فضحهم السيسى!
على عكس د.البرادعى، الذي يرى أن دعم أمريكا للإخوان مجرد وهم أو شكوك غير حقيقية لمن أصابهم مرض نظرية المؤامرة، فإن الفريق أول عبدالفتاح السيسى أتهم الإدارة الأمريكية في صحيفة الواشنطن بوست بأنها لديها من النفوذ والتأثير على الإخوان ما يكفى لتجعلهم يوقفون ما يقومون به من عنف الآن في مصر.
لقد كان الفريق السيسى واضحًا وصريحًا وشجاعًا حينما قال إن الولايات المتحدة تتمتع بنفوذ وتأثير كبير على جماعة الإخوان، وإن أرادت أمريكا وقف نزيف الدم في مصر فعليها أن تستخدم تأثيرها لإقناع الإخوان بفض اعتصامهم المستمر منذ الثالث من يوليو.
المعنى الضمنى لكلام السيسى، يتضمن للأمريكان اتهاما يدركه كل لبيب بالإشارة يفهم.. اتهامًا لهم على الأقل بالسكوت على ما يقوم به الإخوان من عنف وبلطجة طوال أكثر من شهر مضى حتى الآن، وهو العنف الذي يسفر كل يوم جديد عن فريق من الضحايا.
كأن الفريق السيسى أراد أن يقول للأمريكان عبر صحيفة الواشنطن بوست، أيها الأمريكان بدلا من أن تضغطوا علينا حتى نقدم تنازلات للإخوان إطلبوا من حلفائكم في مصر أن يكفوا عن العنف والبلطجة وفض اعتصاماتهم المسلحة وانصحوهم بالقبول بالأمر الواقع، لأنه لا عودة للوراء بعد انطلاق السفينة وسارعوا بالاندماج في العملية السياسية القائمة التي تستهدف بناء نظام سياسي ديمقراطى لا إقصاء فيه لأحد.
لقد وضع الفريق السيسى يده مباشرة على أصل العلة والمشكلة.. فنحن لا نواجه حركة أو جماعة تريد أن تحكمنا رغما عن أنوفنا وتريد استعادة حكم لم تعرف المحافظة عليه، إنما نواجه دولة عظمى راهنت على الإخوان لتبقى هيمنتها على مصر.. فهل يفيق بعض الغافلين ليدركوا أننا نواجه الآن حربًا لحماية استقلالنا الوطنى.
