رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد زويل، سر خطاب صاحب الفيمتوثانية إلى عبد الناصر، وقصة غريبة وراء مناداته باسم "الدلع" وهو صغير

العالم المصرى الكبير
العالم المصرى الكبير أحمد زويل، فيتو

أحمد زويل، عالم مصري عبقري، واحد من أفضل عشرة علماء متخصصين في الكيمياء في العالم، هو عالم الكيمياء المصري الذي حصل على جائزة نوبل في الفيمتوثانية عام 1999، ورحل في مثل هذا اليوم عام 2016، بعد أن أوصى بدفنه في مصر، وودعته مصر في جنازة عسكرية مهيبة.


قال الراحل الكبير صاحب نوبل الدكتور أحمد زويل عن التعليم وكيف أنه كان أفضل في الخمسينيات والستينيات: "تعلمتُ في مصر بمدرسة حكومية كانت تمنحنا العديد من الخبرات إلى جانب الدراسة، عبر رحلات وممارسة الهوايات، ودعوني أقول إن فترة عبد الناصر رغم عداء الغرب له جعله يقدم تعليمًا جيدًا وقوميًّا ويمنحنا الأمل من خلاله، كان لدينا السد العالي ومفاعل أنشاص وغيره من المصانع، جعلنا نعيش في مصر البناءة ورغم أنني سافرت في نهاية الستينيات إلا أنني كانت لديَّ الفطرة وهي التي جعلت ارتباطي بمصر جينيًّا". 

 

بناء أهرامات جديدة 

وأضاف الدكتور أحمد زويل: أنا استفدت من مصر ليس فقط في التعليم لكن في الأسرة العائلية وأسرة المدينة والأصدقاء وزملائي في الجامعة ومناقشات الحياة والثقافة في قطار دمنهور الإسكندرية الذي كنت أستقله للذهاب للجامعة، وقتها كان لدينا حلم قومي، لما يكون عندك إرادة لمشروع قومي وشعب مقتنع بك تستطيع أن تبني أهرامات جديدة.

صورة إنفوجراف في فيتو عن أحمد زويل

 

ولد أحمد حسن زويل ـ أحمد زويل ـ عام 1946  بمدينة دمنهور لأب يعمل في صناعة وتجميع الدراجات، تلقى تعليمه الأولي بمدينة دسوق بكفر الشيخ، أحب القراءة العلمية، وكان يرفض الدروس الخصوصية واعتاد في الإجازة الصيفية مذاكرة المنهج الدراسي للعام المقبل، بحيث يكون قد انتهى منه قبل بدء العام الجديد، لتكون مهمته أثناء الدراسة مساعدة زملائه على شرح الدروس وتذليل العقبات.. واشتهر بهذا الأمر، فقد كان يلجأ إليه كثير من أصدقائه لفهم المناهج أيضًا، وكان أفضل مكان لمذاكرته وزملائه مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي بدسوق.

 

شوقي اسم الدلع

ولـ أحمد زويل اسم آخر، وهو شوقي.. وراءه قصة ملخصها أن والديه ظلَّا لمدة 5 سنوات لم ينجبا طفلًا، وعندما رزقهما الله بأحمد رغبا في تسميته شوقي دلالة على الشوق لهذا الطفل الجميل الذي ظهرت في عينيه منذ ولادته علامات النبوغ والعبقرية، وبالفعل اتفقا على أن يسجلاه في الأوراق الرسمية باسم أحمد، بينما يناديانه بشوقي، وبات هذا الاسم هو المعتاد له حتى ذهب إلى الجامعة، وبدأ اسم شوقي يتلاشى شيئًا فشيئًا حتى أصبح ذكرى جميلة.

