رئيس التحرير
عصام كامل

تشترى «مصرى» بـ ١٥٠٠ دولار؟!


عيش.. حرية.. كرامة إنسانية.. فعلًا تحققت أهداف الثورة وأصبح المواطن المصرى صاحب كرامات، وليست كرامة واحدة، ومن كرامات المصرى بعد الثورة أن أصبح ثمنه عشرة آلاف جنيه بعدما كان لا يزيد ثمنه عن سبعة آلاف جنيه قبل الثورة، كانت تمنح لأسرة أى مواطن يضحى بنفسه ويلقى بذاته فى تهلكة الحكومة مثل الأتوبيسات أو القطارات أو المعديات .


ويقال: "إن كرامة المصرى تأرجحت قبل الثورة بين القطاع الخاص والقطاع العام فإذا ما لقى المواطن حتفه فى ركوبة أتوبيس أو احترق داخل قطار أو انتحر غرقا فى معدية؛ فإن الأمر يختلف حيث يتم تسعير المواطن حسب نوع الوسيلة" .
الأمر بعد الثورة اختلف حيث تم توحيد السعر إيمانا بالمساواة واتباعا للحكم الإسلامى الرشيد الذى قفز بسعر المواطن من سبعة آلاف جنيه إلى عشرة آلاف؛ وهو سعر يكفى لشراء غسالة «فول أوتوماتيك» كما قال أحد كتاب الكويت أيام مبارك. ويتردد أن حكومة الدكتور «هشام قنديل» لم تعلن عن هذا السعر إلا بعد دراسة متأنية لأسواق العالم، تلك الدراسة التى أشارت إلى أن سعر الغسالات ارتفع بارتفاع الدولار وبالتالى لم تهمل الحكومة هذا الأمر فرفعت سعر المواطن، وأصدق مثال على ذلك ما قررته وزارة التأمينات الإخوانية الجديدة من صرف عشرة آلاف بالتمام والكمال لأسرة كل شهيد فى حادث قطار البدرشين" .
ويقال: إن الحكوم رفضت أن تسمى هذا المبلغ "مساعدة" خشية أن يفهم العامة والخاصة أن ثمن المواطن أكبر من ذلك، علما بأنه السعر الحقيقى بعد حساب التضخم وسعر الدولار وسعر السوق العالمى، لذا أصرت حكومة الدكتور هشام علَى تسمية الأمور بمسمياتها؛ حرصا على أسعار المصريين العاملين بالخارج .
وقد يقول قائل: "إن الدكتور «هشام قنديل» تبرع بدمه لمصابى الحادث وهو ما لم يحدث من قبل أيام مبارك وهناك من يقول أن مصابى القطار يرفضون أن يجرى دم الحكومة بدمهم، وأن الدكتور هشام رجل ضعيف البنية وما حدث هو تصوير سيادته وبث صوره عبر وكالات الأنباء للشهرة فقط، بخاصة أن الرئيس نفسه ذهب إلى هناك من أجل التصوير ولو كان سبب زيارته لشىء آخر لما سمح لحومته أن تفضحنا على مستوى العالم بتسعير المواطن بألف وخمسمائة دولار حتى الساعة الرابعة ظهر اليوم الثلاثاء.
المهم أن أهداف الثورة تحققت وأصبح المواطن المصرى معززا ومكرما فى وطنه الجديد؛ وهو ما يدفعنا إلى مطالبة الريس «مرسى» بأن يصحب حكومته ووزراءه ورؤساءه فى جماعة الإخوان فى رحلة داخل قطار، ونُقْسِم لسيادته أن نرفع أسعارهم لأكثر من ألفى دولار إذا حصل المراد من رب العباد قولوا: «آمين».

الجريدة الرسمية