"فيتو" تكشف لغز تأجيل ملتقى الإبداع الروائي الدولي.. الأعلى للثقافة يرفع شعار "الغياب لأجل غير مسمى".. والميزانية وراء تأجيل الحدث الثقافي المهم
ملتقى الإبداع الروائى أحد أهم المؤتمرات الدولية التى ترسخ مفهوم الريادة المصرية فى الفكر والثقافة بين أشقائها فى المنطقة العربية والعالم أيضًا، فهو أكبر تجمع للروائيين والنقاد لمناقشة قضايا الرواية من كل حدب وصوب.
وما زالت التساؤلات تحيط بالدورة الثامنة من ملتقى الرواية العربية أو مؤتمر وملتقى الإبداع الروائى والتى تأتي بعنوان «الرواية العربية.. ظواهر جديدة»، وتحمل هذه الدورة اسم الناقد الراحل الكبير الدكتور جابر عصفور، وكان مقررا إقامتها نوفمبر 2022، ثم تم تأجيلها إلى الربع الأول من عام 2023 لكنها لم تعقد ورفعت شعار «الغياب إلى أجل غير مسمى».
حاولت «فيتو» التواصل مع الدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة بصفته الجهة المنظمة للمؤتمر الدولى، لمعرفة آخر مستجدات ملتقى الرواية العربية وغلق باب التكهنات بإلغاء المؤتمر، ولكنه أيضًا يرفع شعار "الغياب" كحال ملتقى مجلسه، فهاتفه مغلق دائمًا ولا يرد على رسائل الواتس أب.
الأمر ذاته حدث حين حاولت “فيتو” التواصل مع الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة، بصفتها «رَبٌ البيتِ» للحصول على معلومة بشأن إقامة الدورة الثامنة من ملتقى الإبداع الروائى أم أن هناك نية للإلغاء؟.. وبالطبع الوزيرة أيضًا لم ترد على هاتفها.
ولم يكن حال أعضاء اللجنة العلمية المنظمة للملتقى والتى تتكون من كبار أساتذة الأدب والنقد، أفضل، فاللجنة نفسها لم تجتمع منذ إبلاغها من قبل الأمين العام بتأجيل دورة ملتقى الإبداع الروائى.
حقيقة الإلغاء
بدوره، أوضح الدكتور أحمد درويش أستاذ النقد والأدب المقارن بكلية دار العلوم جامعة القاهرة ورئيس اللجنة العلمية المنظمة لملتقى الإبداع الروائى الدولى، أن الأزمة الاقتصادية التى مرت بها الدولة كانت السبب وراء تأجيل الدورة الـ8 من الملتقى، مشيرا إلى أن الملتقى سيعقد ولم يتم إلغاؤه، ولكن لم يتم تحديد موعد إقامته حتى الآن.
وفى تصريحات خاصة لـ«فيتو» أوضح درويش أن الميزانية الماضية لم تسمح بإقامة ملتقى الإبداع الروائى، وستقام قريبا إن شاء الله، فالأولوية للملتقى مع الميزانية الجديدة، مؤكدا أن لا تغيير فى محاور الدورة الـ8.
واتفقت الدكتورة أمانى فؤاد أستاذ النقد الأدبى الحديث بأكاديمية الفنون وأحد أعضاء اللجنة المنظمة، على أن عدم توفر الميزانية كان السبب الرئيسى لتأجيل ملتقى الإبداع الروائى، قائلة: "تم إبلاغنا بتأجيل الملتقى لحين توفير ميزانية تسمح بإقامة مؤتمر دولي".
وأشارت فؤاد، إلى أن هناك ترشيدا فى الإنفاق فى كل ما يخص وزارة الثقافة حتى الأنشطة والفعاليات البسيطة التى كانت تقام فى المجلس الأعلى للثقافة لم تعد كالسابق، مؤكدة أن ترشيد الإنفاق وعدم إقامة المؤتمرات الدولية التى تحمل اسم مصر، تؤثر سلبا على الريادة المصرية وتعمل ضد استمرارها فى الثقافة والأدب، فالثقافة بشكل عام والتعليم والمعرفة وكل المجالات التى تعمل على وعى الإنسان من المفترض أن تكون من الأولويات التى ننفق عليها ويخصص لها ميزانيات، لأنها ترسخ لمفاهيم الهوية الثقافية والريادة فى المحيط الإقليمى، وبذلك لا تقل عن الأمن الوطنى فى أي شيء.