أحمد زويل متخرجًا في جامعة الإسكندرية

حصل أحمد زويل على بكالوريوس العلوم من جامعة الإسكندرية، وعمل معيدًا بالكلية، ثم حصل على درجة الماجستير عن بحث في علم الضوء، وعمل متدربًا في شركة شل بجانب دراسته الجامعية سافر إلى الولايات المتحدة للحصول على شهادة الدكتوراة تحت إشراف الكيميائي روبن إم هوشستراسر في جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر بمنحة علمية حصل عليها بصعوبة شديدة حيث رفضت في مصر إدارة الجامعة سفره قبل أن يخدم بالكلية عامين بعد حصوله على الماجستير. وفقًا لقانون كان قد أصدره مجلس الشعب في تلك الفترة لكنه استطاع التغلب على تلك العقبة بتوقيع رئيس جامعة الإسكندرية في ذلك الوقت الدكتور عبد الرحمن صقر على طلب السفر.

تكريم من مبارك لصاحب نوبل الدكتور أحمد زويل 

في أمريكا انتقل أحمد زويل إلى جامعة كاليفورنيا وانضم لفريق الأبحاث بها، وعين أستاذ مساعد في الكيمياء الفيزيائية بنفس الجامعة عام 1976، ثم عين أول أستاذ للكيمياء بمعهد لينوس باولينج، وحصل على جائزة الملك فيصل عام 1989.


كما أن قائمة الشرف بالولايات المتحدة، التي تضم أهم الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأمريكية تشمل  اسم أحمد زويل، وفى أبريل 2009 أعلن البيت الأبيض عن اختيار أحمد زويل ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأمريكي أوباما للعلوم والتكنولوجيا، وتضم 20 عالمًا مرموقًا في عدد من المجالات.

 

عشق صوت أم كلثوم 

بشهادة أشقائه وعائلته عن طفولته قالوا إنه كان ودودًا مبتسمًا دائمًا ظهرت علامات النبوغ والعبقرية في عينيه منذ صغره، عشق صوت أم كلثوم والشيخ محمد رفعت.

 
الطفل زويل كانت له هوايات خاصة منذ الصغر، يقرأ كتابًا يحبه في هدوء تام، والسيدة أم كلثوم تغني في الخلفية، ذاك الصوت الذي ظل معه لم يفارقه في سيارته أو منزله أو مكتبه بجامعة كالتك، كان يرى نفسه كطالب ما زال ينهل ولا يكتفي، لا يغمض عينيه عن اكتشاف أي شيء جديد.

 

وحدة الفيمتوثانية

ابتكر الدكتور أحمد زويل نظام تصوير يعمل باستخدام الليزر وهو سريع للغاية وله القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض، حيث إن الوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة هي الفيمتو ثانية، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية.

نشر أحمد زويل أكثر من 350 بحثًا علميًّا في معظم المجلات العلمية العالمية المتخصصة، ورد اسمه في قائمة الشرف بالولايات المتحدة التي تضم أهم الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأمريكية، وجاء اسمه رقم 9 من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أهم علماء الليزر في الولايات المتحدة (تضم هذه القائمة ألبرت أينشتاين، وألكسندر جراهام بيل).

 

إعجاب بشخصية عبد الناصر

أعجب أحمد زويل بشجاعة الرئيس جمال عبد الناصر فهداه تفكيره الى أن يرسل خطابا عام 1956 للرئيس الراحل جمال عبد الناصر يقول له فيه: "ربنا يوفقك ويوفق مصر"، ظن أنه لن يتلقى ردًّا، إلا أن الرئيس عبد الناصر أرسل له ردا في خطاب يشجعه فيه على العمل والاجتهاد  فصار بعد 43 عامًا أول عربي يحصل على جائزة  نوبل في مجال علمي. 

 

رحيل وجنازة عسكرية فى مصر 

أصيب الدكتور زويل بمرض السرطان مع بداية الألفية الثالثة، وظل يعاني حتى وافته المنية وكان قد أوصى بدفنه في مصر، فأحضرت الدولة جثمانه وخرج في جنازة عسكرية حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسى وكبار رجال الدولة.

 

الغرب ليسوا عباقرة 

من الكلمات التي كان يحب ترديدها على لسانه باستمرار (إن الغرب ليسوا عباقرة ونحن أغبياء.. هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح ونحن نحارب الناجح حتى يفشل، المرء دائمًا حيث يضع نفسه، حب العقل أقوى وأعمق وأبقى من حب القلب). 


 ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية