"خيبتكم ما وردت على حد"
"الناس خيبتها سبت وحد وخيبة الحكومة ما وردت على حد"… الحكومة مقضياها سفر ومشاركة في مؤتمرات ومهرجانات بالعالم، رغم معاناة البلد من انهيار اقتصادي نتيجة فشلهم على مدى سنوات.
ومع أن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، أفشل من تولى المنصب، نجده كل بضعة أيام في دولة غير الثانية و"مخلي القرعة ترعى، والشعب يخبط راسه في أكبر حيط"، لعدم وجود أحد يوقف المهازل اليومية التي يعيشها على الأصعدة كافة.
عاد رئيس الوزراء من رحلاته، وانتقل مع حكومته إلى المقر الصيفي في العلمين الجديدة، للتمتع بالبحر والأجواء الساحلية والحفلات، لأنه مش معقول "ربطة المعلم" تعاني الحر والقرف مثل الشعب.
قضية الساعة هي "أزمة ما لها أي لازمة"، حيث اعتقدنا أنه بعد إغراقنا في القروض وإنفاق "تريليونات الجنيهات" لحل أزمة الكهرباء بشكل جذري، لكي نعيش مثل العالم، فإذا بنا نعود إلى أيام حكم "الإخوان" وتنقطع الكهرباء أكثر من مرة يوميًا!.
قطاع الكهرباء ومحطاته الأحدث عالميًا، التي تكلفت "تريليونات الجنيهات"، وكانت مثار فخر وتباهي في جميع التصريحات خلال السنوات الماضية، وأننا بعد العجز الكهربي، أصبح لدينا فائض كبير نسعى لتصديره وحل مشكلة الدول التي تعاني نقصًا فيه، فجأة حدثت أزمة لا نعرف سببها والكهرباء تنقطع أكثر من مرة يوميًا، وسعيد الحظ من يصادفه القطع المبرمج مرة واحدة يوميًا، فإذا مثار الفخر يعاني أزمة فماذا ننتظر من قطاعات ثانية لم تلق الاهتمام ذاته؟!.
دأبت وزارة الكهرباء على تخفيف الأحمال يوميًا، دون توضيح السبب أو الرد على تساؤلات الشعب، وحتى هاتف الطوارئ والشكاوى لم يعد يعمل، لأن من يقومون عليه ليس لديهم معلومات محددة للرد بها على الاستفسارات، من هنا أتيح مجال الاجتهاد وترويج الشائعات لمن يريد، وتداولت منصات "الميديا" أسباب وتحليلات عدة عن القطع المبرمج.
الغريب أن وزارات غير معنية، بدأت تتناول ما يجري يوميًا وتبرر بأي كلام، وللمرة المليون تثبت وزيرة البيئة أنها تولت الحقيبة الوزارية، لأسباب لا علاقة لها بالكفاءة والتخصص، حيث أرادت الوزيرة تبرير تخفيف الأحمال اليومي رغم الحر الشديد، فأدلت بتصريحات تنم عن جهل تام، إذ قالت: "إحنا في نعمة لأن بلدنا جاف وعندنا تكييف في البيوت، وأوروبا مشكلتها أكبر منا لان معندهمش تكييفات"!.
يبدو أن معلومات الوزيرة توقفت عند ما درسناه في الابتدائية، عن أن "طقس مصر حار جاف صيفًا معتدل ممطر شتاء"، لأنه لم يعد كذلك منذ سنوات، ثم أن التكييفات في أوروبا أكثر من مصر، وليس كما قالت الوزيرة، فضلا عن أنها رغم أزمة الطاقة وارتفاع الحرارة لا تعاني قطعًا للكهرباء مثلنا!.
زادت الوزيرة الطين بلة، بمفردات لا تعكس إدراكها حساسية منصبها، وجعلتها مثار سخرية الداخل والخارج، حيث قالت عن ثقافة ترشيد الطاقة "احنا متعلمناش اننا لما نيجي ننام نشد فيشة التليفزيون، الفيشة بتسحب كهربا، لو كلنا شدينا الفيشة أو طفينا الكبس، هنوفر كتير"!.
عدم مواكبة الوزيرة للتغيرات والمستجدات، بالإضافة إلى ركاكة تصريحها، يجعلنا لا نلومها على قطع أشجار البلد، لأنها مؤكد لا تعرف أن تقليص المساحات الخضراء يقلل كمية الأوكسجين التي يحصل عليها الإنسان وتزيد معاناته!.
ارتباك الحكومة جعلها تلجأ إلى تضليل الشعب لامتصاص غضبه، حيث تصدر المتحدث باسم وزارة الكهرباء المشهد، مؤكدا أن المشكلة جاري حلها خلال يومين، ثم أرجأ الحل إلى منتصف الأسبوع التالي، كما حدث تضارب في تصريحات وزيري الكهرباء والبترول، لكنهما اتفقا على تمدد الأزمة إلى منتصف أغسطس، دون أن نعرف السبب الحقيقي لتخفيف الأحمال، إلى أن عقد رئيس الحكومة مدبولي مؤتمرا صحافيا، ربطه كالعادة بما يحدث في العالم لتغطية فشل حكومته، ونفى ما يتم تداوله مستفيضًا في أرقام ومعلومات، تبين كذبها في تصريحات المتحدث باسم رئاسة الوزراء، التي تتفق مع كثير مما تداولته التقارير والمنصات ونفاه مدبولي، الذي أكد أن تخفيف الاحمال مستمر إلى سبتمبر!!.
ما قاله رئيس الحكومة عن انقطاع الكهرباء في العالم لارتفاع الحرارة غير صحيح، حيث يقتصر ذلك على مناطق الحرائق مثلما حدث في إيطاليا واليونان، أما لجوء بريطانيا إلى القطع المبرمج فلأنها تعاني مشكلات كثيرة منذ مغادرتها الإتحاد الأوروبي.
وعند النظر إلى العراق، الذي شهد انقطاع تام للكهرباء نتيجة عمل تخريبي وحرائق، فقد تمكن من إعادة التيار بعد ساعات ولم يلجأ إلى تخفيف الأحمال رغم مواجهته مشكلة في الكهرباء بالأساس، علما أن العراق والكويت الأكثر سخونة في العالم.
اجتهاد الحكومة في إعداد مواعيد تخفيف الأحمال يوميا حسب مناطق السكن بالمحافظات، كنا نتمنى أن يسبقه اجتهاد مسبق لمواجهة ارتفاع الحرارة، إن كان هذا هو السبب الحقيقي للأزمة الراهنة؟!