رئيس التحرير
عصام كامل

القنوات الرياضية تمارس الانتحار الجماعي..البداية بمودرن ثم الأهلي والنهار.. متخصصون: الأزمة سببها الديون وتوقف النشاط.. 65 مليون جنيه خسائر في الموسم.. والعاملون ينتظرون مذبحة بعد العيد


تمارس القنوات الرياضية المصرية انتحارا جماعيا؛ بسبب الظروف التي تمر بها البلاد حاليا وتوقف النشاط الرياضي، فبعد أن أغلقت قناة مودرن سبورت لحقتها قناتا "الأهلي" و"النهار رياضة" في إعلان إغلاقهما ووقف عرض البرامج المباشرة وتعليق العمل فيها، وتسريح جميع العاملين بعد عيد الفطر.


وبذلك يكون أسدل الستار على ظاهرة رياضية كانت قبل عامين هي الأكثر ظهورًا وتأثيرًا في الرأي العام المصري، والأعلى متابعة من الجماهير المصرية، وكان لها أثر عظيم في ارتفاع شعبية كرة القدم في مصر.

وعلى الرغم من الأحداث المريرة التي شهدتها الرياضة المصرية منذ حادثة مذبحة بورسعيد، التي راح ضحيتها أكثر من 72 شهيدًا، وهي الكارثة التي تسببت في إيقاف النشاط الرياضي في مصر بجانب التوتر الأمني الموجود في البلاد؛ بسبب الأحداث السياسية، إلا أن هذه القنوات ظلت متمسكة بأمل البقاء حتى فاض بها الكيل من الخسائر المتعددة التي لحقت بها، والديون المتراكمة على إدارات هذه القنوات، والتي وصلت إلى ما يقرب من 65 مليون جنيه.

تتمثل في حصيلة مرتبات وأجور العاملين بها لمدة تزيد عن 6 أشهر، بالإضافة إلى تكاليف نقل المباريات المحلية الأخيرة، وتراجع نسبة المشاهدة لها بعد أن حول المصريون اهتمامهم للسياسة والمظاهرات.

وتأتي قناة مودرن سبورت على رأس القنوات الرياضية من حيث الخسائر التي تكبدتها؛ حيث إنها كانت الأعلى مشاهدة بين هذه القنوات وكانت تضم نجوم الكرة في مصر سواء مذيعين أو محللين، وعلى رأسهم مدحت شلبي وأحمد شوبير ومصطفى يونس وأيمن يونس والراحل إبراهيم يوسف وأشرف قاسم وغيرهم الكثيرين.

وبلغت صفقة بيع القناة لمحمد الأمين - رئيس وصاحب قنوات "سي بي سي" - ما يقرب من 285 مليون جنيه، مع العلم أن برنامج مساء الأنوار والذي كان يقدمه الإعلامي مدحت شلبي كان يحقق أرباحًا تزيد عن 33 مليون جنيه شهريا، بالإضافة إلى البرامج الأخرى.

ويأتي هذا الإغلاق المفاجئ للقنوات لينهي مسلسل الأرقام الخرافية التي كان يحصل عليها مقدمو البرامج، والذين كان لهم الفضل في رفع سقف الأجور في الفضائيات، فعلى سبيل المثال وصل راتب مدحت شلبي لـ 9 ملايين جنيه في الموسم الواحد، وتم تعديل عقد أحمد شوبير ليحصل على 5.5 ملايين جنيه سنويا والشيخ طه إسماعيل الذي كان يعمل محللًا في قناة الأهلي لـ 2.5 مليون جنيه في السنة، وكريم حسن شحاتة الذي طلب في الفترة الأخيرة من إدارة قناة النهار رياضة رفع أجره لـ 3 ملايين جنيه بدلًا من مليوني جنيه، وهو الأمر الذي يؤكد أن إغلاق هذه القنوات سيؤثر بالسلب على البرامج الرياضية والعاملين بها في المستقبل حتى مع عودة النشاط الرياضي من جديد.

أما الجانب الآخر الذي يتبع إغلاق هذه القنوات، هو مصير مسابقات الدوري والكأس في السنوات القادمة ليس فقط في كرة القدم، ولكن في الألعاب المختلفة؛ حيث خسرت الاتحادات الرياضية مصدر تمويل مهم جدا لإقامة البطولات، بعد أن ساهمت هذه القنوات في رفع تسعيرة المباريات، وزيادة سعر بطولة الدوري العام لكرة القدم لأكثر من 150 مليون جنيه.

ويؤكد جمال علام - رئيس اتحاد الكرة - أن إغلاق قنوات النهار رياضة ومودرن والأهلي يمثل خسارة كبيرة للوسط الرياضي؛ حيث إن تلك القنوات كانت الأكثر تميزا في تغطية بطولة الدوري المصري العام.

وأعرب علام عن حزنه الشديد من مشهد الإغلاق المتكرر للقنوات الرياضية إلا أنه أكد أنه أمر طبيعي نظرا للخسائر المادية التي تتعرض لها تلك القنوات؛ بسبب توقف النشاط وإلغاء بطولة الدوري للموسم الثاني على التوالي مما دفع الرعاة للبعد عن البرامج الرياضية في ظل اشتعال الأوضاع السياسية واستحواذ برامج التوك شو على متابعة أغلبية الشعب المصري.

صبري سراج - نائب رئيس الزمالك - وصف الأمر بالكارثة الجديدة التي تصيب الرياضة المصرية، وقال: إن إغلاق هذه القنوات يؤثر بشكل بالغ على كرة القدم، ويزيد من معاناة الأندية التي لن تجد مساعدًا لها في تخطى الأزمات المالية التي تعاني منها في السنوات الأخيرة.

أما خالد مرتجي - عضو مجلس إدارة الأهلي - فأكد أن هذا الأمر يمثل كارثة للإعلام الرياضي في مصر؛ بسبب توقف بثها وتشريد آلاف العاملين بها إلى جانب تأثيرها على المشاهد الذي كانت تلك القنوات تتيح له مزيدا من الاختيارات، مطالبا الدولة ممثلة في وزير الإعلام بضرورة التدخل لإنقاذ العاملين بتلك القنوات وإيقاف تلك المهزلة التي ستؤثر على الوسط الرياضي أجمع.
الجريدة الرسمية