قصة الاقتصاد الأبيض من أمريكا إلى القرية الذكية في مصر، وخبراء يوضحون تأثيره على معدلات النمو ويطالبون بدعم رواد الأعمال
ظهر الاقتصاد الأبيض كأحد أبرز أنواع الاقتصاد، منذ بداية القرن الحادي والعشرين، ويعد البروفيسور دوجلاس ماكويليامزهو أول من استخدم مصطلح الاقتصاد الأبيض في كتابه "اقتصاد فلات وايت" حيث يعد هذا النوع من الاقتصاد هو الأهم بالنسبة لـرواد الأعمال الشباب المهتمين وأصحاب المشروعات الناشئة الصغيرة، خاصة التي تهتم بمجال تكنولوجيا المعلومات والتي يتم استخدامها وتوظيفها في مجالات عدة، وتطوير نظام العمل بكافة القطاعات والمؤسسات وبالتالي تقديم الخدمات بشكل أفضل وأسهل.
أهداف الاقتصاد الأبيض
ويعتبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أحد أهم أهداف هذا النوع من الاقتصاد والاستفادة من إمكانياته التكنولوجية، والتي نشهدها خلال الوقت الحالي كنوع من أنواع التطور التكنولوجي وهو ما تمثل في تصنيع الروبوتات بالعديد من الدول، بل وتوظيف هذه الروبوتات للقيام بالعديد من الأعمال والمهام البشرية، الأمر الذي أدى إلى تخوف الكثيرين من ارتفاع نسب البطالة والاستغناء عن العنصر البشري في أداء العديد من الوظائف واستبداله بهذه الآلات.
أوائل الدول المستخدمة للاقتصاد الأبيض
تعد الولايات المتحدة الأمريكية هي أولى الدول التي استخدمت الاقتصاد الأبيض خلال فترة الستينات، وذلك عندما قامت بإنشاء "وادي السيليكون" والذي قامت جامعة "ستانفورد" بالإشراف عليه، والذي يقع جنوب منطقة خليج سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، وسمي الوادي بهذا الاسم لاحتوائه على شرائح السيليكون المستخدمة في الدوائر الخاصة بأجهزة الحاسب الآلى.
وتأتي دولة الهند في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في استخدامها الاقتصاد الأبيض، في مجالات الاتصالات والبرمجيات والاتصالات السلكية واللاسلكية، كما قامت هي الأخرى بإنشاء وداي السيليكون بمدينة "بنجالور" مما جعلها من أكثر الدول تقدما على مستوى العالم في المجالات التكنولوجية، وقد كان لهذا النوع من الاقتصاد إسهاما كبير في زيادة معدلات النموالاقتصادي في بريطانيا وإيطاليا، وتوفير العديد من فرص العمل بهما.
الاقتصاد الأبيض في مصر ودور الحكومة في تطويره
وظهر الاقتصاد الأبيض في مصر على أرض الواقع عندما تم إنشاء القرية الذكية، وتقع هذه القرية بمحافظة الجيزة، حيث تحتوي على العديد من شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي يوجد بها أكثر من 160 شركة متخصصة في هذه المجالات، ولكن تحتاج هذه الشركات إلى التطوير الدائم وزيادة الإنفاق عليها لمواكبة كافة التطورات التكنولوجية الحديثة التي يشهدها العالم خلال هذه الفترة، وهو ما تسعى الدولة جاهدة لتحقيقه بقدر المستطاع وتقديم كافة الخدمات المتاحة من قبل الجهات المسؤولة.
دور وزارة الاتصالات المصرية في التحول الرقمي وتحسينه
ومن ناحية أخرى، تعمل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، على تعزيز ودعم البنية التحتية وتحسين الخدمات الرقمية في الجهات الحكومية، بهدف تحسين أداء الوزارات ومختلف الهيئات الحكومية، والعمل على رفع جودة الخدمات وكفاءتها من خلال تحسين بيئة العمل، وتوفير الدعم لعملية صناعة القرار وإيجاد حلول للقضايا التي تهم المجتمع في مختلف المجالات، للتحول نحو الرقمنة وبناء مصر الرقمية وذلك بهدف الوصول إلى مجتمع مصري يتعامل بشكل أساسي بالرقمية في مختلف النواحي.
