وفاة «أينشتاين هندسة الطيران» في مصر.. مصطفى جبر قدم أبحاثًا متطورة في علم هياكل الطائرات.. والنشطاء: فقدنا أسطورة علمية لن تتكرر
مصطفى جبر، حكاية عالم مصري وصفوه بأنه أعظم من أنجبت مصر في علم الطيران؛ رفض أن يعمل في أوروبا وأمريكا، أنه الدكتور مصطفى جبر، أستاذ هندسة الطيران بجامعة القاهرة، العالم الشاب الذي غيبه الموت، أمس السبت، فاكتست صفحات طلابه بالسواد.
آخر كلمات الدكتور مصطفى جبر المبكية
كانت آخر كلمات الدكتور مصطفى جبر "حيطان المستشفيات سمعت دعاء أكثر من حيطان الجوامع.. يا رب لا تحرمنا من الالتجاء إليك وحسن الانكسار بين يديك"، بعدها بأيام أسلم مصطفى جبر روحه لخالقه، وهو في ريعان شبابه بعد معاناة من قصور في وظائف الكلى.
وصفه طلابه بأنه يمثل بالنسبة لهم خط اللانهاية، واعتبروه أينشتاين في علم هندسة الطيران، وكان بمثابة القائد الذي لا يتخلى عن فريقه، كان يعمل مدير برنامج هندسة الطيران والفضاء في مدينة زويل، التي نعته فور وفاته.
كان الدكتور مصطفى جبر من العلماء المصريين الذين عرفهم العالم من خلال أبحاثه المنشورة في مجال هياكل الطائرات، حصل على ترتيب عالمي في هذا المجال، فضل العودة والعمل في مصر، بدلًا من العمل في أرقى المراكز البحثية في العالم، وفي أزمة وباء كورونا، أشرف الدكتور مصطفي جبر على تطوير جهاز التنفس الصناعي وأجهزة التنفس الميكانيكي لتعمل بعدة طرق.
حكايات مؤثرة لأفضل عالم هندسة طيران في مصر
أثار وفاة العالم المصري مصطفى جبر أحزان أصدقاءه وطلابه، الذي كان يدرس لهم في مدينة زويل، كاشفين عن حكاياته المؤثرة، التي تركت علامة في حياتهم، ووصفوه بأنه أسطورة ونابغة لن تتكرر ورجل بأمة، وطالبوا بأن يكتب على قبره "كل من جاءه مكسور الخاطر خرج مجبور الخاطر"
نعاه أستاذ هندسة الفضاء والنانو باليابان الدكتور محمد سيد علي حسن "الأستاذ الدكتور مصطفى جبر... توفى بالأمس فى مصر وهو فى ريعان الشباب بسبب قصور في وظائف الكلى. الدكتور مصطفى كان من أفضل علماء هندسة الطيران في مصر وله ترتيب عالمي في عدد الأبحاث المنشورة في مجال هياكل الطائرات. فضل العودة لمصر للتدريس فى مدينة زويل بعد ما عمل في أرقى مراكز البحوث في أمريكا وأوروبا"
أصدقاء مصطفى جبر وصفوه بالنادر في زمانه
أما أحد تلامذته أحمد نجيب فحكى عن أفضل عالم لهندسة الفضاء في مصر قائلًا: "توفي إلى رحمة الله تعالى أستاذي وقدوتي الدكتور مصطفى عبد الله جبر. لن أنسى فضلك علي ما حييت. من واجب الطيبين علينا أن نروي سيرتهم.. لا أن نرثيهم، الرثاء لمن مات، ومثل الدكتور مصطفى جبر بعلمه وغرسه في كل جامعة عمل بها، أو طالب أشرف عليه، أو مشروع ساهم فيه أو حتى صديق سامره ما يطيل ذكره وعمله.."
وأضاف أحمد نجيب "فلديه مئات الأبناء الصالحين، والرفاق الطيبين الذين لا يزال عملهم في هذه الدنيا موصولًا بعمله. كان موفور الحكمة، راجح العقل مشرق القلب، طيب الروح.. ووالله ما بالغت في كلمة من هذه الكلمات.. كان نادر زمانه حقا، ولا أظن مثله ممن تلتقيه في حياتك أكثر من مرة.. لو وجدت تلك المرة. أحسن الله وفادتك وأنزلك خير المنازل."
