مرضى خشونة الركبة تحت رحمة الدولار.. جراحات تغيير المفاصل تتأثر بـ"الورقة الخضراء" وزيادة قوائم الانتظار أبرز المؤشرات.. الأسعار تتضاعف و35 ألفا أقل سعر للمفصل فى المستشفيات الخاصة
حادثة عادية تحدث لآلاف الناس يوميا، هذا ما أدركته السيدة فاطمة التى تبلغ من العمر 60 عامًا بعد تعرضها بشكل مفاجئ إلى حادث نتج عنه كسر فى مفصل الفخذ، ولأن الأمر شائع ذهبت المرأة لإجراء جراحة تغيير مفصل بشكل عاجل، وكان مقصدها قسم الطوارئ فى مستشفى حكومى، وبعد إجراءات الفحوص الطبية تبين أنها بحاجة إلى عملية حتى تستطيع الحركة بسهولة.
لا توجد مفاصل
رغم ألم ما سمعت به المرأة الستينية، لكن ألمها الأكبر حين أخبرتها المستشفى أن عليها تأجيل العملية لفترة من الوقت، ولحين انتهاء إجراءات قرار العلاج على نفقة الدولة التى تتحمل تكلفة تلك الجراحة، هكذا عادت المرأة محمولة على الأكتاف، لأنها لا تستطيع المشى، وظلت فترة طريحة الفراش فى انتظار الفرج، وبعد انتهاء كافة المطلوب وتواصل الأهل مع المستشفى كانت إجابة الأخيرة: «لا توجد مفاصل متوفرة».
استمرت فاطمة فى منزلها لا تتحرك والقدم بها كسر فى مفصل الركبة لفترة استمرت شهرين حتى أصيبت بجلطة فى القدم نتيجة عدم الحركة، وحين ذهبت ثانية إلى المستشفى لسرعة إنقاذها والتعامل مع الجلطة أو محاولة إجراء الجراحة لها، كان التعامل مجرد أدوية سيولة وعليها أن تعود للمنزل لأن المفصل لم يتوفر، كما أنه لا يمكن إجراء عملية تغيير مفصل والقدم فيها جلطة، ويجب أن تشفى من الجلطة أولا بحسب كلام الأطباء لها فى ذلك الوقت.
مأساة فاطمة التى لم تنتهِ حتى كتابة تلك السطور، هى مأساة عشرات وربما آلاف غيرها، فجراحات تغيير المفاصل من الجراحات المهمة فى تخصص جراحة العظام ومن العمليات ذات التكلفة المرتفعة لارتفاع تكلفة المفصل نظرا لأنه مستورد من الخارج وتوفره الدولة والمستشفيات الحكومية للمرضى مجانا من خلال التأمين الصحى أو قرارات العلاج على نفقة الدولة.
وتأثرت عمليات تغيير المفاصل بزيادة أسعار الدولار، حيث ارتفعت أسعارها إلى ما يقرب من ثلاثة أضعاف سعرها الأصلى، مما أثر على حجم العمليات التى تجرى فى مصر خلال الفترة الأخيرة.
وعلى الرغم من التأكيد المستمر لوزير الصحة للمستشفيات بضرورة عدم تأثر المرضى بأى نقص فى المستلزمات الطبية وإجراء العمليات الجراحية الطارئة والعاجلة دون انتظار إلا أن المستشفيات لا تنفذ تلك التعليمات.
ما هى جراحات تغيير المفاصل، وما أهميتها وما أسعار المفاصل والمخاطر والمضاعفات؟ هذا ما كشف عنه عدد من الأطباء لـ"فيتو"، فيوضح فى البداية طبيب عظام رفض ذكر اسمه، أن المفاصل المستخدمة فى عمليات تغيير المفاصل تأثرت بأسعار الدولار، لأنها مستوردة من الخارج، وزادت أسعارها ضعفين ونصف.
أنواع المفاصل
وأشار إلى أن المفاصل لها أنواع وأسعار مختلفة حسب كل نوع منها الأسمنتى أو المعدنى أو السيراميك أو المصنع من البولى إيثيلين وأكثرهم انتشارا المعدنى والسيراميكى أو البولى إيثيلن.
وأوضح أن المفاصل تستورد من ٣ شركات ألمانية وأمريكية، ولا توجد إحصائيات لعدد العمليات التى تجرى فى تغيير المفاصل فى مصر، لأن كل مستشفى له إحصائية مختلفة، لكن قوائم الانتظار لعمليات تغيير المفاصل زادت خاصة بين مرضى خشونة العظام، إلا أن مدة الانتظار حسب كل مستشفى.
