بالنيابة عن باريس قوات إيكواس تستعد للتدخل في النيجر، وقادة الانقلاب يتعهدون بالتصدي لها
زادت حدة الخلاف بين قادة الانقلاب في النيجر ودول مجموعة إيكواس ومن ورائهم فرنسا، التي ترفض هذا الانقلاب وتطالب بإعادة النظام الشرعي، الأمر الذي يهدد بنشوب حرب كبيرة داخل البلد الأفريقي الفقير.
إجراءات صارمة من دول الإيكواس ضد الانقلابيين في النيجر
ومجموعة إيكواس أو مجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، هي مُنظمة سياسية واتحاد اقتصادي إقليمي يتكون من خمسة عشر دولة تقع في منطقة غرب أفريقيا. تُغطي هذه البُلدان مُجتمعة مساحة 5,114,162 كيلومتر مربع.
تم تأسيس منظمة إيكواس في 25 مايو 1975 بموجب اتفاقية لاغوس، ويقع مقرها في أبوجا عاصمة نيجيريا. وتضُم المجموعة 15 دولة عُضو هي الرأس الأخضر وغامبيا وغينيا وغينيابيساو وليبيريا ومالي والسنغال وسيراليون وبنين وبوركينا فاسو وغانا وساحل العاج والنيجر ونيجيريا
وفينا يتعلق بالتعاون العسكري بين دول الإيكواس، حددت دول المجموعة بروتوكول عدم اعتداء في عام 1990 إلى جانب اتفاقيتين سابقتين في عامي 1978 و1981.
كما وقعت على بروتوكول بشأن المساعدة الدفاعية المتبادلة في فريتاون عاصمة سيراليون، في 29 مايو 1981، والذي نص على إنشاء قُوات مُسلحة مُتحالفة خاصة بالمجموعة لمساعدة دول المجموعة في التصدي لأي اعتداء أو أعمال عنف.
وفي وقت سابق أعلنت مجموعة إيكواس في قمتها الطارئة عن فرض سلسلة عقوبات على قادة الانقلاب العسكري في النيجر، ولم تستبعد المجموعة استخدام القوة حيال الانقلابيين الذين منحتهم مهلة أسبوع لتسليم السلطة.
اقرأ أيضا:
النيجر توجه صفعة قوية لفرنسا بوقف صادرات اليورانيوم والذهب
وتضمنت قرارات مجموعة إيكواس فرض حظر سفر وتجميد أصول على المسؤولين العسكريين الضالعين في محاولة الانقلاب بالنيجر.تجميد أصول جمهورية النيجر في البنوك المركزية للدول الأعضاء بها.إيقاف جميع المعاملات التجارية والمالية بين النيجر وجميع الدول الأعضاء فيها.دعت إلى استعادة النظام الدستوري بالكامل في النيجر.دعت إلى الإفراج الفوري عن رئيس النيجر محمد بازوم وإعادته للسلطة.منح قادة الانقلاب مهلة لمدة أسبوع لتسليم السلطة، مع عدم استبعاد استخدام القوة.
وبإمكان قادة دول إيكواس المكونة من 15 عضوًا، من اتخاذ إجراءات ضد النيجر، منها تعليق عضوية النيجر في المنظمتين، واستبعاد البلاد من البنك المركزي الإقليمي، والسوق المالية، وإغلاق الحدود.
موقف قادة الانقلاب من تدخل قوات الإيكواس
وعلى الجانب الآخر، أصدر القادة العسكريون في النيجر بيانا عبر شاشات التلفزيون الرسمي، حذروا فيه من أي تدخل عسكري في بلادهم.
وقال المتحدث باسم المجلس العسكري أمادو عبد الرحمن: "الهدف من اجتماع "إيكواس" هو الموافقة على خطة عدوان ضد النيجر من خلال تدخل عسكري وشيك في نيامي بالتعاون مع دول أفريقية أخرى غير أعضاء في إيكواس وبعض الدول الغربية".
وأضاف المتحدث باسم المجلس العسكري: "نريد أن نذكر مرة أخرى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا أو أي مغامر آخر بعزمنا الراسخ على الدفاع عن وطننا".
وفي هذا السياق نوه اللواء سمير فرج، الخبير العسكري والمحلل الإستراتيجي، إلى أن قوات إيكواس قد تتدخل بالفعل عسكريا لإنهاء انقلاب النيجر بالوكالة عن فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.
خطر الحرب الأهلية يتجه نحو النيجر
وصرح سمير فرج لفيتو أن هذا التدخل سيتسبب في إشعال حرب أهلية داخل البلد الأفريقي الفقير الذي يرفض التواجد الفرنسي، الذي نهب خيرات البلاد لسنوات طويلة.
