رئيس التحرير
عصام كامل

انفجار مرفأ بيروت، أكبر انفجار غير نووي بالذاكرة الحديثة، مقتل 224 شخصًا وإصابة 6 آلاف آخرين وتشريد 300 ألف، والغموض مازال سيد الموقف

انفجار مرفأ بيروت،
انفجار مرفأ بيروت، فيتو

تزامنا مع الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت، أصدر محافظ مدينة بيروت القاضى مروان عبود مذكرة لتنكيس الأعلام فى الساحات العامة وغيرها فى مدينة بيروت، كما طلب من المواطنين الوقوف دقيقة حدادا على أرواح ضحايا انفجار المرفأ.

كما طالب المحافظ أصحاب المحال السياحية "مطاعم، مقاهى، ملاهى ليلية، حانات"، عدم إقامة السهرات الصاخبة واستبدال البرامج بما يتناسب مع هذه الذكرى الأليمة تضامنًا مع عائلات الشهداء والجرحى سائلًا الله أن يحفظ مدينتنا بيروت ووطننا الحبيب لبنان.


إغلاق الإدارات والمؤسسات العامة في لبنان

وكان مجلس الوزراء اللبنانى أصدر قرار بإغلاق الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات يوم الجمعة، بمناسبة ذكرى فاجعة انفجار مرفأ بيروت.

وتنظم أيضا مسيرة على طريق المطار باتجاه قصر العدل حيث ستكون محطة للانطلاق باتجاه مرفأ بيروت وصولا إلى بوابة الشهداء، بدعوة من تجمع أهالى شهداء وجرحى ومتضررى انفجار مرفأ بيروت، كما سيلقى أهالى الضحايا كلمتهم عصر الغد وسيتم وضع أكاليل من الزهور بالنصب التذكارى.

غموض حول حادث انفجار مرفأ بيروت حتي الآن

وأدى الانفجار في مرفأ بيروت حيث كان يخزن 2750 طنًا من مادة نترات الأمونيوم منذ سنوات، إلى مقتل 224 شخصًا وجرح 6 آلاف آخرين وتشريد حوالى 300 ألف شخص.

ولا تزال تفاصيل أسباب حدوث الانفجار عند الساعة السادسة و8 دقائق من يوم الثلاثاء ذلك، مجهولة حتى اليوم، مع عدم اكتمال التحقيق.

وفقد عدة أشخاص من الموظفين في المؤسسة الرسمية، حياتهم في ذلك اليوم داخل مبنى الشركة الذي يبعد بضع مئات من الأمتار عن المرفأ، وتضرر 640 مبنى تاريخيًا في الانفجار بحسب منظمة اليونسكو, حوالي 60 منهم كانوا معرضين لخطر الانهيار. تعهدت المنظمة بقيادة جهود الترميم الدولية وقدرت التكلفة الإجمالية للترميم بـ 300 مليون دولار.

وتستضيف المنطقة مبنى البرلمان اللبناني ومبنى رئاسة الوزراء وساحتي الشهداء ورياض الصلح اللتين عادةً ما تقام فيهما التحركات الاحتجاجية.

واحدة من أكبر الانفجارات غير النووية في الذاكرة الحديثة

وقال ستة خبراء في بيان مشترك في الذكري الثانية للانفجار: "شكلت هذه المأساة واحدة من أكبر الانفجارات غير النووية في الذاكرة الحديثة، ومع ذلك لم يفعل العالم شيئًا لمعرفة سبب حصولها".

وأضافوا: "في الذكرى الثانية للانفجار، نشعر بخيبة أمل، لأن الناس في لبنان ما زالوا ينتظرون العدالة، وندعو إلى فتح تحقيق دولي بلا تأخير".

وحمل البيان خصوصًا توقيع مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء أو تعسفًا موريس تيدبال بنز ومقرر الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان والبيئة ديفيد بويد والخبير المستقل المعني بحقوق الإنسان والتضامن الدولي أوبيروا أوكافور.

ولم يتوصل التحقيق المحلي الذي يقوده القاضي طارق البيطار إلى نتائج بعد. ويؤجج تعليق التحقيق منذ نهاية 2021، جراء دعاوى ضد البيطار رفعها تباعًا مُدعى عليهم بينهم نواب حاليون ووزراء سابقون، غضب الأهالي.

