كواليس نجاح انقلاب النيجر وفقد فرنسا آخر حلفائها
تطرقت صحيفة "لوموند" الفرنسية، اليوم الخميس، لكواليس الانقلاب العسكري على رئيس النيجر محمد بازوم.
وقالت "لوموند"، إن المشهد بات مألوفًا كثيرًا للمتابعين في غرب أفريقيا، حيث يتم قطع البرامج في التلفزيون الرسمي فجأةً وتظهر قوات بزيّها العسكري على الشاشة الصغيرة لإعلان الإطاحة بالرئيس.
وتتابع الصحيفة "وبعد مالي التي اهتزت بفعل الانقلابين في عامي 2020 و2021، وانقلاب بوركينا فاسو الأخير (عام 2022)، جاء دور الجارة النيجر لإعلان متمردين استيلاءهم على السلطة".
كان هذا السيناريو مخيفًا جدًّا لحلفاء الرئيس المعزول محمد بازوم، وقد كانت فرنسا في مقدمة هؤلاء الحلفاء، إذ أنها لطالما كافحت المجموعات الجهادية في البلاد، لكن هذا الانقلاب يمكن أن يؤدي إلى تغيير الميزان في منطقة الساحل وعلاقتها مع الغرب.
كواليس الانقلاب في النيجر علي الرئيس
كانت الساعة نحو منتصف الليل من يوم الأربعاء الـ26 من يوليو عندما ظهر عشرة رجال بزي عسكري على شاشة التلفزيون الوطني للنيجر. أعلن العقيد الكبير أمادو أبدرمان عن قرار "قوات الدفاع والأمن [FDS]" التي تجتمع ضمن "المجلس الوطني لحماية الوطن [CNSP]"، الإطاحة بنظام الرئيس بازوم، وإغلاق الحدود وفرض حظر التجوال.
وأوضح العسكريون في بيانهم، أن ذلك "يأتي على خلفية استمرار تدهور الأوضاع الأمنية وسوء الحكم الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
أسباب الانقلاب علي رئيس النيجر
ورأت الصحيفة، أنه إذا كان ثمة ضباط من أفراد أجهزة مختلفة ظهروا على التلفزيون، فإن الانقلاب غالبًا تم تنفيذه من قبل أعضاء في الحرس الرئاسي والموالين للجنرال عبد الرحمن تشياني.
واستطردت "في الساعة السابعة صباحًا من يوم الأربعاء، احتجز هؤلاء الجنود رئيس الدولة البالغ من العمر 63 عامًا وزوجته في محل إقامتهما داخل القصر الرئاسي، والذي عادة ما يتم وضعه تحت حماية هذه الوحدة النخبوية".
وتابعت "في ساعات الصباح الباكر من يوم الأربعاء، قامت عناصر من الحرس الرئاسي بتحرك معارض غير جمهوري وحاولت عبثًا الحصول على دعم القوات المسلحة الوطنية والحرس الوطني"، وهو ما كتبه رئيس النيجر في رسالة نُشِرت على موقع التواصل الاجتماعي ثم حُذِفت لاحقًا.
ظل الوضع متوترًا لساعات طويلة وبدا أنه يمكن أن يميل لصالح الرئيس، ووفقًا لمصادر عدة، عارضت العديد من وحدات الجيش الانقلاب.
وأضافت الصحيفة، تم نشر قوات خاصة موالية للرئيس أمام التلفزيون الوطني، وقد حذرت رئاسة النيجر عبر وسائل التواصل الاجتماعي الانقلابيين، قائلة إن: "الجيش والحرس الوطني على استعداد لمواجهة أفراد الحرس الرئاسي المتورطين في هذا الانقلاب إذا لم يعودوا إلى الطريق الحسنى".
تم الإعلان عن وفد طارئ في نيامي للوساطة يتكون من جماعة دول غرب أفريقيا (ECOWAS) بقيادة الرئيس النيجيري بولا تينوبو وباتريس تالون من بنين، وقال مصدر مقرب من الرئيس النيجيري: "نحن نحاول إعادة الجنرال تشياني لتجنب تدخل القوات الخاصة"، وفي وقت لاحق من المساء، أكد مستشار في الرئاسة أن "تشياني لا يزال متشبثًا بموقفه".
وكان الجنرال تشياني تولى قيادة الحرس الرئاسي بعد وصول الرئيس محمدو إيسوفو إلى السلطة في عام 2011، ووفقًا لعدة مصادر محلية وأجنبية، يُفترض أن الجنرال تشياني كان قد بدأ هذا التمرد ردًّا على رغبة الرئيس بازوم في إعفائه من منصبه.
ومع ذلك، تظل دوافعه غير واضحة، إذ يقول مقرب من الرئيس بازوم، والذي تعامل مع تشياني بضع مرات "إنه عسكري مستقيم لا ينحني، وليس سياسيًّا على الإطلاق. لا أعتقد أنه يسعى للسلطة"، وفق تعبيره.
عندما تعرَّضت النيجرلمحاولة انقلاب في عام 2021، قبل يومين من تنصيب بازوم، قام الجنرال تشياني آنذاك بدوره في الحماية، وفضح محاولة الانقلاب، وأعلنت الحكومة حينذاك اعتقال عدة أشخاص واستعادت السيطرة على الوضع.
وختمت "لوموند" تقريرها، بأنه مع سقوط محمد بازوم، تفقد فرنسا آخر حلفائها في غرب أفريقيا، إذ يُعتبر النيجر أحد الشركاء الإستراتيجيين، إلى جانب تشاد، في الصراع ضد المجموعات الجهادية.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.