سر الانقلاب الجديد داخل الإخوان.. رجال محمود حسين حاصروا رئيس تحرير "الشرق" ومنعوه من العمل.. وخبراء: مراجعات الغمرى تدمر أركان التنظيم
ضربات قاسمة يوجهها حسام الغمرى، رئيس التحرير السابق لقناة الشرق التى يملكها أيمن نور إلى تنظيم الإخوان، إذ أصبح يكشف يوميًا مساوئ الجماعة فى الخارج، وكيف تتعامل مع المصريين الذين صدقوا مزاعمها باعتبارهم أسرى لقمة العيش، عليهم الطاعة الكاملة وأى محاولة لنقدها أو التمرد على سياساتها، مقابلها الافتراس والتنكيل، بل والسجن كما حدث مع الغمرى.
وبخلاف ذلك يجرى رئيس تحرير الشرق فى وقت متزامن مع نشر مساوئ الإخوان، مراجعات فكرية للجماعة، ويسعى إلى هدم أسطورة مؤسس التنظيم حسن البنا من خلال كشف تناقضاته، كما يوضح خطورة التنظيم على مستقبل الشباب والبلدان العربية.
تجارب الغمرى فى رحاب الإخوان
فى حلقات مسلسلة وصلت الآن إلى نحو 9 حلقات، صوب حسام الغمرى طلقاته فى مقتل للجماعة وكل أنصارها فى الخارج والأبواق التى تعمل تحت إمرتها بشكل مباشر أو غير مباشر.
يقدم رئيس تحرير الشرق السابق كل الأدلة التى تؤكد أن الإخوان كيان هش، لم يكن يمنعه من السقوط فى السابق إلا تماسك التنظيم دون غيره، والآن يتداعى التنظيم ما يضع الجماعة على حافة الموت.
يؤكد الغمرى من خلال سرده لمواقف شديدة الانتهازية أن الجماعة لا تملك أي أساس أخلاقى - دينى تضعه عنوانا للتعامل مع الآخر، وخاصة لو كان معارضا لها، والدليل ما حدث لرئيس تحرير الشرق من تنكيل لمجرد انقلابه على التنظيم، الذى ترك معارضى الخارج للمرض والحاجة وذل البحث عن لقمة العيش وتفنن فى إذلالهم بكل الطرق.
سرد حسام الغمرى معلومات غاية فى الخطورة حول كيفية التآمر على الأمن القومى المصرى، عبر اجتماعات فى الخارج عقدت منذ سنوات، حضرها إبراهيم منير المرشد العام للإخوان آنذاك، ومحمود حسين أمين عام الجماعة، والرجل الحديدى الذى يتزعم جبهة إسطنبول حاليا بعد تفجر الصراعات داخل التنظيم على القيادة والمكاسب وكل شيء.
حسب الغمرى حضر هذه الاجتماعات 8 قيادات إخوانية ودار الحوار حول دور محمد كمال قائد اللجان الخاصة الإرهابية للجماعة فى مصر، حيث كان هناك رأيان حول دوره وطبيعة العنف الذى قام به ضد الجماعة.
لكن أخطر ما لفت نظر الغمرى حديث إبراهيم منير واستعداده للتعاون مع الاستخبارات الغربية وإعطائها كل التفاصيل الممكنة عن محمد كمال حال طلب ذلك، بينما منير لم يتبرأ من كمال، ولم يدين تصرفاته، خاصة أنه كان يدير اللجنة الإدارية العليا المكلفة من التنظيم بإدارة شئون الإخوان إبان عزل مرسى من الحكم.
تساؤلات الغمرى طالت الطريقة التى تحكم تفكير الجماعة، وطبيعة المعلومات التى تقدمها عن مصر للاستخبارات الغربية خاصة أن هناك تواصلا دائما مع قادة الإخوان، مما يعنى بحسب رئيس التحرير السابق لقناة الشرق أن الجماعة تتلقى تعليمات وتكليفات من أجهزة مخابرات الدول التى يقيمون فيها.
مراجعات الغمرى
كل هذه المظاهر جعلت حسام الغمرى يعيد موقفه من الإخوان، مؤكدا أن هدفه الوحيد الآن هو عرض رؤيته لتجربة عاشها فى الخارج، لصالح المستقبل الذى يملكه الشباب المصرى والعربى خوفا من الوقوع فى مستنقع الجماعة.
حسب مصادر داخل قناة الشرق، مرحلة خلاف رئيس تحرير الشرق مع الجماعة بدأت منذ فترة، سبقتها فترة شد وجذب مع أيمن نور نفسه وبرود فى العلاقة بينهما، بسبب اختلاف طريقة الغمرى وعدم إتقانه فنون التعامل مع المتناقضات.
