في ذكرى وفاته الرابعة، فاروق الفيشاوى نجومية طاغية ومشاكل لا تنتهي، وعلي الزيبق نقطة تحول في مسيرته
فاروق الفيشاوى، ممثل كبير عاش حياته بسيطا متواضعًا، أوجد له جمهورًا عريضًا من خلال أدواره في السينما والمسرح والتليفزيون، تعددت ألقابه بين البرنس، الحاوى، الولد الشقى، المشاغب، واكتشفه المخرج المسرحي عبد الرحيم الزرقاني أثناء تأديته لدور في إحدى المسرحيات التي عرضت على مسرح جامعة القاهرة، حتى أصبح أشهر ممثلي جيله وعرف عنه الموهبة وخفة الدم إضافة إلى الوسامة وله قدرة على لعب كل الأدوار.
الفنان الراحل فاروق الفيشاوي، قضى فترة طويلة من بدايته الفنية في أدوار الشاب «الجان» أو الوسيم، فكان الكثير من الجمهور يرى أنه لا يصلح سوى للأدوار ذات الطابع الطيب المحبوب من الجميع، إلى أن قرر الفيشاوي التخلي والتمرد عن تلك الوسامة، وكانت الانطلاقة وجرعة الجرأة من خلال تجسيده لدور «على الزيبق» خلال الملحمة التراثية التي حملت نفس الاسم، وتدور أحداثها في العصر العثماني، وكان الدور يجسد شخصية «على» الشاب اليتيم الذي يسعى للثأر لوالده الفارس «حسن راس الغول».
ولد فاروق الفيشاوي فى مثل هذا اليوم الخامس من فبراير عام 1952 فى مدينة سرس الليان بمحافظة المنوفية، لأسرة مكونة من أبوين و5 أشقاء؛ بنتان و3 أولاد، كان فاروق أصغرهم، توفى والده وهو في الحادية عشر، وتولى شقيقه الأكبر تربيته، التحق بكلية الطب ثم درس بكلية الاداب جامعة عين شمس،
تفضيل التمثيل على الطب
وكنتيجة لعشق فاروق الفيشاوى للتمثيل، ترك دراسته بكلية الآداب وهو في السنة الثالثة، والتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية وتخرج كانت فيه الساحة الفنية مليئة بالنجوم، فاجتهد لإثبات وجوده وسطهم، تنوعت أدواره بين الشر والخير.
دموع صاحبة الجلالة
بدأ فاروق الفيشاوى مع التليفزيون في مسلسل "حصاد العمر" أمام الفنان القدير محمود المليجي، وقدم بعده دور الصحفى الانتهازى محفوظ عجب في مسلسل "دموع صاحبة الجلالة" عن قصة موسى صبري، أما مسلسل "أبنائى الأعزاء شكرا" مع الفنان عبد المنعم مدبولي، فقد مثل الانطلاقة الحقيقية له في مشواره الفني الذى امتد أربعين عاما.
حول دور التليفزيون في مشواره الفني، قال فاروق الفيشاوي: التليفزيون أساسى فى انتشار الفنان لأنه سهل جدا أن يدخل كل بيت بدون عناء، أما السينما فهى النجومية المطلقة، والتليفزيون شريك للسينما فى صنع نجومية الفنان وقدمت فيه أدوارا متعددة منها: غوايش، أولاد آدم، ليلة القبض على فاطمة، قابيل وقابيل، أبناء العطش، عصفور في القفص، مخلوق اسمه امرأة، وغيرها.
المشبوه كان بداية الانطلاق االفنى
اتجه في بداياته إلى المسرح وقدم مسرحيات: عينى فى عينك، البرنسيسة، الرجل الصعيدي، فرسان آخر زمن، شباب امرأة، الناس اللى فى التالت وغيرها.
في السينما بعد نجاحه في فيلم المشبوه مع عادل امام افتتحت له أبواب النجومية فقدم أكثر من مائة عملًا في السينما صنعت نجوميته كبطل سينمائى من بينها: القاتلة، الطوفان، الرصيف، لا تسألني من أنا، سري للغاية، مطاردة في الممنوع، غدًا سأنتقم، حنفي الأبهة، فتاة من إسرائيل، الفضيحة، ديك البرابر، نساء خلف القضبان، قهوة المواردي، والمرأة الحديدية، حنفى الأبهة، امرأة هزت عرش مصر، حضرات السادة الكدابين وغيرها.
