلام.. تحذيرات إعلاميين وصحفيين من الالتحاق بها
أزمة في مناهج كليات الإعلام
وأضاف ندا في مقاله أن مناهج كليات الإعلام ومقرراتها الحالية قد يعجبك شكلها، وقد تجذبك أسماؤها، ولكنها خواء، وهي مقررات قد قلَّدت مثيلتها العالمية في التعريف والتوصيف، ولكنَّها أبعد ما تكون عن المضامين الحقيقية، ودراسة كثير منها غير مفيد، لافتا أيضا إلى إنَّ الإعلام في جوهره علمٌ بينيٌّ؛ ودراسة الإعلام بمفرده، مثل المشي على ساق واحدة، أقرب إلى الحنجلة، فالإعلام السياسي من الأفضل أن يقوم به من لديه خلفية دراسية وعملية سياسية، ويصقل ذلك بدراسة الإعلام، والإعلام الاقتصادي الأفضل أن يمارسه من لديهم خلفيات أكاديمية مناسبة، وتدريب إعلامي جيد بعد ذلك.
وتابع الدكتور أيمن منصور ندا أن مجال الإعلام ليس حِكرًا على دارسي الإعلام وليس قَصرًا عليهم، فمجال العمل الإعلامي مفتوح، والأفضلية فيه للموهوبين وليس للدارسين، ولمن استطاع إليه سبيلًا، والمنافسة في سوق العمل قد لا تكون في صالح الذين يتخرجون من هذه الكليات، كما أنَّ سوق العمل لا تحتمل كلَّ هذا العدد من خريجي كليات الإعلام وأقسامه ومعاهده، وأيضا سوق العمل الخارجي لم تعد كما كانت سابقًا فكل الدول العربية أصبح بها كليات إعلام دولية، ولديها فائض من خريجيها المتميزين أما خريجو كليات الإعلام المصرية لم يعد مُرَحبًَّا بهم في كثير من هذه الدول.
الشغف والإبداع والموهبة الشخصية أهم من دراسة الإعلام
وأكد، مراسل وإعلامي فضل عدم ذكر اسمه، أن الشغف والإبداع والموهبة الشخصية التي يمكن صقلها عن طريق الدراسات والدورات المتخصصة هم الأهم حتى المتمكن منهم يمكنه أن يطور من نفسه بالمعلومات والكورسات المجانية المتوفرة على الإنترنت، ولتكن دراستهم في مجال أنفع وأشمل وأقل تكلفة، يوسع مداركهم وثقافتهم واحتكاكهم وفرصهم، مثل السياسة أو الاقتصاد أو علوم الكمبيوتر بتخصصاته المختلفة، فحصرهم في دراسة الإعلام يحد من اختياراتهم في عالم يتغير سريعا.
وأكد أنه لدينا زملاء صحفيون متميزون درسوا مختلف التخصصات، طب وهندسة وزراعة وحقوق وعلوم ودار العلوم، وغيرها من المجالات التي لا علاقة لها بالإعلام، لكن لتميزهم وبراعتهم تختارهم المؤسسات الكبرى وتفضلهم على آخرين يحملون شهادات عليا في الإعلام، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي والثورة التي أحدثتها تجعل المجال يتطور بشكل رهيب، ولم تعد هناك قوالب ثابتة أو قواعد مقدسة، وكل ما يتم دراسته وتعليمه يتجاوزه الزمن في خلال أعوام وربما شهور!
على جانب آخر اختلف الدكتور حسن علي أستاذ الإعلام بجامعة قناة السويس مع من كتب ومن أيد ودعم ظاهرة التحذير من كليات الإعلام مؤكدا أن سوق العمل الاعلامي في مصر غير طبيعي ولا يقاس عليه، والقول بضعف الاداء في مؤسسات التعليم الاعلامي ظلم لها فهي ليست وحدها هي حالة عامة، اما حجة بطالة خريجي الاعلام فهي ايضا تندرج على كل التخصصات حاليا، مؤكدا أن العيب في من يُدرس الإعلام أو يَدرس (العالم والمتعلم )، فالاساتذة بعضهم لم يشتغل بكتابة سطر في صحيفة او فقرة في برنامج، وطالب الاعلام جاء بمكتب التنسيق بقطع النظر عن موهبته وثقافته وقدرته على الابداع.
وأضاف أستاذ الإعلام بجامعة قناة السويس أنه لا يعيب الاعلام انه علم بيني بالعكس هذه ميزة وموسوعية تفتقدها علوم كثيرة، فلقد جمعت الفلسفة بين علوم الاجتماع وعلم النفس وعلم الجمال وبعد الانفصال ماتزال الفلسفة في حال اشتباك مع علوم كثيرة، اما القول بأن كتب ومؤلفات وتخصصات الاعلام تدرس بكورس واحد فهو قول به تجن شديد وتسطيح لا يليق.
دعوات غير صحية
الدكتور محمد المرسي؛ الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، صرح لفيتو في العدد رقم 373 بتاريخ 23 يوليو 2019 أن إغلاق كليات الإعلام لأبوابها ليس في صالح المجال الإعلامي على الإطلاق، فمعنى أن تغلق كليات الإعلام أبوابها هو أن نترك الساحة لغير المؤهل أن يحصل على فرصة غيره من المؤهلين، مشيرا إلى أن العمل الآن في مجال الإعلام أصبح يتطلب علما وفنا ودراسة وتأهيلا، لافتا إلى أن كلية الإعلام جامعة القاهرة تعتبر من أفضل الكليات المؤهلة للعمل في المجال الإعلامي على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى كليات أخرى موجودة على مستوى المحافظات الأخرى.
