المركز القومى للبحوث ينهى الجدل العالمى حول «الأسبرتام».. هل آن الأوان لوقف تناوله رسميا؟.. الغذاء والدواء رفضت استخدامه فى بداية اكتشافه لتسببه فى حدوث سرطان مثانة للفئران
>> يعطى حلاوة فى الطعم حوالى 180 مرة أكثر من السكر.. وله أكثر من 92 من الآثار الجانبية أبرزها: فقدان الذاكرة
رغم التحذيرات من أضرار الأسبرتام، إلا أنه ما زال يستخدم فى المشروبات الغازية الدايت أو اللايت وفى تصنيع بعض الفيتامينات القابلة للمضغ، وفى كثير من أنواع العلكة الخالية من السكر، حتى ظهرت مؤخرًا نتائج الأبحاث التى تمت دراستها مؤخرا من قبل منظمة الصحة العالمية لمعرفة مدى خطورة الأسبرتام فى التسبب فى حدوث نسب إصابة عالية بالسرطان، وأعلنت المنظمة تصنيف الأسبرتام كمادة تسبب السرطان من المجموعة 2B أي المواد المحتمل أنها تسبب السرطان خاصة سرطان الكبد وسرطان الثدى وسرطان الغدد الليمفاوية، وهو خبر أثلج صدور كل المعنيين بالصحة والتغذية، وانتظره الباحثون منذ سنوات طويلة، فهل آن الأوان لتفعيله؟!
الأسبرتام ما بين مؤيد ومعارض لاستخدامه
وأوضحت الدكتورة سوزان فؤاد سليمان، أستاذ مساعد التغذية العلاجية واستشارى طب الحالات الحرجة والقلب بالمركز القومى للبحوث، أن الأسبرتام عليه لغط كثير منذ سنوات ما بين مؤيد ومعارض لاستخدامه، والمعارض أو الرافض لاستخدامه يكون بسبب تسبب الأسبرتام فى حدوث مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية والأعراض الجانبية بما فى ذلك السرطان، وفقًا لما أعلنه المعهد الوطنى للسرطان بالولايات المتحدة الأمريكية، أما المؤيد لاستخدامه يكون بسبب قلة سعراته الحرارية وطعمه المستساغ حتى عند استخدام كميات قليلة منه فإنه يعطى تحلية عالية.
ولفتت الدكتورة سوزان فؤاد إلى أن الأسبرتام هو مادة كيميائية عالية الكثافة تضاف للأطعمة كبديل للسكر أو لشراب الذرة فى التحلية، وتوفر حلاوة للطعم بدون سعرات حرارية، ونظرًا لأنه أكثر حلاوة من السكر، فإن الأمر يتطلب كمية أقل بكثير من السكر لإعطاء نفس الحلاوة، مضيفة أنه تم اكتشافه فى عام 1965 على يد جيمس شلاتر، وهو كيميائى يعمل فى شركة جى دى، وقام شلاتر بتصنيع الأسبرتام أثناء إنتاج دواء مضاد للقرحة، حيث اكتشف طعمه الحلو بالصدفة.
وبعد اكتشافه فى عام 1965، لم توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام الأسبرتام كمادة مضافة للغذاء لسنوات عديدة بسبب حدوث سرطان مثانة لفئران التجارب عند عمل الاختبارات اللازمة لإثبات أمنه على الصحة، ولم يدخل سوق الغذاء حتى الثمانينيات، وفى عام 1980 عقدت إدارة الغذاء والدواء (FDA) مجلس عام (PBOI) يتألف من مستشارين مكلفين بفحص العلاقة بين الأسبرتام وسرطان المخ، وخلصت منظمة PBOI إلى أن الأسبرتام لا يسبب تلفًا فى المخ، لكنها أوصت بعدم الموافقة على استخدام الأسبرتام، وفى عام 1981 عين ريجان آرثر هال هايز مفوضًا لإدارة الغذاء والدواء ووافق هايز على استخدام الأسبرتام فى البضائع الجافة، وفى عام 1983 وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام الأسبرتام فى المشروبات الغازية، وفى عام 1993 تمت الموافقة على الأسبرتام للاستخدام فى المشروبات الأخرى والحلويات، ثم فى عام 1996 أزالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) جميع القيود المفروضة على الأسبرتام مما سمح باستخدامه فى جميع الأطعمة.
