من إسكندرية لأسوان، أشهر مقامات وأضرحة ومساجد المغاربة في مصر
برغم ما هو معروف وسائد حاليا عن شيوخ المغرب العربي من سحر وشعوذة وأعمال دجل، وبرغم أن صفحات الحوادث مملوءة بالكثير من حكايات النصب والاحتيال التي يقوم بها بعض المغاربة في مصر إلا أن الواقع والتاريخ يؤكدان أنه لا يصح إلا الصحيح، وأن تراب مصر -كما هو تراب المغرب - يضم الكثير من قصص أولياء الله الصالحين المغاربة ومساجدهم المتناثرة في محافظات مصر المختلفة، وهي أكبر دليل علي ما نقول، حيث نأخذكم في رحلة بين مساجد وأضرحة المغاربة في مصر بدءا من الإسكندرية وحتى أسوان فإلي التفاصيل
أبو العباس المرسى
في الإسكندرية يوجد مسجد أبو العباس المرسي وهو واحد من أشهر مساجد وأضرحة المحافظة، وأبو العباس المرسي، ولد في مدينة مرسية في الأندلس ومنها حصل على لقبه المرسي، وكان تاجرًا يتصدق بأمواله على الفقراء والمساكين، قصد تونس، وهناك قابل الشيخ أبو الحسن الشاذلي، وانتقل معه إلى مصر قاصدًا مدينة الإسكندرية، نزل عند منطقة عمود السواري، ثم استقر به الحال في كوم الدكة، وأخذ ينشر فيها الدروس العلمية والمجالس الصوفية، وساعده على ذلك أن الإسكندرية كانت في هذا العصر مدينةً متميزة ذات مكانة علمية.
وقد تم بناء مسجد المرسي أبو العباس في مدينة الإسكندرية تيمنًا به، ويعد مسجده أحد أقدم وأشهر المساجد المحافظة، وهو من أهم ما يميز منطقة أبو العباس في منطقة بحري بالمدينة.. وحاليا حدث تحريف للاسم ويطلق عليه البعض المرسى أبو العباس علي خلاف الأصل.
الإمام البوصيري
في مدينة الإسكندرية أيضا يتواجد مسجد وضريح الإمام البوصيري بميدان المساجد بساحة أبو العباس المرسي، وهو شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعد بن عبد الله بن صنهاج، نسبة إلى صنهاجة من بلاد المغرب، ولد في منطقة دلاص التي تتبع حاليًا محافظة بني سويف، ووالده من بلدة بوصير إحدى قرى صعيد مصر ونسب إليها واشتهر بها فسمي"البوصيري" وهو أحد أولياء الله المقربين وعباده المخلصين، وهو أحد فحول الشعراء الموهوبين، وأعلام الأدب، تتلمذ على يد أبي حيان أبى الفتح الأشيلي الأندلسي
عندما سمع عن سيدي العباس المرسي وما اشتهر به من الولاية والتحقق في علوم الشريعة، رحل عن بلبيس إلى الإسكندرية، وصاحب القطب أبا العباس المرسي، ولازمه وسلك منهج الشاذلية، وانقطع إلى التصوف فظهرت عليه بركته، ورزقه الله علمًا وورعًا ففاضت منه القصائد، التى لاقت قبولًا كبيرًا لدى العلماء والمشايخ، ثم نهج شعره نهجًا آخر فنظم قصائده في مدح الرسول، فصار مادحًا لحضرة النبي.
ضريح ومسجد سيدي الطرطوشي
في الإسكندرية أيضا يقع مسجد وضريح "أبو بكر محمد بن الوليد الفهري الطرطوشي" بمنطقة الباب الأخضر حي الجمرك باب البحر سابقا بالقرب من الميناء.
وسيدي الطرطوشي هو أبو بكر محمد بن الوليد الفهري الطرطوشي المولود بمدينة طرطوشية بالأندلس وتعلم الفقه والحديث علي يد أبي الوليد الباجي، ومكث بمكة وألقي بها دروس الفقه والحديث ثم سافر إلي بغداد، واتخذ مدينة الإسكندرية موطنا له وتزوج منها.
وكان له الفضل في أن تظل علي المذهب المالكي في عهد الدولة الفاطمية حيث أسس مسجدا ومدرسة لتلاوة القرآن والحديث ودراسة الفقه وألف الطرطوشي اثنين وعشرين كتابا وتوفي في التاسعة والستين من عمره ودفن بالإسكندرية وبها مسجده وضريحه ومقامه معروف أيضا هناك
سيدي أحمد البدوي
من الإسكندرية إلي طنطا، حيث يوجد مقام الشيخ أحمد البدوي ومسجده ومقامه معروف هناك، وهو السيد أحمد البدوي هو أحمد بن علي بن إبراهيم، ينتهي نسبه إلى الحُسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ كما قال الشبلنجي، ولد بفَاس بعدما نزح أجداده من الحجاز في زمن الحجاج، وذهب مع أبيه وأمه فاطمة بنت محمد بن أحمد وإخوته للحج، فحج وعمرُه إحدى عشرة سنة، وأقام بمكة، وعُرِفَ بالبدوي لكثرة ما كان يتلثَّم، واشتهر بمكة بالشجاعة وسُمي العطَّاب والغضبان.