وأشار إلى أن التحذيرات الموجهة بشأن عدم الالتحاق بكليات الإعلام هي دعوة غير مباشرة لإغلاق تلك الكليات، وهذا شيء غير صحي على الإطلاق، متابعا أنه إذا كان هناك بعض الإشكاليات الموجودة منذ فترة في مجال الإعلام فهذا لا يعني تحذير الطلاب من دراسة ذلك المجال، لأن تلك الإشكاليات واحدة في كل المجالات، فهناك إشكاليات كبيرة جدا في كليات الحقوق، وهناك أعداد كبيرة جدا من خريجي الطب والهندسة مما يجعلهم يجدون صعوبة في الحصول على وظيفة، لكن هذا ليس معناه أن نغلق كليات الهندسة أو الحقوق أو الطب.
اتساع المجال الإعلامي
وأكد أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، في نفس العدد أنه من الناحية العملية إذا كان هناك صحف ورقية أو قنوات تُغلَق، ففي المقابل هناك صحف وقنوات أخرى جديدة تفتح، هذا بالإضافة إلى وجود شركات إعلامية كثيرة في مجالات متعددة تفتح في السوق الإعلامي، بالإضافة إلى وسائل إعلام جديد لا حصر لها تفتح في سوق العمل، لكن الشرط المطلوب حتى يجد الخريج المؤهل فرصته أن يتم تطهير المجال من الدخلاء عليه من أنصاف ومعدومي المواهب الذين يحصلون على فرص غيرهم من المؤهلين، وبهذا تتوافر فرص أكبر للمؤهلين.
وشدد المرسي على أنه لا يجب أن نصادر حلم أحد في الالتحاق بكلية بعينها، أو العمل في مجال معين، خاصة وأن كل الدعوات انطلقت من أشخاص يعملون بالفعل في المجال الإعلامي، وبدلا من مصادرة أحلام الطلاب علينا أن نهتم بتطوير العمل الصحفي بالشكل المطلوب وتطوير القنوات والمضمون الذي يُبث من خلالها، وبالتالي سيكون المجال أفضل مما هو عليه حاليا، وهذا هو دور المجلس الأعلى للإعلام، ونقابة الصحفيين ونقابة الإعلاميين، والهيئة الوطنية للإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، فكل هذه الجهات من المفترض أن تقوم بدورها في تطهير المهنة وتوفير الفرص للمؤهلين.
تطوير المناهج والأقسام بكلية الإعلام
وعن تطوير الدراسة في كليات الإعلام؛ أشار المرسي إلى أنه يتم تحديث المناهج باستمرار بما يتلاءم مع سوق العمل، حيث تم إعادة قسم الإعلام الإلكتروني بكلية الإعلام جامعة القاهرة بعد أن كان مغلقا منذ سنوات، وهذا جاء لمواكبة التطور الموجود حاليا، كما أنه لأول مرة يتم اختيار الطلاب الدارسين بالكلية بناء على اختبار قدرات، مما يجعل الفرصة أكبر لدى الموهوبين، لافتا إلى أن المجلس الأعلى للإعلام يقوم بدور متميز جدا في التأكد من توافر الإمكانيات اللازمة لتأهيل الطلاب بكليات الإعلام المختلفة.
وفي نفس العدد رقم 373 لجريدة فيتو، أكد الدكتور هشام عطية، عميد كلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أن دعوات التحذير من الالتحاق بكليات الإعلام هي أمر غير مفهوم، كما أنها نوع من الحجر على أشخاص في سن مبكةر من أنهم يختارون طريقهم بإرادتهم، لافتا إلى أنه إذا كان مبرر تلك الدعوات قلة فرص العمل، فهذا ينطبق على كل التخصصات بلا استثناء، كما أن تلك الدعوات تمنع وجود الأشخاص ذوي القدرات الفائقة والموهوبين من أن يحسنوا في هذا المجال. ويصنعوا فيه فتوحات مهنية.
دعوات فردية ذاتية
وأشار عطية إلى أن تلك الدعوة فيها نوع من الذاتية، حيث إن من يطلقونها يختزلون المجالات المختلفة التي تتيحها كليات الإعلام في أمر فردي يخصه شخصيا، لكن في الواقع سنجد أن مجال التوظيف الإعلامي اتسع جدا ليشمل كل المؤسسات والإدارات والهيئات، فلا توجد جهة أو مؤسسة أو وزارة تخلو من إدارات الإعلام والعلاقات العامة والتسويق والمالتي ميديا وأيضا السوشيال ميديا، علما بأن الوظائف المطلوبة في تلك المجالات كثيرة جدا ومستمرة، وأصبحت كليات الإعلام تساعد في التأهيل لتلك الوظائف، وأضاف عميد كلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أن توظيف لحظة إحباط لشخص ما وإطلاقها على العموم هو شىء غير جيد على الإطلاق، خاصة وأنه ينطلق لفضاء عام، ويمس حالة تعليمية ومستقبل شباب ومهنة كاملة ونمط تعليم، مشيرا إلى أن تلك الدعوات كانت تحتاج إلى مزيد من التروي والمبررات غير الذاتية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.