وتابع بأن مرضى الكسور يجب إجراء الجراحة لهم بشكل عاجل دون انتظار، كما أن مرضى الكسور لهم نوعيات معينة من المفاصل، منها نصف مفصل وليس المفصل كاملا، وهؤلاء يجب إجراء الجراحة لهم فى وقت قصير لا يتعدى ٧٢ ساعة، مؤكدًا أن الشركات المستوردة بعد زيادة الأسعار لم تعد تورد للمستشفيات التى تتعاقد بأسعار غير مناسبة.
وأشار إلى أن المفاصل ليس لها تاريخ صلاحية، ويمكن أن تعيش عدة سنوات مع المريض، ويوجد لها أنواع متعددة، وتتطور مع الوقت حتى تعيش فترات طويلة.
كما أن المفصل الصناعى -والحديث ما زال للطبيب- يمكن أن يحدث له تآكل، وبعد سنوات يحتاج المريض إلى تغييره، والمفاصل التى تعيش سنوات طويلة تكون أغلى فى التكلفة وتتوفر بكميات أقل فى المستشفيات، وذلك فى حالات الخشونة التى تعد مرضا يزيد مع الوقت، إلا أنه لا يوجد خطورة على المريض، ويمكنه التحرك، لذا لا يتعرض للإصابة بالجلطات أو القرحة.
تكلفة العمليات الجراحية
أما تكلفة العمليات الجراحية، فيوضح المصدر أنها فى المستشفيات الخاصة تتكلف نحو ١٥٠ ألف جنيه، والمستشفيات الحكومية مجانا على نفقة الدولة أو التأمين الصحى، وتمثل ضغطا على الدولة لارتفاع تكاليف المفاصل، فضلا عن أن المريض يحتاج إلى رعاية وتأهيل محدد وعلاج طبيعى.
وأشار إلى أن أسعار المفاصل منها على سبيل المثال مفصل الركبة الجيد يصل سعره إلى ٥٠ ألف جنيه، ومفصل الفخذ حسب نوعه يتراوح من ٣٥ إلى ٧٠ أو ٨٠ ألف جنيه، بينما مفاصل الإعادة بعد ٢٠ سنة تكلفتها أغلى ويبلغ سعرها ١٥٠ ألف جنيه للمفصل فقط.
من جانبه كشف الدكتور مصطفى عشوب، أستاذ جراحة المفاصل بكلية الطب جامعة عين شمس وعضو مجلس نقابة الأطباء عن أهمية إجراء جراحات تغيير المفاصل، مشيرا إلى وجود أسباب لإجراء عملية تغيير مفصل، منها حالات طارئة يجب إجراؤها بشكل عاجل للمريض فى حالات الكسور أو مرضى الخشونة كبار السن وهؤلاء لا تعتبر حالتهم من العمليات الطارئة.
وأوضح لـ"فيتو" أن المفاصل لها أنواع متعددة منها الحوض أو الركبة أو الكتف أو الكاحل، لافتا إلى أن أكثر أنواع المفاصل استخداما هى مفاصل الركبة والحوض بسبب زيادة الإصابات بالخشونة.
وتابع حديثه بأن أسباب الإصابة بالخشونة هى التقدم فى العمر والسمنة التى تسبب احتكاك العظام ببعضها، مشيرا إلى أنه يوجد درجات من الخشونة منها ما يعالج بالأدوية وجلسات العلاج الطبيعى، ومنها يحتاج إلى جراحة تغيير مفصل، وتكون الجراحة هى الحل الوحيد لحالة المريض.
وأكد أن عمليات تغيير المفاصل ليس لها بديل، ولا يصلح للمريض تركيب شرائح أو مسامير، وعندما يقررها الطبيب تكون الحل الوحيد، كما أن المفاصل لها أنواع متعددة وأسعارها مختلفة حسب النوع، ومفصل الكاحل مختلف عن الفخذ أو الكوع.
وكشف أستاذ جراحة العظام عن مضاعفات عدم إجراء عملية تغيير المفصل لمريض خاصة مرضى الكسور، وهى الإصابة بقرح فراش أو جلطات فى القدم والرئة، لأنه لا يستطيع الحركة، مؤكدا أن الجلطات أمر شديد الخطورة بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة كبار السن، أما بالنسبة لمريض خشونة المفاصل تكون المضاعفات ألما شديدا فقط.
وأشار إلى أن أي مريض يحتاج لتغيير مفصل أصيب بقرح فراش يصعب معه إجراء الجراحة، لأن القرحة أصبحت مصدرا للتلوث يمكن أن يسبب تلوث المفصل.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد، أخبارالمحافظات، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.