ويثير التحقيق انقسامًا سياسيًا مع اعتراض قوى رئيسية أبرزها ميليشيا حزب الله على عمل البيطار واتهامه بـ"تسييس" الملف.

ومع تعليق التحقيق المحلي، ينقل الخبراء "مناشدة عائلات الضحايا المجتمع الدولي لإجراء تحقيق مستقل بإشراف مجلس حقوق الإنسان"، الذي يضم 47 دولة تعقد اجتماعات دورية.


أبرز تطور شهدته القضية خلال عام 2023

وكان التحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت قد توقف منذ ديسمبر 2021، على أثر أكثر من 45 دعوى رد لقاضي التحقيق، طارق بيطار، ومخاصمة للدولة، قدمها مجموعة من السياسيين والمسؤولين المدعى عليهم في القضية، مستغلين مادة قانونية في أصول المحاكمات اللبنانية، تجمد عمل قاضي التحقيق على ملفه في حال التشكيك بأدائه من جهة المدعى عليه.  

أبرز تطور شهدته القضية عام 2023 كان محاولة القاضي بيطار في يناير الماضي، استئناف التحقيق عبر اجتهاد قانوني استند إليه ليقول انه من غير الجائز رده عن التحقيق. حيث أخلى سبيل 5 موقوفين في القضية، وادعى على 8 أشخاص جدد، من بينهم النائب العام التمييزي غسان عويدات، مصدرا بحقه قرار منع سفر.  

واندلع على اثر ذلك اشتباك قضائي، رد خلاله عويدات بإطلاق سراح جميع الموقوفين في قضية انفجار المرفأ بدون استثناء ومنعهم من السفر، وجعلهم بتصرف المجلس العدليّ، وذلك رغم أن عويدات سبق له أن تنحى عن ملف قضية المرفأ برمتها منذ العام 2020 نتيجة وجود "تضارب صلاحيات".

كذلك ادعى عويدات على المحقق العدلي القاضي طارق البيطار أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز وقرر منعه من السفر أيضًا.  

إجراءات وصفتها جهات قانونية وحقوقية في حينها بـ"الانقلاب" على البيطار والتحقيق العدلي، حيث اعتبرت نقابة المحامين في بيروت ونادي قضاة لبنان إجراءات عويدات "غير قانونية"، إلا أنها لا تزال حتى اليوم تقف عائقًا أمام استئناف التحقيقات من جديد.


تشكيل بعثة دولية لتقصي الحقائق بشأن انفجار مرفأ بيروت

ووقع أكثر من 300 منظمة لبنانية ودولية وأفراد وناجون وأسر ضحايا، رسالة مفتوحة إلى مجلس حقوق الإنسان في للأمم المتحدة للمطالبة بتشكيل بعثة دولية مستقلة ومحايدة لتقصي الحقائق في انتهاكات حقوق الإنسان المتعلقة بانفجار 4 أغسطس.

وينسق أهالي الضحايا مع العديد من المنظمات الدولية على هذا الصعيد، مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وغيرها.

وذكرت منظمة العفو في بيان صادر عنها، الخميس، أن المطلوب من المجلس الأممي "المبادرة على وجه سرعة" إلى إنشاء بعثة دولية لتقصي الحقائق للتحقيق في أسباب الانفجار وتحديد هوية المسؤولين عن وقوع هذه الكارثة.

 وقالت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، آية مجذوب، إن السلطات اللبنانية، ورغم مرور 3 سنوات، لم تحمَّل أحد بتاتا المسؤولية عن المأساة التي وقعت في 4 أغسطس 2020، وبدلًا من ذلك، استخدمت كل السبل التي في متناولها "لتقويض التحقيق المحلي وعرقلته بوقاحة لحماية نفسها من المسؤولية – وترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب في البلاد."

كذلك صدر عن منظمة هيومن رايتس ووتش بيان قال فيه الباحث اللبناني رمزي قيس، أن السلطات اللبنانية "عرقلت بشكل متكرر ومتعمد" التحقيق في الانفجار طوال ثلاث سنوات، "متجاهلةً تماما حق الضحايا وعائلاتهم في الحقيقة والعدالة، ثمة حاجة إلى تحرك دولي لكسر ثقافة الإفلات من العقاب في لبنان". 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية