محيى إسماعيل: ربنا خلقني أقول لأ.. وكل أدواري لها قيمة.. وكتابي الجديد غير مسبوق.. وأعشق المفاجآت (حوار)
>> قتلت وتنمرت وانتحرت فى أدوارى.. وفى الحقيقة لا أستطيع فعل هذه الأشياء
>> حفلات التوقيع لكتابى الجديد وأي ندوات عنه ستكون بمقابل مادى
>> أضفت للحياة العلمية المصرية الكثير من خلال ما جسدته من شخصيات
>> بدأت التمثيل فى إيطاليا قبل مصر.. وأعشق المفاجأة
>> التاريخ ليس بعدد الأعمال وأعشق «سيدة السرطان»
>> مبدئى صناعة أشياء لم يصنعها إنسان آخرون
>> محمد رمضان فنان حقيقى.. وكريم عبد العزيز كاريزما حلوة
>> ما يُطرح الآن على الساحتين الثقافية والفنية هو رغى وخيال
>> لاأجد فى المشهد الثقافى والفنى منذ فترة طويلة ما يُثير اهتمامى
>> نعيش فى وحدة وغربة بسبب هيستريا الموبايل
>> مشروعات فنية كثيرة تعرض على يوميا، لكن لم أستقر بشكل رسمى
بشكل سلس استطاع الفنان الكبير محيى إسماعيل، صاحب الـ82 عامًا، أن يصل إلى الأجيال الجديدة ويصبح قدوتهم رغم أنهم لم يعاصروا سنوات مجده الفنية، ولكن بسبب رؤيته وفلسفته الخاص وآرائه الجريئة أحبه الكثيرون.
«محيى» خلال مسيرته الفنية التى اتسمت بالأدوار المعقدة، قدم 17 عقدة نفسية حتى بات لقبه «رائد السايكودراما»، ونذكر على سبيل المثال أفلام “الرصاصة لا تزال فى جيبى - الأخوة الأعداء - وراء الشمس”، كما أنه فنان بدرجة أديب أضاف للمكتبة العربية رواية (المخبول)، وتم ترجمتها لأكثر من لغة، ولاقت اهتماما من شخصيات بارزة على الجانب المحلى والعالمى.
“فيتو” التقت مع الفنان الكبير للدخول أكثر فى عالم هذا الرجل وإلى نص الحوار:
*كيف بدأت المشوار الفنى.. وما كلمة السر وراء انجذابك لهذا العالم؟
ربنا خلقنى كده أقول لا.. بحب العالم ده لأنه حر وجريء وعفوى مهما كان فى ترتيبات من المخرج أو توجيهات من المؤلف أو تخطيطات منى، كل ده أول ما الكاميرا تتوجه ليك بتحس أنك حر لأنك مهما قولت أو أظهرت من شرور أو انفعالات عصبية جميع تلك المشاعر مش من لسانك ولا هى أنت، فهما كانت تبان العملية الفنية مخططه بشكل تمثيلى أو تُجارى فهى عملية تطلق فيها كل شيء تريده بما يتلاءم مع الدور المطلوب منك تجسيده.
مثلًا أنا قتلت فى أحد أدوارى وتنمرت على الناس وانتحرت، أما فى الحقيقة قد لا أقوى على فعل أي من تلك الأشياء، لذلك لم أكن أكتفى بتقديم الولد الحليوة اللى كل مهمته فى الفن أن البطلة تحبه ويعيشوا سوا، كنت ومازلت أحب أن أُجسد الصعب والصعب جدًا حتى أخرج ما لا أستطيع فعله فى حياتى العادية لأنى إنسان بسيط.
وبدأت التمثيل منذ أكثر من خمسين عاما فى السينما العالمية وليس المصرية، فبدأت فى إيطاليا، ومن ثم في مصر والعرب وبدأت الرحلة، فالفن هو التوازن الحقيقى للحياة.
