في ذكرى رحيل عاطف سالم.. دخل عالم الفن صدفة.. أول من تنبأ بانهيار الطبقة المتوسطة.. ونجح في إلغاء السابقة الأولى من الصحيفة الجنائية
عاطف سالم، مخرج مصري شهير، أحد رواد الواقعية في السينما المصرية، أثرى السينما بالكثير من الأفلام الهامة في تاريخها، أشهر أعماله كانت في أفلام الأسرة والجريمة ودوافعها وآثارها على المجتمع من بينها فيلم أم العروسة وجزئه الثاني الحفيد وفيلم جعلونى مجرما، احنا التلامذة، رحل في مثل هذا اليوم عام 2002.
المخرج عاطف سالم ولد فى يوليو عام 1921 بمدينة الأبيض بالسودان لأبوين مصريين حيث كان والده ضابطا بالجيش المصرى هناك، درس بكلية الفنون التطبيقية وعمل بوزارة المعارف.
البداية مع أحمد جلال ومارى كوين
بدأ عاطف سالم حياته الفنية صدفة حيث التقى المخرج أحمد جلال في مصعد عمارة مكتب احمد جلال ومار كوينى، وطلب منه الاستعانة به في تمثيل دور صغير في أحد أفلامه، فرشحته مارى كوين ممثلًا معها في فيلم "ماجدة " إخراج أحمد جلال، الذى كان قدوته في الإخراج، حتى أنه عمل مساعد مخرج له ثم ممثلا في فيلمه " العش الهادئ ".
اقرأ أيضا:
عاطف سالم.. تنازل عن اسمه من أجل فنانة.. والعقدة الذكورية وراء طلاقه من نبيلة عبيد
كما عمل عطف سالم مساعد مخرج في أكثر من أربعين فيلما كان أغلبهم مع المخرج حلمى رفلة منها اليتيمة، عدل السماء، غرام بدوية، المصرى افندى، قدم الخير، حب وجنون، شهرزاد وغيرها، كما عمل مساعدا أيضا للمخرج أحمد كامل مرسى، وحسين فوزى وأحمد بدرخان في اغلب أفلام الخمسينات.
اقرأ أيضا:
من عاطف سالم لـ"كاتم أسرار مبارك".. حكاية تمرد نبيلة عبيد على أزواجها الخمسة
وبعدها أخرج عاطف سالم فيلمه الأول "الحرمان" فكان تجربة سيكولوجية بشرت بميلاد مخرج عظيم، خاصة أن أعماله الروائية الطويلة لم تتعد الـ80 فيلما، وأنها تحولت إلى علامات سينمائية مضيئة وأثرت في أجيال متتابعة وأرخت لفترات الستينيات والسبعينيات اجتماعيا.
قدم عاطف سالم خلال مشواره في عالم الإخراج العديد من الأفلام المتنوعة بين الرومانسى والبوليسى والوطنى والكلاسيكى التي تعد علامة بارزة في تاريخ السينما المصرية، ومنها:"الحرمان عام 1952،،ليلة من عمري في عام 1955، عاصفة من الدموع عام 1979، العرافة عام 1981،زمان ياحب، يوم من عمري، ومضى قطار العمر، الملكة وأنا، سنة أولى حب، سيقان في الوحل، شاطئ الاسرار، علمونى الحب، العش الهادئ، حافية على جسر الذهب، ضاع العمر ياولدى، قاهر الظلام، صراع في النيل، موعد مع المجهول، المماليك، معجزة السماء، خان الخليلى، البؤساء، ونسيت أنى امرأة، النمر والانثى، وكان آخر أفلامه " فارس ظهر الخيل " مع منى زكى عام 2001.
إضافة الى العديد من الأفلام القصيرة التي كان يؤمن بقيمتها وضرورتها في توثيق الأفكار والمراحل، أبرزها فيلم "الرمال الخضراء" في عام 1966، و"العودة إلى القاهرة" عام 1962.
أفلام تمثل قضايا اجتماعية
وناقش عاطف سالم في أفلامه، العديد من القضايا الاجتماعية شديدة المصرية التى تمثل الواقع التي أثرت في المجتمع، ومنها "أم العروسة" الذي ناقش هموم ومصاعب الطبقة المتوسطة وحفاظها على مجموعة من المظاهر الاجتماعية، ليتنبأ الفيلم بقرب انهيار تلك الطبقة الاجتماعية ويدق ناقوس الخطر من خلال فيلم "الحفيد "، أما فيلم "جعلوني مجرما" الذي نجح في رفع وإلغاء السابقة الأولى من الصحيفة الجنائية، فكان انتصارا للبسطاء والمهمشين.
اقرأ أيضا:
عاطف سالم لـ«دار الإفتاء»: قُبلة التمثيل في رمضان حرام أم حلال
كتابة فيلم النمر الأسود
اتجه عاطف سالم إلى التأليف أيضا والإنتاج إلى جانب الإخراج فقدم أفلام: ومضى قطار العمر مع فريد شوقى، النمر الأسود مع أحمد زكى، وغيرها.
تزوج عاطف سالم من الفنانة الكبيرة نبيلة عبيد، عندما كانت تلميذة في الصف الأول الثانوى وكما تقول نبيلة عبيد التقت به بجوار المدرسة، وأخبرته أنها تعشق التمثيل، وتريد خوض التجربة، وبدأ معها بدور صغير في أحد الأفلام ثم سافر بعدها خارج مصر، وحين عاد وجدها وقعت عقود 3 أفلام، وطلب منها الزواج فوافقت رغم فارق السن الكبير بينهما وقدمها في بطولة فيلم المماليك في الفنان الذى كان قد أصبح عالميا عمر الشريف لكن زواجهما لم يدم وانفصلا لرفضها التفرغ الى البيت وترك الفن وبعد الانفصال قدمها عاطف سالم في فيلم " توت توت " من تأليفه وانتاجه وإخراجه.
اقرأ أيضا:
عاطف سالم يكتب: 5 نكبات في طريق السينما المصرية
اكتشاف نبيلة عبيد ووفاء سالم
اكتشف المخرج عاطف سالم العديد من النجوم في أفلامه منهم نبيلة عبيد أولا ـ وإيهاب نافع في الحقيقة العارية ووفاء سالم في النمر والأنثى حتى أنه أعطاها اسمه واكتشف فردوس عبد الحميد في فيلم البؤساء، ومحمود عبد العزيز في فيلم ضاع العمر ياولدى.
رحل عاطف سالم وكانت امنيته تقديم فيلما عن حياة الموسيقار فريد الأطرش الذى كان يعشقه ومعجبا بكفاحه وشقيقته اسمهان لكم لم يمهله القدر لذلك.
يلخص المخرج عاطف سالم نكبات السينما المصرية وتراجعها الى عدم وجود السيناريو فيرى أنه أولى النكبات التي تعوق السينما المصرية، ويقول:هذا السيناريو كفيل أن يقضي على القصة البسيطة، والمعروف عندنا في السينما المصرية أن من أشق الأمور السينمائية كتابة السيناريو، بل يمكنك أن تقول إنه ليس في مصر كاتب سيناريو بالمعنى المفهوم فنيًا.. فمثلًا إذا كانت البطلة في الفيلم شادية يراعى في دورها أن يكون طويلًا وليس ثريًا وفيه من الأسباب ماتدعوها للغناء، وإذا كانت البطلة الراقصة تحية كاريوكا أصبح إلزامًا على كاتب السيناريو وليس على كاتب القصة أن يبرز مواقف الإغراء ومشاهد ومواقف الردح التي تجيدها تحية هذا الى جانب وصلات الرقص ، وإذا كان البطل فريد شوقي فيعمل حسابًا للضرب والمشاجرات.
عاطف سالم يستعرض مشكلات السينما
وأضاف عاطف سالم: أما النكبة الثانية فهى مشكلة الاستديوهات والمعامل ويحضرني قول مخرج أمريكى حضر إلى مصر لتصوير أحد الأفلام وأحضر معه معدات التصوير ولما نظر إلى الاستديوهات ظنها جراجات وقال يخلق من الفسيخ شربات.. أما النكبة الثالثة هي ميزانية الفيلم فهى لاتزيد عن مبلغ متواضع فهى لاتزيد عن عشرين ألف جنيه مهما كانت الظروف والملابسات بالرغم من أن هذا المبلغ يصرف في لقطة واحدة في أحد الأفلام الأمريكية، والرابعة هي المبالغ التي يتناولها الممثلون في الفيلم، بعد الزيادة المرعبة في أجور الممثلين والممثلات.. وأخيرًا النكبة الخامسة هي عمل الممثلين في أكثر من عمل في وقت واحد مما يضعف من أدائه السينمائي أو المسرحي.
مشوار سينمائى انتهى بغيبوبة طويلة
حصل "سالم" على العديد من الجوائز والتكريمات أبرزهم جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة في عام 1999، وتوفي المخرج عاطف سالم في 30 يوليو من عام 2002، عن عمر يناهز 81 عامًا بأحد المستشفيات عقب تعرضه لغيبوبة نتيجة ارتفاع مفاجئ في معدل السكر في الدم وجلطة في المخ.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.