وأشارت أستاذ مساعد التغذية العلاجية بالمركز القومى للبحوث إلى أن الأسبرتام هو مُحلِّي صناعى منخفض السعرات الحرارية بيضاء اللون وعديم الرائحة، وهو يعطى حلاوه فى الطعم حوالى 180 مرة أكثر من السكر، ويحتوى الأسبرتام، مثله مثل الببتيدات الأخرى، على قيمة من السعرات الحرارية تبلغ 4 سعرات حرارية (17 كيلوجول) لكل جرام ويصنف الأسبرتام كرقم "E" وهو مصطلح يُطلق على المواد المضافة فى الطعام.
حقائق علمية عن الأسبرتام
وكشفت استشارى طب الحالات الحرجة والقلب بالمركز القومى للبحوث أنه عند تناول الأسبرتام لا يصل الأسبرتام نفسه إلى الدورة الدموية، ولكنه يتفكك داخل الأمعاء إلى ثلاثة مكونات (حمض الأسبارتيك والفينيل ألانين والميثانول)، حيث يمثل حمض الأسبارتيك 40٪ من تفكك الأسبرتام داخل جسم الإنسان، وأوضحت فؤاد أن تناول حمض الأسبارتيك بسبب التناول المفرط من الأسبرتام، يسبب اضطرابات عصبية مزمنة خطيرة وعدد لا يحصى من الأعراض الجانبية، ويعمل زيادة حمض الأسبارتيك على تلف الخلايا العصبية فى المخ بسبب إطلاق كميات كبيرة من الجذور الحرة الشاردة التى تقتل الخلايا العصبية، كما أن حمض الأسبارتيك يؤدى إلى ارتفاع نسبه الكورتيزول والبرولاكتين فى جسم الإنسان مع انخفاض كمية السيروتونين والتيروزين والدوبامين والنورادرينالين والأدرينالين، مما يتسبب فى حدوث ضعف العضلات والتعب الشديد المستمر والتوتر والعصبية وصعوبة فى التركيز والصداع، وأضافت أنه لوحظ حدوث الآثار الجانبية أكثر فى النساء الحوامل والأطفال لأن الحاجز الدموى فى المخ (BBB) والذى يحمى المخ عادة من الأسبرتات الزائدة، وكذلك من أي سموم لم تتطور بشكل كامل خلال مرحلة الطفولة، كما أنه يسمح بمرور الأسبرتات إلى المخ عند زيادة كميته بالدم حتى عندما يكون الحاجز الدموى المخى سليمًا ومكتمل النمو.
وتابعت فؤاد أن ثانى مادة كيمائية تنتج عند تناول الأسبرتام هى فينيل ألانين وتمثل 50٪ من تفكك الأسبرتام داخل جسم الإنسان، لقد ثبت أن تناول الأسبارتام يمكن أن يؤدى إلى مستويات زائدة من الفينيل ألانين فى المخ حتى فى الأشخاص الذين لا يعانون من مرض تراكم الفينيل كيتون فى جسم الإنسان وهو مرض وراثى بعرف باسم phenylketonuria. ولأن الأسبارتام يتم امتصاصه بسرعة كبيرة يمكن أن يرفع الأسبرتام مستويات بلازما الدم من فينيل ألانين مما يؤدى إلى انخفاض مستويات السيروتونين فى المخ مما يؤدى إلى اضطرابات نفسية عديدة ومنها الاكتئاب، كما أنه وجد أن السرطانات تنمو عند زيادة نسب الفينيل ألانين.