رحلة الفيشاوى مع الإدمان
في نهاية الثمانينيات من القرن الماضى، وبينما انتصفت رحلة نجوميته تعرض االفنان فاروق الفيشاوى لأزمة إدمانه للهيروين، وصرح الفيشاوى عن تفاصيل رحلة تلقيه العلاج من الإدمان في حوار صحفى لمجلة أكتوبر عام 1987، كاشفًا عن رحلته مع الإدمان ودور زوجته حينها الفنانة سمية الألفى في مساعدته على الشفاء من هذا المرض المزمن، ولم يكن اعترافه بإدمانه ضربًا من ضروب التباهى، بل رغبة منه في تقديم تجربته لكى تكون عبرة وعظة لشباب مصر الذي يحيط به خطر الإدمان من كل جانب
ثم كانت أزمة ابنه أحمد الفيشاوى حول إثبات نسب ابنته من هند الحناوى عندما تحولت هذه القضية إلى قضية رأى عام انتهت بثبوت نسب البنت إلى أبيها أحمد الفيشاوى،
حتى كانت أزمته الأخيرة حين تعرض الفيشاوى لقرار ضبط واحضار من قبل نيابة التهرب الضريبى لمطالبته بسداد باقى مستحقات الضريبة المقدرة بـ 160 ألف جنيه من أصل 380 ألف جنيه.
شجاعة فى مهرجان الاسكندرية
وخلال مهرجان الإسكندرية السينمائى الماضى، تفاجئ الجميع بإعلان الفنان فاروق الفيشاوى بإصابته بمرض سرطان الكبد وقال ( أخبرني طبيبي المعالج بإصابتي بمرض السرطان وسأتعامل معه على أنه صداع وسأنتصر عليه )، قالها وواصل ضحكه ومداعبته لجمهوره كما اعتاد،
وكان يتحدث عن مرضه برضا وصدر رحب، مؤكدًا أنه لن يضعف أمام مرضه بل سيواجهه بكبرياء وقوة، ومشددًا على أن السرطان مرض كغيره من الأمراض التي يمكن مواجهتها، وتعاطف معه جموع الجمهور، وبالرغم من هذه المواجهة القوية والكبرياء الذي واجه به مرضه إلا أن السرطان أعلن في الأخير تغلبه على فاروق الفيشاوى الذي رحل عن دنيانا عن عمر 67 عاما تاركًا وراءه إرثا فنيا كبيرا.
القس السورى المطران كابوتشى
من الأحلام التي تمنى فاروق الفيشاوى تحقيقها قبل وفاته تمثيل شخصية المطران كابوتشي القس السورى الذى عمل سفيرا للفاتيكان في فلسطين، والذي أقر بأن الإرهاب ليس من الإسلام، كما تمنى الفيشاوى تقديم عمل يرد به على الدعاية الإسرائيلية التي تتهم العرب بالتخلف والإرهاب، مؤكدا أنه كان سيشارك في إنتاج الفيلم مع صديقه المخرج عمر عبد العزيز، والمؤلف الراحل محسن زايد، إلا أن رحيل الأخير مع عدم مساعدة الظروف لهم حال دون إتمام العمل
الفنان الراحل فاروق الفيشاوي، قال في آخر لقاء تليفزيوني قبل وفاته:إن هناك حلما يتمنى أن يتحقق قبل وفاته، وهو حلم الوحدة العربية، والوطن العربي الكبير، مشيرا إلى أن الحلم لا يزال موجودا في خياله وذهنه، ولن يكون سعيدًا في حال رحل ولم يتحقق.
مؤكدا أنه لو لم يكن ممثلا لتمني أن يكون مدرسا بالجامعة،
زيجات فنية وعلاقات عاطفية
تعددت زيجات الفنان فاروق الفيشاوي، حيث تزوج في البداية عام 1974 من الفنانة سمية الألفي، وأنجبا كلًّا من: أحمد وعمر واستمر زواجهما 16 عامًا، احب بعدها الفنانة ليلى علوى التى كانت سببا في انفصاله عن سومية واعلن وقتها ندمه من عدم الزواج من ليلى علوى،
و تعددت علاقاته النسائية وتزوّج من الفنانة سهير رمزى في عام 1990، واستمر زواجهما 5 أعوام، وتم الطلاق بسبب الغيرة، وكانت آخر زيجاته من نوران منصور من خارج الوسط الفني وانفصل عنها في عام 1998.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.