بيد أن الخط الأحمر الذى تجاوزه الغمرى وأدى إلى إعلانه على القوائم السوداء للجماعة، عندما دخل فى مشادات على أحد الجروبات الخاصة بالعاملين فى الشرق ووجه نقدا علنيا للجماعة وقيادتها بسبب تخاذلها عن علاج أحد الفنانين المحسوبين عليها، ليتدخل رجال الإخوان وخاصة محمود حسين ويشنون هجوما شرسا عليه، وبعد ذلك جمد من العمل على قناة الإخوان «وطني»، كما أصبح بلا صلاحيات تقريبا فى قناة الشرق.
تزايدت نقمة الغمرى بعد التضييق عليه وأصبح ينتقد الجماعة علنيا، وكانت القشة التى قصمت ظهر البعير عدم التزامه بالمراجعات التى ألزمت بها الحكومة التركية الإعلام الإخوانى فى الخارج والتنبيه عليهم بعدم الإساءة للدولة المصرية ورجالها، ليجد الإخوان فرصة ذهبية فى التنكيل برئيس تحرير الشرق السابق.
خرج الغمرى من السجن ولجأ إلى إحدى الدول الغربية، ثم بدأ فى تصعيد الهجوم على الجماعة، والدفاع فى الوقت نفسه عن مؤسسات الدولة المصرية، ونقد طريقة الهدم التى تتبعها الجماعة، وأصبح يفضل فى الوقت نفسه الحديث عن ظلم وفساد الجماعة وبعض الأطراف المحسوبة على ما يسمى بالمعارضة فى الخارج- حسب نص تعبيره.
يقول رئيس تحرير الشرق السابق: تجربتى فى الشهور الأخيرة مع هذا القطاع أسقطت الكثير من الأقنعة الزائفة وآخر أوراق التوت، وأجابت عن العديد من الأسئلة الحائرة، مؤكدا أن فتح الجُرح وتنظيفه أشرف من الاحتيال والتجارة بمعاناة الناس.
يرى الغمرى بعد اكتمال تجربته فى الخارج، أن الإخوان فكرة مشوهة تسيء إلى الدين الحنيف الذى هو أغلى ما لدينا، وبسببها تضيع أعمار المخدوعين فى قيادات فاسدة لو كانت تملك سلطة الآن لسحقت الجميع بلا رحمة، على حد قوله.
يرى حسين القاضى الكاتب والباحث، أن المراجعات والحلقات التى يذيعها حسام الغمرى مهمة جدا، خاصة أن الإخوان لم يكذبونها حتى الآن، بل اكتفى المعلقون منهم بسيل من الشتائم القبيحة جدا.
وأضاف: ما يحدث من الإخوان تجاه الغمرى يزيده تمسكا بشهادته والاستمرار فى سرد تجربته كاملة، مردفا: ما يقوله الغمرى وغيره يؤكد على أن الإخوان هم بحق «خوارج العصر».
من ناحية أخرى، يقول سامح عسكر، الكاتب والباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، أن حسام الغمرى أصبح ينتقد حسن البنا بقسوة، ويشكك فى سلوك التنظيم الإخوانى ويتهمه بالتسبب المباشر فى نشر الإلحاد والاستبداد بالعالم العربى والإسلامى، خصوصا مصر.
ولفت إلى أن الغمرى أصبح يركز جهده الأساسى على إسقاط حسن البنا كرمز للفكرة عن طريق نشر تناقضاته ومواقفه الداعمة للإنجليز والملكين فؤاد وفاروق، وينتقد الإخوان بوصفها جماعة انتهازية ترفض المراجعة بعد 95 عاما من الفشل.
وأشار الباحث إلى أن ردود الإخوان عليه لم تناقش صحة ما أورده من معلومات حول انتهازية وجهل حسن البنا بأصول السياسة والدين، بل ركزت على الفخر الذاتى بالجماعة، وترديد شعارات إخوانية قديمة وإعلاء جانب المؤامرة، وتدوير قصة أن الجماعة لم تفشل بدليل وجودها فى 70 دولة.
وأكد عسكر أن حسام لم يأت بشيء جديد، بل كل ما طرحه سبق وأن نشره الليبراليون واليسار والمتمردون على التنظيم فكريا الذين خرجوا وانتبهوا لصحة رؤى الرافضين للجماعة، وأنها سبب رئيسى فى تخلف وعنف المجتمعات العربية، وأن وجودها سبب مهم ومبرر معقول لتعطيل الديمقراطية.
واختتم مؤكدا أن الأيام القادمة ستكشف الكثير من أسرار مواقف الإخوان خلال10 سنوات، فما يفعله الغمرى صنع زلزالا فى أوساط الإسلاميين وليس الإخوان فقط، خاصة أن دعواته المتكررة بضرورة مراجعة الإخوان لأفكارهم البالية القديمة تحدث صدى على مستوى الشباب، وإن كانت الغالبية مازالت متشددة وترفض المراجعة لكن الطَرق المستمر على الخَشب حتما سوف يُحدث ثُقبا، على حد تعبيره.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد، أخبارالمحافظات، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.