اعتزل الناس، ورأى في المنام من يأمره بالسفر إلى طندتا “طنطا” فسار هو وأخوه حسن إلى العراق وقابل عبد القادر الجيلاني، وأحمد الرفاعي ثم عادا إلى مكة ولزم الصيام والقيام، ثم سار من مكة ووصل مصر فنزل طندتا وحَلَّ بمنزل أحد مشايخ البلد واسمه “ابن شحيط” ساهرًا على السطح، وكان من تلاميذه عبد العال، ولازم السطح 12 سنة
وكان الظاهر بيبرس يزوره، لما حَفِظَ القرآن بمكة اشتغل بالعلم مدة على مذهب الإمام الشافعي قبل أن يتصوَّف، وتُوفي أحمد البدوي بطنطا ودفن فيها.
مسجد سيدي عبد الله الغريب
من طنطا إلى السويس حيث يوجد مسجد ومقام عبدالله الغريب أشهر مساجد مدينة السويس، وأغرب الأضرحة بها، إذ توجد لوحة رخامية إلى جواره مكتوب عليها الشيخ «عبد الله الغريب» وهو أبو يوسف بن محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن عماد، الذي كان قائدًا عسكريًا عرف بالتقوى والزهد.
جاء على رأس حملة عسكرية إلى مصر تقدمت من القاهرة حتى بلبيس ومنها إلى القلزم،عندما علم بنبأ مهاجمة القرامطة لمصر وللحجاج والتقى مع القرامطة فى معركة حاسمة، استشهد فيها، ودفن فى الضريح الذى أقامه «السوايسة» له أربعة من مشايخ الصوفية، هم الشيخ عمر والشيخ أبوالنور والشيخ حسين والشيخ الجنيد
أطلق السوايسة عليه عبدالله الغريب، كون البشر كلهم عبيدالله لذا فهو عبدالله، وحضر فى مهمة تتعلق بتأمين طريق حجاج البيت الحرام، أما لفظ الغريب فلكونه ليس من أبناء السويس، بل ترجع أصوله إلى المغرب فأصبح عبدالله الغريب.
ويقال إن سيدى الغريب هو سبب تسمية المدينة بالسويس، بعد أن كانت تسمى القلزم، وذلك لأنه كان ينادي على الناس أثناء معركته مع القرامطة ويقول "أقدموا سواسية ترهبون أعداء الله" وبعد استشهاده أطلق الأهالي على المكان الذى استشهدوا فيه "أرض الشهداء السوايسة".
ضريح الدكروري
وفي السويس أيضا يقع ضريحا سيدى الدكرورى ومحمد الدكرورى بمنتصف طريق السويس القاهرة بمنطقة «الرست»، والشيخ الدكرورى كان من المغرب، وأحد شيوخ تنظيم قوافل الحجيج، وكان رجلا صالحا عرف بحبه لله وأفعال الخير، وتوفى فى مكانه أثناء اصطحابه قافلة الحج، ودفن فى المكان نفسه، بعد أن أقام نجله ضريحا له، وأثناء عودة قافلة الحجيج من أراضى الحجاز توفى نجله محمد في ذات المكان، فأقام الناس ضريحا له بجوار والده.
مسجد العارف بالله
ومن السويس إلى سوهاج حيث يقع مسجد العارف بالله في قلب المدينة، وهو من المساجد التاريخية فى المحافظة وأقدمها ويرجع بناؤه للقرن الثامن الهجرى، وأعيد بناؤه فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتم تجديده فى عهد الرئيس الأسبق مبارك بتكلفة زادت على 20 مليون جنيه، ومساحة المسجد بالساحة تزيد على سبعة آلاف متر مربع.
والشيخ العارف بالله ولد بتلمسان بالمغرب وحفظ القرآن الكريم وهو ابن 7 سنوات، ويقال إن الشيخ العارف بالله حكم مديرية جرجا قرابة 23 عاما حينما كانت سوهاج تابعة لمديرية جرجا، وكان عالما فى الفقه والحديث والسنة، ويحوي المسجد ضريح سيدي العارف بالله كما يوجد بجوار المسجد مدافن للأمراء وقبر مراد بك.
مسجد العارف بالله أبو الحسن الشاذلي
ومن سوهاج إلي البحر الأحمر حيث مسجد الشيخ أبو الحسن الشاذلي في حميثرة وأصل أبي الحسن الشاذلي من بلاد غمارة في ريف المغرب الأقصى، أمّا تسمية الشاذلي فقد أتت نسبة إلى شاذلة حيث ولد، وهي قرية قرب مدينة تونس، وتتلمذ عند نشأته على الإمام عبد السلام بن مشيش في المغرب، وكان له كل الأثر في حياته العلمية والصوفية.