كلمات مؤثرة على قبر العالم المصري مصطفى جبر
أما محمد أيمن فعلق قائلًا: "الدكتور مصطفى عبد الله جبر. كان من أغزر الناس علما واحسنهم خلقا، كان بابه دايما مفتوح لأي حد ولأي حاجة والله، لدرجة أنه لما بتروحله بنستنى دورك عشان تدخله، دكتور مصطفى كان من أعز الدكاترة عندي في الجامعة كلها، لا أنا ولا زمايلي حد مننا رحله لمشكلة عنده سواء في الجامعة ولا برا حتى إلا وساعده فيها ومشي معاه خطوة بخطوة فيها، وليا شخصيا معاه موافق عدة لو فضلت اذكرهم مش هنخلص خاصة ف مشروع تخرجنا ده معاه والله."
وحكى عنه أحمد صقر قائلًا: "هذا الرجل يستحق ان يكتب علي قبره (كل من جاءه مكسور الخاطر خرج مجبور الخاطر..كل من جاءه في حاجه علم أو دنيا او دين لم يرده وكان نعم السند المخلص في قضاءها).. نعيت حبيبنا الراحل د مصطفى جبر أمس بعد أن استرد الله وديعته في الدنيا وقولت إن الأمة فقدت رجل بأمه وأن لم تدري بعد عظيم الفقد ..فتسأل اكثر من معلق عنه ولماذا يرى كل من عرفه ان الفقد عظيم لا يعوض."
رزقه العلم فوهبه لكل من رغب
وأضاف أحمد صقر باكيًا: "لعظيم فقدك تسكب العبرات وتفيض العيون حزنا عليك ايها العالم الجليل والاخ والصديق. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه رجل اتته الدنيا راغمه فزهد فيها.. رزق العلم فوهبه لكل من رغب فيه زكاة وعمارة للأرض وللعقول وللنفوس.. رزق الإيمان فكان مثال حي عملي علي مقاصد ايمان جاء ليتمم مكارم الأخلاق من التواضع والاستقامة وإفشاء السلام وجبر الخواطر وكم تمنيت لو أعتلي مثله المنابر وهو الزاهد فيها… رزق المال فعرف مسئولية الاستخلاف وإن في قلب النعمة ابتلاء فلم اراه او اعرف عنه قط في موضع بذل المال إلا وكانت يده العليا والسابقة لكل من قصده من تلامذته أو أصدقاءه ليرحل الى جوار ربه تاركا قائمة من الاسامي والامانات توجب علي كل من عرف بها مسئولية تحصيلها وردها إلى زوجته وأبناءه جزاء إحسان ابيهم التي ستطول سيرته وأثره سنينا طوال عن عمر الجسد الفاني. فهل يستوي الذي قال وفعل بمن قال ولم يفعل؟"
مصطفى جبر طالب أسطوري في التسعينات
وحكى أحمد الصادق عن العالم المصري الراحل مصطفى جبر فقال: "من سنة أولى طيران 2007 والأساتذة كانوا بيحكولنا عن طالب أسطوري في التسعينات وبيقولوا عليه أنه أذكى وأنبغ طالب دخل هندسة القاهرة في تاريخها، كنت محظوظ إني أقابل الطالب ده واتكلم معه قريب ويعاملني كأني صديق مقرب مع أن مكانش فيه ما بينا سابق معرفة. رحم الله الدكتور الجميل والعالم الجليل مصطفى عبد الله جبر وغفر له"
أما محمد العدوي فعبر عن حزنه لفقد مصر لعالم هندسة الطيران فقال: "مرة قال لي في مشروع كنت أعمل عليه: "لا تستعن فيه إلا بمن أشرق في نفسه مثل ما أشرق فيك، وإلا لن يخرج". قال لي مرات كلاما كان النورَ في مسارات حياتي المختلفة، ما قصدته في أمر التبس علي إلا وجدت عنده شيئا أو أشياء. من واجب الطيبين علينا أن نروي سيرتهم.. لا أن نرثيهم، الرثاء لمن مات، ومثل الدكتور مصطفى جبر بعلمه وغرسه في كل جامعة عمل بها، أو طالب أشرف عليه، أو مشروع ساهم فيه أو حتى صديق سامره ما يطيل ذكره وعمله.. فلديه مئات الأبناء الصالحين، والرفاق الطيبين الذين لا يزال عملهم في هذه الدنيا موصلا بعمله."