*سنوات طويلة من التنوع، ما أبرز الأدوار التى تفتخر بأنك قدمتها؟
يُقاس دائمًا الفنان الحقيقى بالقيم الذى يقدمها وليس عددها، مثلا نجيب الريحانى قيمته 7 أفلام عايش بيهم، والفنان العالمى جيمس بايرون دين قيمته 3 أعمال فقط، وجميع أدوارى الصغيرة أو الكبيرة ذات قيمة، وأجد أننى أضفت للحياة العلمية المصرية الكثير من خلال ما جسدته من شخصيات مثل دورى فى فيلم مولد يا دنيا، والقائد الإسرائيلى فى فيلم الرصاصة لا تزال فى جيبى، منذ فترة قصيرة رأيت على مواقع إلكترونية سؤال للجمهور عن الفنان العربى الذى برع فى تجسيد ضباط إسرائيل وجاءت الإجابات «أنا»، وقيسى على ذلك كل أدوارى التى أفخر بها، منها المريض نفسيا والمحب والمخلص والكثير، كما أننى أضفت للمكتبة العربية كُتب أجدها جيدة تضم تعقيدات النفس البشرية ورواية المخبول، وغيرها من الإسهامات التى أعمل على الانتهاء منها حاليا.
*من أقرب النجوم لقلبك من الجيل الجديد؟
جميعهم لديهم إسهامات رائعة حقيقة، أجد فى محمد رمضان فنانا حقيقيا، وكذلك كريم عبد العزيز فهو فنان منذ ثلاثين عاما وربنا أعطاه شعبية وعفوية وصادق وخفة وكاريزما حلوة، كذلك أحب جدا الطفل البطل فى فيلم البعبع مع أمير كرارة اسمه "جان رامز"، أتمنى أن التقى به، ممثل هايل وله مستقبل مشرق بجد وموهبة فعلا ودمه خفيف، وبيقول عنى إنى مثله الأعلى فى التمثيل.
وأركز مع أطفال الجيل الجديد الفنانين لأنى بحبهم وبحس دائمًا أن دول هم الجيل الجديد بجد مش ناس متخطية الثلاثين عاما، ولأنى بحبهم شاركت فى مسلسل من 120 حلقة اسمه “علاء والمصباح” قديم جدا، ومسلسل آخر اسمه “فوري” من 60 حلقة.
*فى رأيك كيف لطفل لم يصل سنه لـ10 سنوات أن يراك مثله الأعلى؟
كون طفل يقول كده ده شيء مش سهل أبدا.. وبالفعل سألت نفسى إزاى الولد ده وصل لعالمى الخاص، وسألت هل أنا بالسهولة دى أوصل لطفل عنده 8 سنين؟ شيء غريب وعملية صعبة تحتاج تأمل شوية، لكن الإجابة ببساطة طريقتى المميزة وأحاديثى، هو بلا شك لم يرَ أعمالى وحتى إن شاهد بعضها فى صعوبة على سنه وإدراكه وإنما كونه يتابعنى ويتابع أحاديثى فهذا نجاح كبير لى، وحديثه عنى بمنزلة جائزة جميلة تحصلت عليها وأنا قاعد فى البيت، وأجد أن معنى طفل يقول إنى مثله الأعلى يبقى على الأقل معايا 70 مليونا، وبالتالى عندما يُصبح الطفل جان رمز لزملائه وأنا مثله الأعلى يبقى جميع أصدقائه هيجولى وهكون مثلهم الأعلى بردو.. هذا تحليلى.
*كيف ترى المشهد الحالى ثقافيًا وفنيًا فى ظل التطور التكنولوجى المخيف؟
العالم فى وحدة وغربة بسبب هيستيريا الموبايل، وبتنا نصحى على هواتفنا ليس فى مصر فقط وإنما فى العالم كله باختلاف سياساته وطباعه، وفلسفة الاستغناء جعلتنى أواجه كل هذا بصراحة، فلا جديد عند أحد لأن كل شيء توقف، والمشهد الثقافى والفنى منذ فترة طويلة لا أجد ما يُثير اهتمامى، وحديثى بأن كل شيء توقف ليس كلاما تشاؤميا، وإنما حقيقة من رجل تخطى الثمانين، وهذا كلام علمى أنا رجل عملى، ما يُطرح الآن على الساحتين الثقافية والفنية هو رغى وخيال قد يراه البعض شيئا مسليا وممتعا وقد يراه البعض شيئا متوقفا، لكن ما يُقدم الآن ينجح وبقوة لأن الشعب المصرى عاشق للرغى، أما العلم فيأتى فى المرتبة الثانية والثالثة أحيانا.
