رئيس التحرير
عصام كامل

فن تعامل المعلم مع الطلاب

تفرض التغيرات والتحديات المحلية والإقليمية والعالمية المتسارعة واتجاهاتها المستقبلية على مختلف الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والإعلامية والثقافية والتكنولوجيا تأثيرات سلبية، وخصوصا على منظومة التربية والتعليم، حيث أسهم كل ذلك فى ظهور سلوكيات غير مرغوب فيها عند بعض الطلاب وزاد من ذلك تخلى بعض الأسر عن دورها التربوى.


ولذلك على المعلم أن يتقن العديد من المهارات أهمها (مهارة فن التعامل مع الطلاب)، حيث تعد هذه المهارة من أهم المهارات التى يجب على المعلم إجادتها وممارستها لكى يبقى على تواصل دائم مع الطلاب.


تذكر يا أخى المعلم دائمًا أمانة المهنة وحجم الدور الكبير الملقى على عاتقك فأنت الأمل بعد الله سبحانه وتعالى فى إصلاح الجيل، ولا تجعل من المعوقات والمحبطات والظروف الصعبة عذرًا وتبريرًا لعدم العمل والإخلاص فيه لأنك راعٍ ومؤتمن على جيل من الشباب.


أولًا: هناك مفاهيم غير صحيحة حول شخصية المعلم ويعتقدها بعض المعلمين، مثل:


1. أن الرفق فى التعامل مع الطلاب والشفقة والرحمة والإحسان، والنزول إلى مستواهم يعبر عن ضعف فى شخصية المعلم.
2. يرى البعض أن قوة الشخصية ترتبط بالشدة المفرطة والتعسف، وأن ذلك يجعل غرفة الصف لا تطاق.
3. بعض المعلمين يضعون حواجز مصطنعة بينهم وبين طلابهم من خلال نظرتهم التشاؤمية.
4. إفراط بعض المعلمين فى تعاملهم مع الطلاب بترك الحبل على الغارب متزعمين بأوهام خاطئة.


يتساءل بعض المعلمين لماذا بعض المعلمين يمتلكون حب الطلاب واحترامهم داخل وخارج المدرسة بينما نجد البعض الآخر من المعلمين لا يمتلكو إلا كراهية الطلاب وبغضهم، وذلك لأن هناك خلل، يجب تحديده والوقوف عنده لعلاجه.


ولنا فى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسوة حسنة فهو المعلم والمربى والقائد، فقد كان يحسن إلى البر والفاجر والمسلم والكافر.
قال تعالى مخاطبًا نبيه صلى الله عليه وسلم: (فَبِمَا رَحْمَة مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) [آل عمران: 195].


ثانيًا: خطوات كسب ثقة الطلاب:


على كل معلم أن يسأل نفسه باستمرار كيف أكسب ثقة الطلاب؟
والطريق إلى ذلك يمكن أن يتحقق من خلال التالي:
• كن سمحًا لينًا بشوشًا وسلم دائمًا على طلابك، أمتلك قلوبهم وبهذا تمتلك عقولهم.
• عليك أن تكون (رقيقًا من غير ضعف وحازمًا من غير عنف)
• لا تكثر من التأنيب والتهديد وأترك الشدة المفرطة فأنها غير ذات فائدة
• أكثر من الثواب والثناء على الطلاب وشجعهم
• لا تجامل أي طالب على حساب الآخرين ولكن كن عادل بين طلابك
• شارك طلابك فى ظروفهم فى كل الأحوال
• اسأل عنهم عند الغياب أو التأخير برفق ربما أن تكون هناك ظروف غير طبيعية
• أحفظ أسرار طلابك
• أعط طلابك الأمن والأمان دائمًا
• أدخل الدعابة والفكاهة عليهم أثناء الحصة ولكن بدون مبالغة
• أشعر الطلاب دائمًا بأنك كالأب أو الأخ الأكبر لهم
• أشعر طلابك بأنك حريص على مصالحهم ويهمك أمرهم
• أحرص على السؤال دائمًا عن أحوالهم
• ساعد طلابك فى حل مشكلاتهم
• دائمًا نوع من طرق تدريسك، وأصبر دائمًا على عدم استيعابهم وأعلم أن كل الطلاب لا يفهمون بطريقة واحدة وهناك اختلاف لبعض الطلاب عن الآخرين كما تختلف بصمات الأصبع
• كن ماهرًا فى عرض الدرس متحمسًا وبشوشًا
• كن متمكن من مادتك العلمية
• كن مرنًا وواسع الصدر فى التعامل مع الثقافات المختلفة
• كن واقعى وبعيدًا عن المثالية المفرطة فى تصرفاتك
• لا تتجاهل الطلاب ولنفترض أن أحد الطلاب يبكى مطالبًا بأحد والديه فى هذه الحالة لا تتجاهله
• استغل اللقاء الأول لشرح القواعد العامة التى ستسير عليها أنت وطلابك طيلة العام وشارك فيها طلابك
• دائمًا كن نموذج وقدوه لكل طالب ولا تكن فقط مخزن للمعلومات
• ابتعد عن العنف البدنى والنفسي
• تعهد بالرعاية والعناية للطلاب من خلال تصرفاتك وممارساتك داخل الصف وخارجه
• كن ديمقراطيًا فى الصف وخارجه وبذلك سينتج أنماط سلوكية تتسم بالتعاون
• تمسك بسلطتك الأخلاقية تحت أي ظروف كانت
• عليك امتلاك الثقة المطلقة لقدرات طلابك على التعلم


عزيزى المعلم
يظهر واضحًا من خلال هذا المقال عمق الأثر الذى يحدثة المعلم فى نفوس طلابه، وبذلك يجب أن تكون الغاية الأولى للمعلمين جعل هذا الأثر إيجابيًا قدر المستطاع وهذا لن يتحقق إلا إذا تمكنت من كسب ثقة ومحبة طلابك وعليك أن تحب تلاميذك وتؤمن بقدراتهم وبحقهم بالحصول على التعليم بأفضل الطرق واستمرار التواصل بهم حتى يشعر الطلاب بالآمان الذى يحتاج إليه كل طالب يستطيع أن يعبر عن نفسه وعن قدراته بدون خوف وبذلك تجد طلابك باحثين ومفكرين ومبدعين لأنهم ليسوا خائفين من العقاب عند الخطأ.
فى فنلندا عندما يكتسب الطالب المعلم القدرة على البحث، ستتحول هذه القدرة إلى سلوك لكى يستفيد من خلاله فى الحصول على أحدث التطورات فى مجال البحوث التربوية وسوف تستمر معه هذه العادة طوال حياته المهنية.

الجريدة الرسمية