رحل إلى تونس، وإلى جبل زغوان، حيث اعتكف للعبادة، وهناك ارتقى منازل عالية ودرس بها على أبو سعيد الباجي واشتغل بعلوم الشريعة حتى أتقنها وصار يُناظر عليه مع كونه ضريرا، ثم انتهج التصوف واجتهد فيه حتى ظهر صلاحه وخيره، ورحل بعد ذلك إلى مصر،
أقام أبو الحسن الشاذلي بالإسكندرية، حيث تزوج وأنجب أولاده، وأصبح له أتباع ومريدون، وانتشرت طريقته في مصر بعد ذلك، وانتشر صيته على أنه من الصوفية في العالم أجمع.
وينتمى "أبو الحسن" فى نسبه من أمه وأبيه لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشارك فى الحروب ضد الصليبين أثناء وجوده بالمنصورة، وقدم إلى الإسكندرية ودمنهور وجلس يدرس فى مسجد العطارين، وتتلمذ على يديه أكبر علماء عصره من بينهم العز بن عبد السلام. وأثناء رحلته للحج عن طريق الحج القديم عبر مدينة قوص ومنها إلي مدينة القصير توفي بوادي حميثرة وكان رحمه الله قد تنبأ بوفاته في هذا المكان، وله مقولة مشهورة عن ذلك" في حميثرة سوف تري"
مسجد السنوسي
يوجد أيضا بمحافظة البحر الأحمر وتحديدا مدينة القصير مسجد السنوسي الذي قام ببنائه مجموعة من المغاربة السنوسية فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى، وقد تم إعادة تجديد وإنشاء المسجد مرة أخرى علي نفقة المرحوم عبده مصطفى بكرى وقام بافتتاحه اللواء عبدالمنعم سعيد محافظ البحر الأحمر في ذلك الوقت.
مسجد سيدي أحمد بن إدريس
ولد الشيخ أحمد بن إدريس الولي التقى النقى السيد أحمد بن إدريس في مدينة فاس المغربية، وكان له منهجه وبصمته فى الدنيا، حيث إن له تلاميذ ومؤلفات وكرامات، وأسس المنهج الأحمدي الإدريسي وهي الطريقة "الإدريسية"، وكانت تربطه علاقة قوية بقرية الدير وقري بالزينية والبياضية.
والسيد أحمد بن إدريس توفى فى مدينة أو ولاية صبية بالسعودية، وينتسب السيد أحمد ابن إدريس إلى رسول الله فهو حسنى ينتسب إلى الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه وأرضاه، وبلغ من حب الناس له أن أغلب أبناء القرية يسمون أبناؤهم "سيد أحمد" باسم مركب حبًا فى تاريخه وسيرته العطرة، ويتواجد له مسجد مبنى باسمه داخل القرية حاليًا، وليس له مقام نهائيًا بالقرية ولكن الجميع يعشق سيرته العطرة.
مسجد الحاج حسن
في أسوان يعد مسجد الحاج حسن من أقدم وأشهر مساجد المحافظة ويقع فى وسط السوق السياحي القديم فى المدينة، ويضم مقام الشيخ (حسن بن عبد الله بن إبراهيم)، المعروف بالحاج حسن الأسواني، الذي يعود نسبه كما تذكر بعض الروايات القديمة إلى “الحسن بن على” رضى الله عنه.
والشيخ حسن بن عبد الله بن إبراهيم، هو أحد تلامذة سيدى أبى الحسن الشاذلى، وصل إلى مدينة أسوان قادمًا من بلده الزيتونة بالمغرب العربى، مجاهدا فى سبيل نشر الدعوة، وعندما وصل إلى أسوان اختار موقع المسجد العمرى الذى كان يجتمع فيه الصحابة أبناء الفتح الإسلامى، وهو الموقع القديم لمسجد الحاج حسن، وأوصى بدفنه فى هذا المكان.
وأقام الحاج حسن الاسوانى فى إحدى الغرف البسيطة، لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم دروس العلم للناس من أهالى أسوان، حيث كانوا يستشيرونه فى كثير من الأمور الدينية، باعتباره مفتيا دينيا، وعقب وفاة القطب الأسوانى تم دفنه فى مكان إقامته وبعدها أقام الأهالى مقاما له، تحول إلى مسجد عام 313 هجريا،يعد حاليا مزارا سياحيا ودينيا لأهالى أسوان وزوار مصر من المصريين والأجانب.
كان مسجد الحاج حسن إلى وقت قريب يتميز بعمارته الإسلامية القديمة، التى تحتوى على المشربيات والمزاول والمئذنة الشهيرة، إلى أن تم تطويره منذ حوالى 20 عامًا، فتم توسعته وبناؤه من جديد، مما أضاع للأسف تراثه المعمارى القديم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.