رحلة مصطفي جبر في أسطنبول وهولندا
وأضاف محمد العدوي: "كان موفور الحكمة، راجح العقل مشرق القلب، طيب الروح.. ووالله ما بالغت في كلمة من هذه الكلمات.. كان نادر زمانه حقا، ولا أظن مثله ممن تلتقيه في حياتك أكثر من مرة.. لو وجدت تلك المرة. هذه ليست شهادتي وحدي، فلما التقيت بأحد تجمعني به معرفة مشتركة بمصطفى، إلا وجدت عنده أكثر مما وجدت عندي."
وتابع العدوي حكايته: "هل تصدقون أننا ما التقينا وجها لوجه إلا مرة واحدة فقط.. وأن معرفتي به لا تتجاوز اثني عشرة سنة فقط.. حتى لقاؤنا كان مصادفة، فقد كنت سافرت للعمرة، يوم وصل إلى اسطنبول، وكان يومها لا يزال في دلفت- هولندا.. وقدر الله أن يوم عودتي، تعطلت رحلات أوروبا كلها لعاصفة ثلجية، فبقي يوما إضافيا قضيناه معاه.. هذا هو اليوم الذي يقال عنه يوم بحياة كاملة، فما بقي علم أو فن أو رأي أو حتى خيال لم نذكره فيه. قبل ذلك وبعده، كان حديثنا منتظما مرات يطول ممرات يمر سريعا، وكل الحياة تمر سريعا والله يا مصطفى.. ولولا الإيمان لقتلنا الحزن.. أحسن الله وفادتك وأنزلك خير المنازل."
مرض العالم مصطفى جبر الأخير
وقال العدوي: "منذ بلغتني تفاصيل مرضه الأخير، وأنا أشعر بغصة، تألمت لما بلغني خبر حاجته للغسيل الكلوي، ما كنت أتخيله طريح فراش موصولا بالأنابيب التي تحمل الدم، وبكل ما يعتري العملية من آلام. منذ أيام غيبته جلطات نتجت عن التهاب بعضلة القلب، نتجت عن قسطرة، إنها دوامة الغسيل.. فإذا كنا نضن بمن نحب على المرض بجملته، فنحن نظن بهم أكثر على غرف العناية المركزة الباردة الثقيلة وعلى أزيزها، وأنينها وأنابيبها التي تدمي لسانا يعرف الخير ويقول به. لكننا جميعا في البداية والنهاية، لسنا سوى طيف من روح رحمن رحيم.. لا تقاس رحمته بظاهر ما نراه..بل بمعانيها التي خبأها في اللوح المحفوظ.."
ونعاه هيثم عزت قائلًا: "لا حول ولا قوة إلا بالله. توفى العالم الجليل الدكتور مصطفى عبد الله جبر. أعظم من أنجب قسم طيران جامعة القاهرة. مافيش حد في الأكاديمية كلها في إنكار ذات الدكتور مصطفى ولا في إشرافه على الطلبة. هو أصلا لا يمكن تقليده. في إشرافه على الطلبة، هو كحياة الأنبياء، نقتدي بها ولكننا نعلم تمام اليقين أننا لن يمكننا بلوغ نفس المكانة. حاجة كده زي الـ asymptote في الرياضيات."
وقال هيثم عزت: "كان كنز، رحمة الله عليه. خسارة كبيرة إن الدولة لم تستفد منه. والخسارة الأكبر على الطلبة طبعا وعلينا نحن من نسمع له من حين لآخر، نرشف رشفه من حكمته من آن لأخر تنير لنا الطريق حتى ميعاد الرشفة القادمة. يستحيل تكرار دكتور مصطفى في المجتمع المعاصر. إنا لله وإنا إليه راجعون. رحمه الله."
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية
