خبير بالشأن الأفريقي: أمريكا وفرنسا يقبلان بالوضع الراهن في النيجر حفاظا على مصالحهما
قال الدكتور رمضان قرني خبير الشئون الإفريقية: إن أزمة النيجر فى ضوء المواقف الدولية والإقليمية وأيضا فى ضوء التوترات الداخلية بالنيجر، نلاحظ أن انضمام الجيش وهيئة الأركان إلى قادة الانقلاب، ساهم بشكل كبير فى نجاح الانقلاب ضد الرئيس محمد بازوم، وربما هناك بعض التحليلات التى تشير إلى الجنرال عبد الرحمن تشانى رئيس المجلس الانتقالى، وهناك تسريبات بان الرئيس محمد بازوم كان يعتزم إقالته وهو ما عجل بانضمامه إلى انقلاب الحرس الرئاسى
الاعتراض على تعامل بازوم مع مالى وبوركينا فاسو
وتابع فى تصريح لـ"فيتو": هناك تحليلات أيضا تقول إن هناك أذرعا لرجال محمدى يوسف الرئيس السابق الذين يعترضون على سياسة بازوم نتيجة مواجهة الإرهاب وتعامله مع مالى وبوركينا فاسو وهذه الأمور ايضا غزت عملية التعاون بعض افراد الموسسة العسكرية ضد محمد بازوم.
عدم تعهد الدول الكبرى بعودة بازوم
وتابع يكشف تحليل الموقف الأمريكى والفرنسى والاتحاد الإفريقى اليوم عما يمكن أن نسميه ما يشبه الرفض للانقلاب لكن القبول الضمنى بالوضع الراهن فى النيجر حيث يمكن القول إن الولايات المتحدة الأمريكية فى اتصال لوزير خارجيتها أشاد بدور بازوم لكن لم يكن هناك أى تعهد عسكرى لعودة بازوم ونفس الأمر بالنسبة لفرنسا التى اجتمعت اليوم ورفضت الانقلاب، ولم تتعهد بعودة الرئيس محمد بازوم ونفس الأمر للاتحاد الأفريقى الذى أمهل قادة الانقلاب 15 يوما للعودة، وهى مدة كبيرة لقوى عسكرية وضعت يدها على مقاليد الأمور فى النيجر
القبول الضمنى أو الواقعى للانقلاب فى النيجر
وواصل حديثه قائلا: إن السيناريو الأرجح هو سيناريو القبول الضمنى أو الواقعى للانقلاب فى النيجر للعديد من الاعتبارات يأتى على رأسها أن هذه التجربة تم تجربتها فى منطقة الساحل وغرب أفريقيا وتم قبولها فى بوركينا فاسو وغينيا ومالى، والاعتبار الثانى أن هناك مصالح أمنية لأمريكا وفرنسا لوجود 8 قواعد عسكرية بالنيجر 4 لأمريكا و4 لفرنسا، هذه القواعد تلعب أدوارا مهمة فى منطقة غرب أفريقيا وليبيا، اضف إلى ذلك أن المصالح الفرنسية مع مشتقات اليورانيوم التى تغطى 90% من إمدادات الطاقة النووية الفرنسية، وبالتالى ربما لهذه الاعتبارات يتم القبول بالأمر الواقع، وربما نتوقع أن يكون الرئيس السابق محمد بازوم عراب العلاقات بين المجلس العسكرى وفرنسا وأمريكا
تراجع الدور الفرنسى فى أفريقيا فى منطقة الساحل
وأضاف: السيناريو الأكبر هو تراجع الدور الفرنسى فى أفريقيا فى منطقة الساحل بعد خسارته فى مالى وبوركينا فاسو، وبالتالى كان التعويل على النيجر وكوت ديفوار أحد مراكز الارتكاز الفرنسية ، لكن الواضح أن هناك مشكلات خاصة وأن مجموعة فاجنر رحبت بالانقلاب رغم الرفض الروسى الرسمى ومن ثم يمكن القول إننا امام مرحلة تشبه القبول الضمنى والتعامل مع الواقع أى التعامل مع الانقلاب فى النيجر انطلاقا من العدوى التى أصبحت تعانى منها منطقة الساحل والصحراء
تراجع الجهود الدولية المتعلقة بمكافحة التنظيمات الإرهابية
وأضاف: هناك سيناريو آخر يجب وضعه فى الحسبان يضاف للأزمة ، وهو أن منطقة الساحل والصحراء ستشهد تراجعا للجهود الدولية المتعلقة بمكافحة التنظيمات الإرهابية، ومرد ذلك التصريحات الأمريكية بتخفيض التعاون الأمنى والعسكرى مع قادة الانقلاب، ونفس الأمر بالنسبة لما أعلنته فرنسا.