وأضاف الخبير العسكري، أن قوات فاجنر قد تتدخل في الصراع وتدعم الانقلابيين في النيجر، مشيرا إلى أن فرنسا لن تتدخل عسكريا بشكل مباشر في النيجر، نظرا لأن وضعها الداخلي لا يسمح بذلك، فمن المستبعد حدوث صدام مباشر.
وأمهلت إيكواس خلال اجتماع الأحد في أبوجا الانقلابيين في النيجر أسبوعا لإعادة النظام الدستوري من دون أن تستبعد "استخدام القوة".
ودعت إيكواس الانقلابيين إلى الإفراج الفوري عن الرئيس محمد بازوم والعودة الكاملة إلى النظام الدستوري في جمهورية النيجر، وذلك وفق قرارات صادرة في ختام قمة استثنائية عقدت برئاسة الرئيس النيجيري بولا تينولو.
وتواجه فرنسا أزمة تقلص نفوذها في القارة الافريقية فبعد أن كانت تحتل ا نصف دول القارة الإفريقية تقريبا بداية من منتصف القرن الـ 16 إلى عام 1885، وهو العام الذي عقد فيه مؤتمر برلين الذي قسم القارة السمراء إلى محميات بلغت مساحة المستعمرات الفرنسية منها 3 ملايين ميل مربع، أصبحت تصارع الموت في أخر موطئ قدم لها في القارة السمراء.
وتجدر الإشارة إلى أنه في منتصف القرن العشرين كانت فرنسا تمتلك وحدها 100 قاعدة عسكرية في أفريقيا، منتشرة أغلبها في دول وسط وشرق وغرب إفريقيا، وتقلص عدد هذه القواعد في الوقت الحالي إلى 7 فقط.
وبدأ النفوذ العسكري الفرنسي يتقلص في حين النفوذ الروسي يزداد بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من أن باريس أنهت احتلال الدول الإفريقية في 1960، إلا أنها ظلت محتفظة بعلاقات قوية بمستعمراتها السابقة في أفريقيا، لتعمدها بربط الدول المستقلة حديثا بسياسات تعاونية عميقة اقتصاديا وثقافيا وعسكريا، حتى تحافظ على دور مؤثر لها في مستقبل هذه الدول.
وتجدر الإشارة إلى أن دول غرب أفريقيا الـ14، والتي تشكل أغلبية مجموعة دول الإيكواس، والتي ترتبط بفرنسا بشكل خاص، وعلى وجه العموم يتركز النفوذ الفرنسي في أفريقيا شمال القارة وغربها، وشرقا في جيبوتي، وفي الجنوب الشرقي في جزر القمر ومدغشقر، مع تفاوت في مستوى النفوذ ونوعيته وتركزه.
وذكرت تقارير إعلامية أن النفوذ الفرنسي الفاعل يتركز في غرب أفريقيا، إذ فرضت فرنسا اتفاقيات تربط اقتصاديات هذه الدول بالاقتصاد الفرنسي ولا تزال تدفع ضريبة الاستعمار، وتضخ 85% من احتياطاتها النقدية الأجنبية في البنك المركزي الفرنسي، ولا تستطيع الحصول إلا على 15% منها إذا ما احتاجت إلى ذلك، وتضخ أفريقيا بالتالي ما يعادل 500 مليار دولار سنويا، وعند السحب يتم التعامل معها بالأسعار التجارية.
وأبرمت فرنسا اتفاقيات تعاون عسكري مع 25 دولة أفريقية وكان لها إلى وقت قريب نحو 7 قواعد عسكرية متفاوتة الحجم في كل من تشاد وأفريقيا الوسطى والكاميرون وجيبوتي وجزر القمر والسنغال والجابون، حيث بدأت في التقلص في السنوات الأخيرة بسبب الرفض الذي تواجهه سياساتها في أفريقيا.
وتراجعت السياسة الفرنسية في أفريقيا بشكل كبير منذ نهاية حقبة الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، نتيجة عدد من العوامل أبرزها سيطرة الروح الاستغلالية، والاستعلاء الفرنسي على الأفارقة، وتكرار السياسات الاستعمارية نفسها، مما دفع الدول الأفريقية إلى البحث عن بدائل والاستغناء عن فرنسا إلى درجة قطع العلاقات الدبلوماسية معها.
وفي هذا السياق قال الدكتور توفيق أكليمندوس، مدير وحدة الدراسات الأوروبية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن هناك الكثير من الأسباب وراء تراجع النفوذ الفرنسي في أفريقيا، من ضمنها كراهية دول القارة السمراء لباريس بسبب الماضي الاستعماري
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.