توابع تسريبات حرق الإخوان.. تعليمات إخوانية بتجاهل «الغمري» وعدم التفاعل معه بأى شكل من خلايا الإعلام فى الغرب.. الصمت القاتل فى عرف الجماعة يفقد رئيس تحرير «الشرق» السابق اعتباره
رغم إذاعته 16 حلقة قبل نشر هذا التقرير تضمنت كل تفاصيل الخبايا الإخوانية فى الخارج، إلا أن تسريبات حسام الغمرى، رئيس قناة الشرق السابق، لم تجد أي صدى فى قنوات الإخوان حتى الآن، بل إن الجماعة استقبلتها بحالة من التجاهل التام، ولم يعلق أي إعلامي بالقنوات الموجهة من الخارج على اتهامات الغمرى الخطيرة لهم، خاصة أنها طالت الجميع من أعلى رءوس التمويل نهاية بأذرعهم داخل القنوات الإخوانية.
تعليمات داخل قناة الشرق
وحسب مصادر داخل قناة الشرق، فهناك تعليمات من أعلى وصلت للعاملين بالقناة تشدد عليهم بعدم التعليق بأى شكل على حسام الغمرى، وتجاهله بكل الطرق فى محاولة لحرقه وتقليل قيمته المهنية وأهمية دوره فى السنوات الماضية رغم ترؤسه طوال سنوات مضت تحرير واحد من أكبر قنوات الجماعة فى الخارج «الشرق».
صدى التعليمات انتشر سريعا، إذ تلاحظت حالة التجاهل التام لكل مفاصل الجماعة وأذرعها الإعلامية فى كل منافذ التنظيم، وحتى الآن يترك الرد بشكل فردى لبعض مستشارى الرئيس الأسبق محمد مرسى والمعروف عنهم الغضب السريع والهجوم الضارى على كل شيء يخص الجماعة، بينما المؤسسات نفسها أو الإعلام أو من تعرض لهم الغمرى يبدون كأنهم من عالم آخر.
كانت «فيتو» نشرت فى أعداد سابقة تفاصيل الضربات القاصمة التى وجهها حسام الغمرى، رئيس التحرير السابق لقناة الشرق، والتى يملكها أيمن نور إلى تنظيم الإخوان، وكيف أصبح يكشف يوميا مساوئ الجماعة فى الخارج، وكيف تتعامل مع المصريين الذين صدقوا مزاعمها باعتبارهم أسرى لقمة العيش عليهم الطاعة الكاملة، وأى محاولة لنقدها أو التمرد على سياساتها سيكون مقابلها الافتراس والتنكيل، بل السجن كما حدث مع الغمرى.
ولفتت «فيتو» النظر إلى المراجعات الفكرية التى يجريها الغمرى للجماعة، والتى يسعى من خلالها إلى هدم أسطورة مؤسس التنظيم حسن البنا من خلال كشف تناقضاته، وكشف خطورة التنظيم على مستقبل الشباب والبلدان العربية.
كان الغمرى حرص فى كل تسجيلاته على سرد مواقف شديدة الانتهازية للجماعة فى محاولة لتعرية أهدافها وكشف مساوئها من خلال سرد معلومات غاية فى الخطورة حول كيفية التآمر على الأمن القومى المصرى.
وأوضح الغمرى بالتفصيل اجتماعات الخارج التى عقدت منذ سنوات، وحضرها إبراهيم منير المرشد العام للإخوان آنذاك، ومحمود حسين أمين عام الجماعة، والرجل الحديدى الذى يتزعم جبهة إسطنبول حاليا بعد تفجر الصراعات داخل التنظيم على القيادة والمكاسب وكل شيء.
القداسة على التنظيم
يقول منير أديب، الكاتب والباحث، إن كل التنظيمات الدينية المؤدلجة، والإخوان جزء منها، تفرض نوعًا من القداسة على التنظيم، اعتقادًا منها بأن هذه القداسة سوف تخلق ارتباطًا قويا بين الأعضاء والحواريين والأتباع من جانب، والجماعة من جانب آخر.
وأوضح أن الإخوان ينظرون إلى التنظيم الذى ينتمون إليه بشيء من التقديس، إذ ترى الانتماء للتنظيم مرادفا لا بد منه بعد الإسلام، مؤكدا أن هذه هى آفة التنظيمات والإخوان على وجه التحديد؛ الذين ربطوا أتباعهم بالتنظيم وقادته، فكان ذلك أقرب إلى التقديس والتأليه.
واستكمل: من الصعب فك هذا الارتباط، لهذا كل ما يصدر من هذه القيادات يقابل بنوع من التقديس، وهى درجة تفوق تنفيذ الأوامر والتكليفات إلى التعامل معها كما التعامل مع النص الإلهى.
وأضاف: فى محاضن الإخوان التربوية يتم تدريب وتهيئة عضو التنظيم على فرض السمع والطاعة ولذلك تجد التنظيم قد هجره المفكرون، لأنهم رفضوا أن يُسيرهم شخص أقل منهم علمًا وثقافة، وربما يتفوق عليهم فى الالتزام بالقيم التنظيمية، تلك التى وضعته فى صدارة المشهد، فبات محركًا لمن يعلوه فى درجات العلم والتفكير.
وأشار إلى أن تقديس القادة محاولة من التنظيم للسيطرة على أعضائه، ولعل عزلة الجماعة مرتبطة بهذه الحالة التى تفرض على عضو التنظيم ومع الوقت يصير "الأخ" فى التنظيم أقرب من "الأخ" الشقيق أو الأب، ومع الوقت تتلاشى العلاقة الأسرية لتحل مكانها العلاقة التنظيمية المعقدة.
واختتم: التنظيم الذى يرسم ملامح التقديس على نفسه أمام أتباعه يظل تنظيمًا قويًا، لأنه نجح فى خلق علاقة قوية بينه وبين أتباعه، صحيح هذه العلاقة عندما تنفك يتحرر عضو التنظيم، ولكن تبقى المشكلة دائمًا فى فك هذا الارتباط وفى إظهار صورة التنظيم الحقيقية.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد، أخبارالمحافظات، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.