القراءات العشر وأصحابها وأماكن انتشارها في الأقطار الإسلامية
منذ نزول القرآن الكريم ولاتزال قراءاته متتابعة تلقاها الصحابة الكرام ثم التابعين من بعدهم من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم شفاهة وسماعا، إلي أن قيض لها الله سبحانه وتعالى أصحاب القراءات العشر، وظهرت علوم قراءة القرآن الكريم، وانتشرت في الأقطار الإسلامية، وتلقاها الجميع بالرضا والقبول حتى اشتهر منها قراءات عشر مشهورة تم تداولها في الأقطار الإسلامية، شهدت خفوتا لبعضها في بعض الأحايين ولمعانا في البعض الآخر، وفي هذا التحقيق نذكر لكم القراءات العشر وأصحابها وأسباب وأماكن انتشارها في الأقطار الإسلامية فإلى التفاصيل
القراءات العشر وأشهر رواتها هي:
1) قراءة الإمام نافع المدني (ت 169): رواها عنه عيسى بن مينا: (قالون)، عثمان بن سعيد المصري: (وَرش).
2) قراءة الإمام عبد الله بن كثير المكي (ت120): رواها عنه أحمد بن عبد الله بن أبي بزة (البزي) محمد بن عبد الرحمن المكي (قنبل).
3) قراءة الإمام أبي عمر بن العلاء البصري (ت154): رواها عنه حفص بن عمر (الدوري) وصالح بن زياد الرستبي (السوسي).
4) قراءة الإمام عبد الله بن عامر اليحصبي الشامي (ت118): رواها عنه: هشام بن عمار الدمشقي، وعبد الله بن أحمد بن ذكوان.
5) قراءة الإمام عاصم بن أبي النجود الكوفي (ت129): رواها عنه أبو بكر بن عياش الكوفي (شعبة)، حفص بن سليمان الغاضري.
6) قراءة الإمام حمزة بن حبيب الزيات الكوفي (ت156):رواها عنه خلف بن هشام بن ثعلب البزار، وخلاد بن خالد.
7) قراءة الإمام علي بن حمزة الكسائي الكوفي (ت189): رواها عنه أبو الحارث الليث بن خالد البغدادي، وحفص بن عمر الدوري رواي أبي عمر البصري.
8) قراءة الإمام أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني (ت130): رواها عنه عيسى بن وردان أبو الحارث الحذاء، وسليمان بن مسلم بن جماز.
9) قراءة الإمام يعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري (ت205): رواها عنه محمد بن المتوكل (رُوَيْس)، ورَوْح بن عبد المؤمن.
10) قراءة الإمام خلف بن هشام البزار الكوفي (ت229): رواها عنه: إسحاق بن إبراهيم بن عثمان، وإدريس بن عبد الكريم الحداد.
والمشهور من القراءات ثلاث: عاصم ونافع وأبو عمر، وخاصة رواية حفص لعاصم، ورواية قالون لنافع في ليبيا، وورش لنافع كذلك في دول المغرب العربي، رواية الدوري لأبي عمرو في السودان والصومال وحضرموت.
أسباب وأماكن انتشار القراءات العشر
مر علم القراءات القرآنية بتحولات كبيرة منذ تبلور هذا العلم في القرنين الثاني والثالث الهجريين، حيث كان أهل مكة يقرأون بقراءة الإمام عبد الله بن كثير المكي، بينما كان أهل المدينة على قراءة الإمام نافع بن عبد الرحمن المدني، وأهل الشام على قراءة الإمام عبد الله بن عامر الشامي، والبصريون على قراءتي أبي عمرو البصري ويعقوب الحضرمي، أما الكوفيون فكانوا على قراءتي حمزة بن حبيب الزيات وعاصم بن أبي النجود.
سبب عدم شيوع قراءة حفص في الكوفة
وكانت رواية حفص، هي الأقل انتشارا، حيث مال معظم أهل الكوفة إلى قراءة حمزة، ومن قرأ منهم بقراءة عاصم فاختارها من رواية شعبة لا من رواية حفص،
أسباب اختيار مصر والمغرب لقراءة ورش عن نافع
وفي مصر كانت السيادة لرواية ورش عن نافع، كون ورش مصريا.. وأما في المغرب فقد رحل ورش إلى نافع فقرأ عليه أربع ختمات ثم رجع إلى مصر وأخذ ينشر قراءة نافع، وعنه انتشرت في أرجاء المغرب العربي وكثير من البلاد الإفريقية.. إلى جانب أنها قراءة إمامهم مالك بن أنس رحمه الله، حيث يأخذ المغاربة بفقه أهل المدينة وأخذوا أيضا بقراءتهم.
أسباب انتشار قراءة قالون عن نافع في ليبيا وتونس
وفي (ليبيا وتونس) وما حاذاها من البلاد الإفريقية انتشرت رواية قالون عن نافع لسهولتها وخلوها من المدود الطويلة والإمالات التي في رواية ورش”.
أسباب انتشار قراءة ابن طاووس في الشام
وفي القرن الخامس الهجري كانت قراءة يعقوب هي الغالبة على أهل البصرة أما أهل الشام فاستمروا يقرأون بقراءة ابن عامر حتى قدم عليهم أحد أئمة القراء وهو ابن طاووس فأخذ يعلم رواية الدوري عن أبي عمرو ويقرئ بها فأخذت في الانتشار التدريجي بالشام حتى حلت محل قراءة ابن عامر.
وبعد القرن الخامس، غلبت رواية الدوري عن أبي عمرو على أهل العراق والحجاز واليمن والشام ومصر والسودان وشرق إفريقيا إلى القرن العاشر الهجري.
سبب انتشار رواية حفص عن عاصم في الأقطار الإسلامية
وفي القرن العاشر الهجري انتشرت رواية حفص عن عاصم في معظم العالم الإسلامي، بسبب اعتماد الدولة العثمانية لها، ثم طباعة المصحف بها، وازدادت انتشارا في زماننا هذا بسبب كثرة المصاحف المطبوعة بها، وانتشار التسجيلات بها وعبر الإذاعات ووسائل الإعلام المتعددة.
فرواية حفص عن عاصم يقرأ بها معظم المسلمين في الدول الإسلامية وغيرها.
ويقرأ برواية قالون عن نافع، في ليبيا وأجزاء من تونس والجزائر، وبرواية ورش عن نافع في غرب مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وتشاد والكاميرون ونيجيريا وأغلب البلاد الإفريقية الغربية، وفي شمال وغرب السودان، ويقرأ برواية الدوري عن أبي عمرو في السودان والصومال، وحضرموت في اليمن.