وأوضحت فؤاد أن كل تأجيل أو منع لأى نشاط ثقافى فى مصر يؤثر على ريادتها، فمصر هى منارة وقبلة المفكرين والأدباء التى يسعى إليها الجميع، وبها أقدم الملتقيات الفكرية فى الوقت الذى لم تكن أي دولة تقيم مثله، والتخلى عن هذه الفعاليات قد يسبب ضررا كبيرا جدا ويؤدى للتراجع عن الريادة فى المشهد الثقافى والفنى، مضيفة أن الدورة المؤجلة شارك بها حوالى 250 اسما من كبار الروائيين والنقاد العرب، حيث كان سيتحمل عددا منهم المشاركة على نفقته الشخصية والبعض الآخر سيتم استضافته، ولكن للأسف كل هذا تم تأجيله.
برنامج الملتقى المؤجل
وكشف الشاعر والكاتب شعبان يوسف وأحد أعضاء اللجنة، أن اللجنة المنظمة لملتقى الإبداع الروائى لم تجتمع من يوم التأجيل، مشيرا إلى أن اللجنة كانت قد انتهت من كافة الترتيبات والمحاور ووضع البرنامج العلمى للملتقى، بالإضافة إلى التواصل مع الضيوف العرب وإرسال الدعوات لهم، والانتهاء من حجز الفنادق، وفجأة توقف كل شيء.
وأشار يوسف، إلى أن اللجنة العلمية كانت قد استقرت على اختيار 40 اسما عربيا مدعوين على نفقة المؤتمر، وبخلاف الحاضرين هناك أسماء عربية كبيرة أكدت مشاركتها فى المؤتمر عبر تطبيق «زووم» الإلكترونى، فتضاعف العدد لـ80 عربيا مشاركا بشكل فعلى بشتى الطرق.
وحسب ما أعلن عنه المجلس الأعلى للثقافة سابقا، فإن من أبرز محاور الملتقى: الرواية العربية.. تناولات جديدة، رواية المنفى والهجرة والهويات الملتبسة، روايات التنوع العرقى.. إلخ، الرواية وجماليات النوع الأدبى الرواية والفنون، الرواية العربية ووسائط الاتصال الحديثة، الرواية العربية وأسئلة الانتشار والتلقى، من ظواهر الحوارية الروائية، روايات الكاتبات العربيات: رؤى وقضايا وتقنيات سردية جديدة، الرواية والموروث.
تاريخ مؤتمر وملتقى الرواية العربية الدولي
وانطلقت الدورة الأولى للملتقى عام 1998 وخصصت لمناقشة موضوع "خصوصية الرواية العربية "، وأهديت إلى نجيب محفوظ بمناسبة مرور عشر سنوات على حصوله على جائزة نوبل فى الأدب، وعقدت الدورة الثانية عام 2003، وقد أهديت الدورة الثانية لاسم إدوارد سعيد، حيث عقدت عقب وفاته بفترة وجيزة، وكان موضوع الدورة الثانية "الرواية والمدينة"، وعقدت الدورة الثالثة فى فبراير 2005 وناقشت موضوع الرواية والتاريخ، وأهديت إلى اسم الراحل عبد الرحمن منيف، وعقدت الدورة الرابعة فى فبراير 2008 وحملت عنوان "الرواية العربية الآن"؛ كما عقدت دورته الخامسة فى ديسمبر 2010 بعنوان "الرواية العربية إلى أين؟"؛ فيما ناقشت الدورة السادسة للملتقى التى عقدت عام 2015 "تحولات وجماليات الشكل الروائى"، وأهديت تلك الدورة لاسم الأديب فتحى غانم، وكانت آخر دورات الملتقى، والتى عقدت عام 2019، قد ناقشت موضوع “الرواية فى عصر المعلومات”، وحملت تلك الدورة اسم الأديب السودانى الراحل الطيب صالح.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد، أخبارالمحافظات، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.