يوسف إدريس يحكي قصة زواجه من رجاء الرفاعى
في مجلة " كل الناس " عام 1985 سرد الدكتور الاديب يوسف ادريس الذي تحل ذكرى وفاته اليوم بعضا من ذكرياته في حلقات منها حكاية زواجه من السيدة رجاء الرفاعى فكتب يقول:افتقدت المرأة في طفولتى فكات نظرتى لها معقدة لأنى حرمت من عاطفة الامومة وانا صغير، لذلك كنت دائم البحث عن الحنان وأكره العنف.
وأضاف الاديب يوسف ادريس:بالرغم من ان شكلى يوحى بالقوة إلا أننى من الداخل كنت ضعيفا جدا، كنت أحيا بشقتى بالمبتديان حياة عازب بوهيمى، ولم أكن أرى باب الشقة الذى امام شقتى يفتح ابدا، وفجأة وذات يوم وجدت باب شقتى يطرق بقوة وبإلحاح فإذا بجارى الذى يقطن الشقة الامام شقتى يطلب منى فتح بابى حتى يتمكن من إدخال مائدة كبيرة، ولأول مرة يفتح البابان في وقت واحد ورأيت فتاة تقف في الصالة أعجبنى شكلها من أول نظرة.
حب من أول نظرة
وتابع يوسف ادريس:اتضح ان جارى فنان وهاوى موسيقى وسألته عن هذه البنت الحلوة فعرفت انها أخت زوجته، وسألنى جارى اذا كنت احب ان اتزوجها ؟ فانزعجت من الفكرة، لكنى بينى وبين نفسى عدت وفكرت بأنه اذا كان الزواج هو الوسيلة لكى اراها فما المانع ؟ وزرتهم كعريس ونظرت اليها من ثلاث زوايا..نظرة من زاوية احساسى كشاب فأعجبتنى، ونظرة كشابة يمكن ان اخطبها فلم تعجبنى، ونظرة كمرافقة لى طوال حياتى وفى رحلة العمر فلم تعجبنى.
ويعترف يوسف ادريس ويقول: بدأت أتلكأ وأتحجج بأن سنها صغير مع انها كانت في الثمانية عشر ربيعا وسيظهر ذلك انى كبير عنها في السن وأقنعنى جارى بخطبتها كتجربة وعرفت في نفس الوقت انها اخت زوجة الكاتب إسماعيل الحبروك واتفقنا على ميعاد الخطبة
وأضاف يوسف ادريس فى ذكراته:لم انم ليلتى من ضميرى كيف اجرب اخطبها وقد تتعلق بى وهنا تصبح مأساة فكتبت خطابا ارسلته الى جارى اعتذر عن الخطبة، وفى الصباح ذهبت الى إسماعيل الحبروك ووجدته غير غاضب منى بل قال لى انت رجل شريف وصادق، وبعدها بأسبوعين فكرت بعمق وسعيت الى لقاء " رجاء " وأردت ان اعرف رأيها بصراحة ووعرفت انها معجبة بى وادركت ان علاقة الاعجاب المتبادلة بيننا هي البداية الصحيحة التي تمكننا من التغلب مستقبلا على اية مشاكل زوجية، اتصلت بالحبروك واتخذت قرار الزواج حتى انى يوم الخطبة طلبت من اهل العروس كتب الكتاب وحضر اهلى من البلد.
رحلة الحياة
بعد عقد القران فاجأت الموجودين بأن أخذت عروسى من يدها الى بيتى وعلى سريرى أبو رجل مكسورة بدأت رحلتى مع حياة زوجية سعيدة وانجبت سامح وبهاء ونسمة، وتحقق حدسى فقد تحملت رجاء معى الكثير وقاست وكانت لى نعم الزوجة.
اكبر معين فى حياة ادريس
ويختتم الاديب يوسف ادريس بقوله: تغلبت " رجاء" بمهارتها على جموحى وكانت كفاءتها كزوجة اكبر معين لها على كبح جموح انفعالاتى، ومن أمثلة ذلك أنى كنت لا أستطيع ان أكتب وهى في المنزل فكنت أرسلها الى بيت والدتها شهر او شهرين حتى انتهى من الكتابة، وأول عمل طويل كتبته بعد الزواج كان " الحرام "، وانا أدين لزوجتى بالكثير فقد كان همها المحافظة على سلامتى الشخصية وسلامة أولادى،