خبيرة في الشؤون الآسيوية تكشف تأثير القواعد البحرية الصينية على النفوذ الأمريكي في العالم
قالت الدكتورة نادية حلمي، الخبيرة المصرية في الشؤون السياسية الصينية والآسيوية، وأستاذ العلوم السياسية جامعة بني سويف تعليقا على تأثير القواعد البحرية الصينية على النفوذ الأمريكي حول العالم أنه بعد إقرار الصين خطة مبادرة طريق الحزام والطريق الصيني عام ٢٠١٣، شرعت في ضمان السيطرة لحماية مصالحها بحريًا وعالميًا لذا أصدرت اللجنة المركزية العليا للحزب الشيوعي الحاكم في الصين لخطة (عقد اللآلئ)، والتي تعني ضرورة إنشاء مجموعة قواعد عسكرية وبحرية صينية في آسيا والمحيط الهندي والقارة الأفريقية ضمانًا للحفاظ على مصالح واستثمارات الصين المتنوعة حول العالم.
وتابعت: هنا تأتي استراتيجية امتداد خطة (عقد اللألئ الصينية للتوسع البحري حول العالم) والوصول إلى جنوب المحيط الأطلنطي، وخصوصًا في عمق القارة الأفريقية ودولة "ناميبيا" بالأساس، مع ملاحظة نشاط صيني مكثف هذه الأيام في ميناء خليج "والفيس باى الناميبي" Walvis Bay والذي يقع في المياة العميقة لناميبيا بالقرب من عدة دول أفريقية أخرى تخطط الصين لإنشاء عدة قواعد عسكرية بحرية بها، خاصةً مع استقرار العديد من الرعايا الصينيين فى عدة دول أفريقية، ووصول أول مواطن من أصل صيني للبرلمان الناميبي.
وأضافت أنه على الجانب الآخر، تحاول الصين كذلك الحصول على تسهيلات بحرية فى أكبر عدد ممكن من الموانئ الأوروبية كألمانيا وإيطاليا واليونان، فضلًا عن التوسع الصينى الكبير فى كافة الموانئ الأرجنتينية فى أمريكا اللاتينية، لتكون شبكة مراقبة للملاحة الامريكية فى جنوب المحيط الأطلنطى، مع إحتمالية التفاوض الصينى على استغلال أكبر عدد ممكن من الموانئ التى يكثر استخدام السفن الصينية لها، مثل: (ميناء كراتشى الباكستاني، ميناء صلالة العماني، موانئ سيشل، مينائى ميانمار وسيرلانكا المجاورتين).
وقالت: الصين بدأت فعليًا عام ٢٠١٦، بالشروع في بناء أول قاعدة بحرية لها أفريقيًا وخارج حدودها فى دولة جيبوتي، ومن بين الأسباب التى جعلت جيبوتي ذات أهمية كبرى بالنسبة للصينيين، كونها من المحاور الرئيسية للتجارة العالمية. فأكثر من ٨٠% من حركة السلع والتجارة التى تستوردها جارتها أثيوبيا، يتم إفراغها فى ميناء "دوراليه" الجيبوتى، وهو أحد أكبر موانئ المياه العميقة فى منطقة شرق أفريقيا، كما تحاول الصين فى الوقت الحالى بناء العديد من القواعد البحرية فى أفريقيا، بالنظر لأهميتها بالنسبة للصين، لكونها تقربها من شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربي، التي تستورد منها الصين نصف نفطها الخام حول العالم. وهنا يذكر أن الصين فى السنوات الأخيرة امتلكت أسهم ربع ميناء جيبوتى، كما أنها شريكة فى إنشاء البنية التحتية للموانئ ومنشآت الطاقة والقطارات، ومسؤولة عن حركة التجارة الحرة فى جيبوتي وأثيوبيا أيضًا.
وأضافت: تأتي الإستراتيجية الصينية في السيطرة على مناطق الموانئ والممرات البحرية والقسم الغربي بالأخص من المحيط الهندي لتحسين مكانة الصين مقابل الهند، المنافسة الآسيوية الأقوى للصين، والتى تملك قوة سيطرة فعليًا على المحيط الهندى.