أحيانا ألتقى أسماء ثقافية وفنية شهيرة جدا على المستوى الشعبى، آخرهم مخرج لن أذكر اسمه عرض علىَّ عملا وتحدث لى وقال أنا مخرج كبير عملت كذا وكذا، سألته وماذا أضفت؟ فلم أجد إجابة علمية، فأرد: دعنى أبحث عنك فى جوجل. فنجد أن إضافته وقيمته هشة جدًا على المستوى العلمى والفكرى والقيمى وأمثال ذلك كثر.
أما بالنسبة للوضع السياسى لأنه بالتأكيد يؤثر فينا ونتأثر به، فأنا أقوم بتدوين كل ما يفعله الرئيس الحالى من مشروعات وطرق ومُدن وإسهامات الناس لا تعرف عنها شيئا نهائيا، الرئيس السيسى استلم مصر محروقة بجد، هو الرئيس المصرى الوحيد الذى استلم مصر مُقسمه وهو ما ذكرته هيلارى كلينتون فى مذكراتها، وقالت: كنا عايزين نقسم مصر لولا أن تدخل الجيش.
صحيح الأسعار غالية جدًا والمواطن حاسس بتقصير حكومى ويشعر بفراغ جيبه، فكلنا نشعر بالغلاء لكن يجب أن ننظر إلى ما يفعله الرئيس بشكل موضوعى فى أقل الأشياء وأكثرها، فأنا من تتبعى لمشروعه الاقتصادى والفكرى والسياسى والإعلامي والفنى قرابة العشر سنوات أجد أن ما يفعله هو شيء مستحيل، وتطور مذهل يكاد العقل يتوقف عن استيعابه.
وأجد أن السيسى يحقق المستحيل والإعجاز ويصنع بلد كامل بشكل جديد للشعب فهو يسير وفق فقه الأولويات وهو ما قد يجله الكثيرون.
*مؤخرًا وجدنا إنشاء دار مسنين للقوة الناعمة المصرية.. كيف ترى تلك الخطوة؟
أنا لا أُحب الشكر، ولكن بصراحة هو مشروع وخطوة أكثر من ممتازة وحاجة كويسة قوى فالعطاء والعلاج والسكينة مهم جدا أن النقابة وفرتها لأعضائها وبالأخص الكبار، وعند معرفتى بإنشاء دار للمسنين خاصة بفناني مصر فرحت، ودائمًا عندى يقين أن الدكتور أشرف زكى نقيبنا لديه قدرة على السير بخطوات ثابتة وإطلاق مشروعات حقيقية للفنانين تفيدهم سواء فى المجال الصحى وهم أحياء أو حتى فى مراسم الدفن وما إلى آخره، وما بينهما من حفظ شديد للحقوق المادية والعينية.. ومقترحاتى له أن يظل كما هو ولكن نريد مزيدا من السرعة فى تنفيذ تلك المشروعات ليس من الضرورى أن تأخذا وقتا كبير.
*نتطرق قليلًا إلى حياتك الشخصية وخصوصا العاطفية؟ من أقرب امرأة دخلت قلب محيى إسماعيل؟ وما يُثيرك فى النساء بشكل عام؟
أحببت امرأة من برج السرطان، فهذا أطيب برج فى النساء جمعاء، فـبرج السرطان هو برج الطيبة والتأمل والعطاء والعاطفة والدموع، فحين أحببت تلك المرأة غمرتنى بالمشاعر والعطاء ونادرا ما يوجد العطاء، فالمرأة للأسف، دائمًا ما تحب أن تأخذ من الرجل، لكن طبيعة برج السرطان فى النساء هي العطاء، وهذا أهم ما يحتاج إليه الرجل من المرأة، وهذا ما يُثير اهتمامى فيها.