وتعمل الدولة على تقديم خدمات إلكترونية متعددة من خلال كافة المنافذ الرقمية وغير الرقمية، إضافة إلى تحقيق الترابط الرقمي بين الحكومة من خلال ربط الأنظمة الرقمية الحكومية وتحسين العمل داخل الجهاز الإداري للدولة ليعمل بكفاءة وفاعلية وتعزيز قيم الشفافية والمحاسبة والمراقبة لكافة الأعمال، وذلك من خلال التفاعل والتشارك بين عناصر المجتمع المختلفة، بما في ذلك الجامعات والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
مدى إسهام الاقتصاد الأبيض في زيادة معدلات النمو
وفي هذا السياق قال الدكتور محمد يونس عميد كلية التجارة بجامعة الأزهر، إن الاقتصاد الأبيض يقوم على فكرة إنشاء الشركات الرقمية من جانب رواد الأعمال الشباب، مما يسهم في زيادة معدلات النمو الاقتصادي بالدولة في حال إسهامها بقدر أكبر في القيمة المضافة، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي.
وأوضح خلال تصريح خاص لـ فيتو، أنه إذا كان لدى رجال الأعمال من الشباب الخبرة الكافية في عملية تشغيل وتوظيف هذه الشركات واستثمارها بالشكل الصحيح، بالتالي تكون نتائجها مضمونة إلى حد كبير دون الحاجة إلى دراسة جدوى نظرا لوجود خبرة سابقة في مجالات الاستثمار وباع كبير في ريادة الأعمال.
عوامل تحريك عجلة الاقتصاد من حالة الركود
وأضاف، أن هناك علاقة بين سعر الفائدة والاستثمار فكلما زادت سعر الفائدة قلت الاستثمارات، حيث أنه من الممكن أن يكون هؤلاء الأفراد لديهم رأس مال خاص بهم، والقيام بتحريك هذا المال في مختلف المجالات مما يعمل على دفع عجلة الإنتاج في مختلف المجالات، مما يساهم في تحريك الاقتصاد من عملية الركود التي نشهدها خلال هذه الفترة، مؤكدا على أن زيادة معدلات النمو الاقتصادي تعكس ثقة المؤسسات الدولية في الاقتصاد المحلي، فهذه الشركات يكون لها مردود إيجابي على الاستثمار بالسوق المصري.
اعتماد المستقبل على التكنولوجيا الحديثة
من جانبه، قال الدكتور محمود السعيد عميد كلية السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة، إنه من الضروري دعم الدولة رواد الأعمال من الشباب، خاصة في هذه المجالات التكنولوجية الحديثة المهتمون بها، لأن المستقبل يعتمد بشكل أساسي على هذه التكنولوجيا الحديثة بمختلف مجالاتها.
ضرورة التركيز على تخصصات التحول الرقمي
وأشار خلال تصريحات خاصة لـ فيتو، إلى أنه يجب أن يكون هناك تركيز على التخصصات التي تعتمد على التحول الرقمي والتي سنحتاج إليها في المستقبل القريب، لافتا إلى أن هذه التكنولوجيات ستؤثر بشكل ملحوظ وكبير على نسب البطالة، لما لها من تأثير على اختفاء العديد من الوظائف المرتبطة بالتكنولوجيا والتعامل الرقمي.
القطاع التكنولوجي المستوعب الوحيد للعمالة في المستقبل
وأكد على أهمية الاهتمام بهذا القطاع التكنولوجي خلال الفترة القادمة ودعمه بشتى الطرق، نظرا لأنه سيكون المستوعب الوحيد للعمالة، والمؤثر في الناتج المحلي وزيادة معدل النمو الاقتصادي، حيث أنه يجب فتح مجالات جديدة في مختلف التخصصات سواء الاقتصادية أو التعليمية تتماشى مع هذه التكنولوجيات، وتدريب الكوادر على أعلى المستويات وتعريفهم بهذه الإمكانيات وكيفية توظيفها.
دور حاضنات الأعمال في تأهيل كوادر الشباب لسوق العمل
ونوه السعيد على ضرورة تفعيل دور حاضنات الأعمال من جانب آخر، حيث أنها تعمل على تدريب ودعم وتأهيل رواد الأعمال من الشباب لسوق العمل، وتزويدهم بالدعم المادي والفني لتحقيق الأهداف المنشودة من هذه المشروعات بسوق العمل، والعمل على إزالة كافة المعوقات والعقبات أمام هذا القطاع، والعمل على تحسين البنية التحتية ودعمها لمواكبة هذه التطورات.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.