وثالث مادة كيمائية تنتج من تناول الأسبرتام هى الميثانول وتمثل 10٪ من تفكك الأسبارتام داخل جسم الإنسان، ويمكن أن نطلق على كحول الميثانول السم القاتل، حيث يتم إطلاقه تدريجيًا فى الأمعاء الدقيقة بسبب إنزيم كيموتربسين، كما أن الميثانول الحر يتم إنتاجه من الأسبرتام عندما يتم تخزين المنتج المحتوى على الأسبارتام بشكل غير صحيح أو عند تسخينه، ويتحلل الميثانول إلى حمض الفورميك والفورمالديهايد فى الجسم، إذ يسبب الفورمالديهايد تلف الخلايا العصبية، كما يشير تقييم وكالة حماية البيئة (EPA) للميثانول إلى أن الميثانول "يعتبر سما تراكميًا نظرًا لعدم قدرة الجسم على التخلص منه بمجرد امتصاصه، ويوصون بحد أقصى للاستهلاك منه 7.8 مجم / اليوم، ويستهلك المستخدمون بكثافة من المنتجات المحتوية على الأسبرتام ما يصل إلى 250 مجم من الميثانول يوميًا أي 32 ضعف حد الكمية المسموح بها، لذلك تم تقديم التماس فى 29 أغسطس عام 1988 من أجل وقف الموافقة من قبل إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) على استخدام الأسبرتام.
واختتمت حديثها لفيتو أنه فى عام 1981، ذكر إحصاء فى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن الأسبرتام يؤدى إلى ورم فى المخ ولا يمكنه التوصية بالموافقة على تناوله، كما توصى جمعية السكرى الأمريكية (ADA) بعدم استخدام الأشخاص المصابين بداء السكرى للأسبرتام لأنه يتسبب فى ضعف السيطرة على مرض السكرى لدى مرضى السكرى المعتمدين على الإنسولين فى العلاج أو الذين يتناولون الأدوية الضابطة للسكر عن طريق الفم، كما أنه يؤدى إلى تفاقم مضاعفات مرض السكرى مثل اعتلال الشبكية وإعتام عدسة العين واعتلال الأعصاب وخزل المعدة (ضعف حركة الأمعاء).
أضرار الأسبرتام
ومن جانبه أكد الدكتور محمد النادى، أخصائى الصيدلة الإكلينيكية، أن هناك أكثر من 92 من الآثار الجانبية الصحية التى تم تسجيلها والمرتبطة باستهلاك الأسبرتام، إذ يمكن أن تحدث الآثار الجانبية تدريجيًا، ويمكن أن تحدث على الفور عند بدء تناول الأسبرتام، وإحدى الشكاوى الشائعة للأشخاص الذين يعانون من تأثير الأسبرتام هى ضعف أو فقدان الذاكرة، وأعراض جانبية على القلب مثل خفقان القلب، عدم انتظام دقات القلب وضيق فى التنفس، أو أعراض نفسية وعصبية مثل الاكتئاب والتوتر والقلق والأرق.
وأضاف أن هناك أعراض جانبية على الجهاز العصبى والمخ مثل مرض الزهايمر ونوبات صرع، صداع، صداع نصفى، فقدان ذاكرة، نعاس، تنميل فى الأطراف، فرط نشاط، تنميل فى الوجه، رعشة فى الأطراف، وأعراض جانبية على العين مثل انخفاض الرؤية وومضات ساطعة ضبابية وألم فى عين واحدة أو كلتا العينين، بالإضافة إلى أعراض جانبية على الأذن وعلى الجهاز الهضمى والغدد الصماء والتمثيل الغذائى، وأعراض جانبية على الجلد والجهاز التنفسى.
وتابع بأن هناك أعراضا جانبية أيضًا ظهرت على الحوامل ومنها عيوب خلقية فى الأجنة والتخلف العقلى للجنين، وأعراضا جانبية ظهرت على الأطفال مثل فرط النشاط أو فرط الحركة واضطراب نقص الانتباه (ADD) والاكتئاب الشديد، وأعراض جانبية أخرى مثل متلازمة التعب المزمن أو فيبروميالجيا والتصلب المتعدد (MS) والذئبة الحمراء وهودجكينز (ورم يصيب الغدد الليمفوية) وورم الكبد وورم الثدى، كما يؤدى الاستهلاك المفرط للأسبرتام إلى ضعف نمو العظام وتلف الأسنان عند الأطفال وهشاشة العظام عند البالغين.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد، أخبارالمحافظات، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.