واشارت الى ان الصين بهذه الخطوة تحاول إختبار مدى تأثير تعزيز قوتها في المنطقة وفي البحار وفي العالم كله، وأن تشكل قوة رادعة أمام منافساتها في المنطقة والدول العظمى، كما أن تعزيز نفوذ الصين في عدة مناطق في العالم هو جزء من الإستراتيجية العامة للخارجية الصينية من أجل تحقيق رؤية الصين الإقتصادية الإستراتيجية، المتمثلة بالمحافظة على الاستقرار في العالم الذي من شأنه ضمان إستقرار خطوط التجارة الدولية بالنسبة للصين. وعليه تسعى الصين لتطوير قوة عسكرية بحرية حديثة وملائمة لمصالحها فى مجالات الأمن والتطوير الوطنى، وتوسيع قدرتها من حماية الشواطئ إلى حماية المياه المفتوحة، وحماية خطوط النقل الإستراتيجية ومصالح الصين التى تتعدى البحر، وكل ذلك يصب في خدمة الصين وطموحها العالمى للتحول لإمبراطورية عسكرية بحرية فى مواجهة نفوذ وتمدد الأمريكان.
وقالت: تضع الصين إستراتيجية بحرية عسكرية محددة، بشأن ضرورة التواجد فى أكبر عدد ممكن من الموانئ والمعسكرات القريبة من الجانب الأمريكى والغربى ممثلًا فى حلفاؤها، لذا جاء بناء الصين لقاعدة دعم جيش التحرير الشعبي الصيني العسكرية البحرية فى دولة جيبوتى بمنطقة القرن الأفريقى، كأول قواعد البحرية الصينية وراء البحار عام ٢٠١٧، متاخمًا أى بجوار عدة قواعد عسكرية أجنبية أخرى، منها: (معسكر ليمونيه التابع للبحرية الأمريكية، قاعدة إيريان ١٨٨ التابعة للقوات الجوية الفرنسية، وقاعدة قوات الدفاع الذاتى اليابانية في جيبوتى).
ولفتت إلى أن الصين تحاول التواجد بكثافة وإنشاء المزيد من القواعد البحرية العسكرية حول العالم وبالأخص فى القارة الأفريقية بشكل كبير، لزيادة إمكانات الصين لإستعراض قوتها في منطقة القرن الأفريقى والمحيط الهندي. لذا جاء بناء القاعدة البحرية الصينية فى دولة جيبوتى، نظرًا لإحتلالها موقعًا لستراتيجيًا على مضيق باب المندب، الذى يفصل خليج عدن عن البحر الأحمر، ويعتبر البوابة المؤدية إلى قناة السويس، وهنا إختارت القاعدة الصينية تواجدها متاخمًا لميناء "مدينة دوراليه" الجيبوتي، الذي تشغله الصين إلى الغرب من مدينة جيبوتى جنوب مدينة "دوراليه".
وقالت: كان من نتائج وجود قاعدة صينية على مقربة من قاعدة أمريكية فى دولة جيبوتى على سبيل المثال توترات جيوسياسية عديدة مع الجانب الأمريكى، وهذا تحديدًا ما حدث بإغلاق الولايات المتحدة الأمريكية لقاعدة روسية عام ٢٠١٤، خشية من أى تواجد صينى، فضلًا عن بدأ تحديث معسكر ليمونيه فى جيبوتى بتكلفة بلغت مليار دولار لعرقلة النفوذ والتمدد الصينى بالأساس فى منطقة القرن الأفريقى. لذا جاء احتجاج المسؤولون الحكوميون الأمريكيون من موافقة جيبوتى على إقامة قاعدة صينية بعد عامين فقط من تحديثهم معسكر ليمونيه فى جيبوتى، لذا جاء إتهام الرئيس "إسماعيل عمر جيلى"، من أن الولايات المتحدة الأمريكية متحيزة ضد القاعدة الصينية بدعوى إعاقة أنشطتها وعملياتها بحرية، مع انتقال تلك العدوى لليابانيين للتخوف من تواجد أى قاعدة صينية بالقرب منهم فى جيبوتى، ولوحظ أن اليابانيين كانوا أكثر تخوفًا من الأمريكان.
وأضافت: تعد أكبر المخاوف الأمريكية من التواجد البحري الصيني بالقرب منها، هو الخوف من تعرض التكنولوجيا العسكرية الأمريكية فى المنطقة للمراقبة الصينية المستمرة، مما يسهل تعطيلها أو تقليدها وبذلك سوف تضطر لسحب تلك التقنيات من أي منطقة تتواجد بها الصين، خافضة بذلك من نوعية وقدرات القوات الأمريكية العاملة هناك لصالح الاندفاع الصيني من وجهة النظر الأمريكية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.