عاجل لأصحاب الفخامة (5)
* رئيس الوزراء
لا أعتقد أن هناك دولة سوية فى العالم من الممكن أن تقبل بذلك العبث والارتفاع المتوالى وغير الطبيعى لأسعار كل السلع فى الأسواق المصرية، والذى وصل إلى حد أن التجار باتوا يحققون من تجارة السجائر فقط مكاسب تزيد عشرات المرات عمّا تحققه الشركات المنتجة، لدرجة أن تجارتها فى مصر باتت تحقق أرباحًا تزيد عن تجارة المخدرات.
معالى رئيس الوزراء.. السجائر مجرد نموذج مصغر لحالة الكوميديا السوداء التى تعيشها مصر، ورغم أن كامل مجلس الوزراء يعلم أن الأزمة مفتعلة، إلا أنها تطرح عشرات الأسئلة باتت فى حاجة إلى إجابة، فى مقدمتها من يحمى كبار التجار، وهل وصلت بهم الجرأة إلى حد تخزين سلع من تلقاء أنفسهم لدرجة تصل إلى حد الأزمة، وعرضها بضعف الثمن المعلن، ولماذا لا تتحرك الحكومة، وماذا يمنعها؟!.. واضح إن الشعب إللى مابيعرفش يشترى.
* محافظ البنك المركزي
على الرغم من توقع البنك الدولى ارتفاع حجم تحويلات المصريين العاملين بالخارج إلى نحو 32.3 مليار دولار هذا العام، إلا أن البيانات المعلنة أكدت تراجع تلك التحويلات خلال النصف الأول من العام الحالى بنسبة 23% بإجمالى بلغ نحو 12 مليار دولار فقط، فى مقابل 15.6 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام المالى الماضي.
معالى المحافظ، توقعوا مزيدًا من التراجع طالما استمر غض الطرف عن المافيا التى تشكلت فى كل دول الخليج منذ عام 2013 لجمع تحويلات المصريين، ولاسيما أنها تعمل وفق استراتيجية نجحت وستنجح فى حرمان مصر من تحويلات تزيد 10 أضعاف عمّا يتم تحويله بالطرق الشرعية، من خلال أسعار تزيد عن السوق السوداء، وسرعة فى إيصال مقابل العملات بالجنيه المصرى خلال دقائق عن طريق النصف الثاني من أفراد المافيا الذين باتوا ينتشرون فى كافة القرى والمدن المصرية، ويعملون فى العلن وبمنتهى الأريحية.. وغلاوة النبى تتحركوا.
* وزير التموين
الرئيس التنفيذى للشرقية للدخان نفى مسؤولية الشركة عن الارتفاع غير المسبوق أو المبرر لأسعار السجائر بالأسواق المصرية، وأكد أن سعر العلبة التى تطرحها الشركة بـ24 جنيهًا تباع الآن بسعر يزيد على الـ50 جنيهًا، والأخطر ما كشف عنه رئيس شعبة السجائر والدخان باتحاد الصناعات، من أن التجار حققوا أرباحًا تزيد على الـ100 مليار جنيه؛ نتيجة لتخزين وبيع السجائر بأسعار مضاعفة.. معالى الوزير، لن أسألك عن دور أجهزة الوزارة فى ضبط الأسعار؛ لأنى تعبت زى كل المصريين، لكن وغلاوة الدكتور مصطفى مدبولى بطلت تشرب سوبر ولا بتشتريها زى الشعب بـ 50 جنيهًا.
* وزير التعليم
السمنة ليست سبة أو عارًا، واستبعادك عددًا من المتقدمين لمسابقة الـ30 ألف معلم بسبب الوزن الزائد لا يستند لقانون أو دستور ولا يتماشى مع أقل مبادئ الإنسانية، ولو أردنا تطبيق ذات المعيار على الجميع، لكان أغلب قيادات الدولة هم أول الضحايا.
معالى الوزير الـ240 ألف شاب الذين تقدموا للمسابقة جميعهم من الفقراء الذين لا وساطة لهم إلا الله، وأقصى طموح أى منهم الحصول على وظيفة، يعلم يقينًا أنها لن تدر عليه سوى الحد الأدنى للأجور الذى يقل عن الـ100 دولار شهريًا، أى أنه سيعيش منها تحت مستوى خط الفقر المقرر عالميا.. واضح إن الناس فهمت غلط، وحضرتك محتاج مودلز مش معلمين.
* محافظ القاهرة
كتبت فى مقال سابق محذرًا من خطورة احتلال باعة وكالة البلح لميدان الإسعاف أسفل كوبرى أكتوبر بشارع الجلاء، وإن تركهم على تلك الصورة الهمجية لا يعنى سوى أنهم باتوا يمتلكون هيبة تفوق هيبة الدولة، وتوقعت أن يكون هناك تحرك لوقف التعدى على واحد من أكبر ميادين القاهرة.
غير أن الكارثة أنكم تجاهلتم الأمر وكأنه لا يعنيكم، وتركتم الباعة يواصلون الزحف مدججين بمئات الاستندات المحملة بالآلاف من قطع الملابس، حتى وصلوا إلى شارع رمسيس، وحولوا الرصيف المقابل لنقابة المحامين ودار القضاء العالى إلى سوق مفتوح للملابس الكانتو.. يلا خلى الشعب يلبس.