النساء في الغرب منضبطات أكثر وواقعيات، أما فى العرب النساء للأسف تعيش فى الخيال أكثر وتحلم كثيرًا وهو ما يتسبب فى دربكة حياتهم، يجب أن تتعلم التكيف الحقيقى مع الواقع وليس تكيفا ظاهريا فقط ويجب أن تتعايش، فمثلا لو فى جيبها جنيهات لا تحلم بشراء الأشياء الغالية حتى لا تتعكر حياتها، وهذه أزمة العربيات الكبيرة.. فالحلم جميل لكن يجب أن تعلم أنه ليست كل الأحلام تتحقق، فأمامها أمران إما أن تعيش أو تتعايش، أن تعيش معناها أن تحلم كما تشاء دى حاجة حلوة، لكن يجب عيها أن تتعايش مع الظروف والعالم.
وهذا ليس ذما فى نساء العرب، وإنما تلك علة أتمنى التخلص منها حتى لا تتعكر حياتها، وحتى ترى كل إمكاناتها وتحس بجمال مشاعرها وجمال ما تمر به من تنوع إنسانى، فأحيانا امرأة تكون أكثر تفوقا من الأخرى وأكثر إنسانية وعطاء من غيرها وتهمل كل هذا وتنظر إلى ما تمتلك زميلاتها من قصور إلخ إلخ.. لذا يجب على المرأة التعايش مع الحياة لتعيش فى راحة وتجعل الرجل الذى قرر الارتباط بها يعيش فى حب وسلام.
*قبل الختام.. هل من مشروعات فنية جديدة تُحضر لها أو من إصدارات أدبية تعمل عليها الآن؟
حقيقة هناك مشروعات فنية كثيرة تعرض علىَّ قد يكون بشكل نصف يومى، كل كام ساعة قصة وسيناريو لكن حتى الآن لم أستقر بشكل رسمى، ولا أريد التطرق للحديث عن مشروعات فنية فى السينما أو المسرح إلا إذا كان الافتتاح الرسمى للعمل بعد أيام، هذه طريقتى طول عمرى، أعشق المفاجأة، أما ما أستطيع قوله إن هناك مشروعا أدبيا عملاقا، وهى رواية جديدة مهمة جدًا سيتم طرحها يوم 26 يوليو الجارى، وأعتبرها أهم أعمالى الأدبية، وتجسد إزاى الواحد يتعامل مع عقده النفسية ويشوفها قدامه كما يرى أي شيء بصورة واضحة.
وأحاول من خلال هذا العمل الأدبى أن أُبحر داخل الإنسان، ورصدت جميع العُقد وبعد الرصد وشرح الأسباب أقدم له العلاج بشكل مفسر وسهل، ومش شرط بعد كده يروح لدكتور بشرى يعالجه، فهو عمل أدبى وإنسانى أكاديمى وشعبى فهو رحلة وتجربة 50 عاما.. كذلك سوف أُسوق لكتابى تعقيدات النفس البشرية فى العالم الغربى، وأرفقت به مؤخرًا فلاشة فيديو لشرحى خفايا وتعقيدات النفس البشرية وكيفية مواجهتها والتى تصل لـ18 عقد نفسية صعبة.. والفلاشة ستكون مرفقة على CD مع الكتاب بحيث يرى العقدة مجسدة أمامه من سفاح لدكتور لعالم لمنحرف، وغيرها كيف تكون خفايا أنفس الشخصيات المريضة فى كل فئة.
ولأن العلم كل شيء بالنسبة لى فإن طرح الكتاب أو حفلات التوقيع وأية ندوات عنه لأنه لم يطرح حتى الآن ستكون بمقابل مادى وبالاتفاق مع المكتبات ودور النشر، لأن كتاب غير مسبوق فلذلك لا يجب أن أضُحى بمعاناتى وإقامة حفلات توقيع أو ندوات بدون مقابل مادى من المكتبات، فهناك الكثير من العلماء هزوا الكون بكتاب واحد ولم يتنازلوا عن حقوقهم المادية، وهذا شيء ضرورى، فمثلا مايكل هارد كتب موسوعة تحمل اسم «العظماء 100 وأعظمهم محمد» سيدنا محمد.. فهناك مجموعة من الكتب يجب أن يتحصل مؤلفوها على كل ما تجنيه من قيمة أدبية وقيمة مادية لأننا نفنى عمرنا فيها.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو".
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد، أخبارالمحافظات، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.