بعد رفع الفيدرالي الأمريكي للفائدة.. خبراء يوضحون أثر القرار على أسعار السلع في السوق المصري وحركة التداولات في البورصة
يشكل قرار رفع سعر الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية أحد العوامل المؤثرة على حركة الأسواق في الدول الناشئة والنامية، وهو من أصعب القرارات الاقتصادية التي تضطر الدول لاتخاذها ضمن مساعيها لكبح جماح التضخم، حتى الولايات المتحدة الأمريكية ذات الاقتصاد القوي تلجأ لهذا القرار.
الفيدرالي الأمريكي يرفع سعر الفائدة لأعلى قيمة منذ 22 عامًا
وقرر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال اجتماعه، مساء الأربعاء 26 يوليو 2023، رفع سعر الفائدة بقيمة 25 نقطة أساس، لتصل إلى نطاق بين 5.25% و5.5% وهو الأعلى منذ 22 عامًا، وذلك بعد أن توقف مؤقتًا عن إقرار رفع الفائدة في يونيو الماضي للمرة الأولى منذ 15 شهرًا، ليمثل قرار اليوم الزيادة الحادية عشرة منذ مارس 2022.
فهل يؤثر قرار رفع سعر الفائدة الأمريكي على حركة التداول في البورصة المصرية، وعلى أسعار السلع في السوق المحلي؟
قرار الفيدرالي برفع الفائدة لن يؤثر على حركة التداولات بالبورصة المصرية
البداية مع البورصة المصرية، حيث توقعت الدكتورة هدى المنشاوى، خبيرة أسواق المال، أن تكون هذه هي المرة الأخيرة خلال هذا العام التي يتخذ فيها الفيدرالي الأمريكي قرارًا برفع أسعار الفائدة، إذ أنه قرر رفع سعر الفائدة ربع نقطة مئوية، لتصل إلى نطاق بين 5.25% و5.5%، وذلك في إطار مواجهته للسيطرة على التضخم المتصاعد.
سوق المال المصرى أكثر قوة وقدرة على تخطي المؤثرات الخارجية
وردًا على سؤال هل تتأثر حركة التداولات في البورصة المصرية بقرار الفيدرالي الأمريكي، قالت إن قرار رفع أسعار الفائدة من جانب الفيدرالى لا يؤثر إطلاقًا على حركة التعاملات بالبورصة المصرية، حيث أن سوق المال المصرى أصبح أكثر قوة وقدرة على تخطي المؤثرات الخارجية بشكل قاطع، ومشيرة إلى أنه مع المزيد من تدفق السيولة الدولارية والمزيد من الطروحات الجديدة بالبورصة المصرية من المتوقع لجوء العديد من المستثمرين الى البورصة المصرية باعتبارها أداة استثمارية قوية على المدى المتوسط والبعيد.
تأثر قطاع السيارات بقرار رفع سعر الفائدة
وعن مدى تأثر قطاع السيارات في مصر بقرار رفع سعر الفائدة الأمريكي، يقول منتصر زيتون، عضو مجلس إدارة شعبة السيارات، بالاتحاد العام للغرف التجارية إن رفع سعر الفائدة الأمريكي من المتوقع أن يعود بالسلب علي سوق السيارات في مصر من المستعمل والجديد، إذ من المتوقع أن يتم رفع أسعار السيارات مرة اخري متأثرة بارتفاع سعر صرف الدولار.
الاحتياطي الفيدرالي يسير في طريقه المحدد سلفا رغم موجة الإفلاس
قال أبو بكر الديب الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي ومستشار المركز العربي للدراسات، إن قرار الفيدرالي يؤكد استمرار سياسة تصدير التضخم للعالم، فالاحتياطي الفيدرالي يسير في طريقه المحدد سلفًا رغم موجة الإفلاس التي ضربت المصارف الأمريكية، ما يؤدي إلى اضطراب القطاع المصرفي، فضلًا عن انهيارات في الأسواق المالية، وذلك بسبب مخاوف الأسواق والمستثمرين من رفع الفائدة في أمريكا، وفي عدد كبير من مناطق العالم.
استمرار ارتفاع معدلات التضخم في أمريكا رغم قرار رفع الفائدة
وأوضح أنه بالرغم من اتخاذ قرار رفع سعر الفائدة المتكرر، إلا أن معدلات التضخم مستمرة عند مستوى أعلى من المعدل المستهدف للبنك المركزي البالغ 2%، ما يثير مخاوف من أن الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى مزيد من تشديد الائتمان في سبتمبر المقبل لإبطاء زيادات الأسعار.
أمريكا مهددة بخطر الإفلاس أو التخلف عن سداد الديون الحكومية
وأضاف أنه سيتبع ذلك ارتفاعات إضافية في أسعار الفائدة وهو اتجاه من شأنه أن يؤدي إلى معدلات اقتراض أعلى من أي وقت مضى ويزيد من مخاطر حدوث ركود، مشيرًا إلى أن حجم الدين العام الأمريكي بلغ 34.4 تريليون دولار ووصل لمستويات قياسية للمرة الأولى في التاريخ، ما قد يهدد بتعرض أكبر اقتصاد في العالم لخطر الإفلاس أو التخلف عن سداد الديون الحكومية.
تأثير سلبي لقرار رفع سعر الفائدة في عملات الأسواق الناشئة
وفيما يتعلق بتأثير القرار الأمريكي على الأسواق الناشئة بوجه عام ومصرخاصة، أكد «الديب» أن القرار سيكون له تأثير سلبي في عملات الأسواق الناشئة، إذ تؤثر سياسة التشدد النقدي للبنك الفيدرالي الأمريكي ورفعه الفائدة بشكل متكرر منذ 2022، على عملات الأسواق الناشئة بشكل سلبي، حيث ترفع تكلفة الحصول على العملة الأمريكية، وضعف مدفوعات التجارة الخارجية لهذه الأسواق، الذي يترتب عليه ارتفاع التضخم والأسعار ورفع تكلفة الديون المقومة بالدولار لديها.
سياسة تصدير التضخم الأمريكي إلى العالم وهروب الأموال الساخنة من الأسواق الناشئة
وأشار إلى أن ذلك يبدو وكأنه تصدير للتضخم الأمريكي إلى العالم فضلًا عن تشجيع هروب الأموال الساخنة من الأسواق الناشئة إلى أمريكا، إلى جانب أن زيادة أسعار الفائدة على الدولار تزيد من قوته أمام بقية عملات العالم، الأمر الذي يضعف القوة الشرائية للأخيرة في ظل اعتماد الاقتصاد العالمي على الدولار كعملة مدفوعات تجارية واحتياطات أجنبية.
وتابع: أن الدولار يمثل 58.3% من احتياطيات الدول لدى صندوق النقد الدولي وأن ما يقارب الـ 90% من التجارة الدولية تتم بالدولار، الأمر الذي يمكن أن يتسبب في وقوع أزمة مالية تدفع بالاقتصاد العالمي إلى الركود، والأسواق الناشئة مثل مصر تتأثر بقوة الدولار وارتفاع الديون الأمريكية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.