رئيس التحرير
عصام كامل

منع الصحفيين من الحج.. آخر قرار لنظام الإخوان


بعد أيام من إنهاء نقابة الصحفيين لإجراءات تجميع وفحص طلبات الزملاء وأسرهم الراغبين في أداء فريضة الحج، ثم دعوة واستقبال عروض شركات السياحة الراغبة في تنظيم الرحلة، ثم اختيار أفضل العروض في الخدمة والسعر وبدأت الشركة الفائزة بتنظيم رحلة الحج للصحفيين، وبالفعل قامت الشركة بحجز الأماكن داخل الفنادق في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة والمناسك بمنى وعرفات وأبرمت النقابة العقود معها.


مرت أيام وأسابيع ونقابة الصحفيين في انتظار ورود حصتها من تأشيرات الحج، والتي كانت 135 تأشيرة وتم تقليصها على يد حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق إلى 50 تأشيرة فقط نكاية في النقابة التي كانت مواقفها ضد الدولة البوليسية التي تديرها الداخلية وقتها، وكنا على أمل أن تتم زيادتها هذا العام وبعد ثورة 25 يناير.. ورغم مخاطبة النقابة لهشام قنديل رئيس وزراء نظام الإخوان رسميا منذ أول مايو الماضى لإرسال حصة النقابة.

لكن كانت المفاجأة، أن هشام قنديل ووزير الأوقاف الإخوانجي في ذلك الوقت قررا وتحديدا في 17 مايو أثناء انعقاد لجنة الحج برئاسة رئيس الوزراء إلغاء حصة نقابة الصحفيين.. ولم يبلغنا مجلس الوزراء بذلك القرار الفضيحة، واكتشفنا ذلك بالمصادفة عندما قمنا بسؤال مجلس الوزراء عن تأشيرات الحج في نهاية يوليو الماضي.

قرار حكومة نظام الإخوان المدعى أنه نظام إسلامى، لم يأت إلا بحرمان الصحفيين رسميا من أداء فريضة الحج، نعم ربما كان هدف نظام الإخوان استبدال الأهل والعشيرة بالصحفيين وعلى اعتبار أن الصحفيين من كفار قريش!.

موقف هشام قنديل إن دل على شىء إنما يدل على أن هذا الرجل يحمل داخله من الحقد والغل تجاه الصحفيين ونقابتهم ما لا يمكن وصفه، وليس غريبا على رجل ينتمى إلى تنظم الإخوان الذين لا يرون في الصحفيين إلا سحرة فرعون، وفئة خارجة عن الإسلام طالما أنهم لم يحصلوا على صك الغفران الإخوانى.

وبالتالى لا يجوز للصحفيين الحج، وباعتبار أنهم أي الإخوان محتكرو الإسلام وأن تأشيرات الصحفيين أولى بها الإخوان والأهل والعشيرة.. وباعتبار أن نظرة الإخوان لغيرهم من المسلمين لا تتجاوز رؤية الفاشية والنازية لخصومهم، إن الصحافة بالنسبة للإخوان ليسوا كباقى المسلمين تهفو قلوبهم وتتعلق مشاعرهم برغبة قوية وفطرة سليمة في تأدية فريضة الحج.

لم أكن أتوقع أن ينزل رئيس الوزراء إلى مستوى المكايدة، وأن يفقد شرف الخصومة فيقرر استخدام سلطاته لحرمان الصحفيين من أداء فريضة الحج.. وأن يوقع بيده قرارا يحرم فيه فئة من المسلمين من حقهم المشروع.. أقول إن سقوط نظام الإخوان لم يأت بيد أحد سوى الإخوان أنفسهم لأنهم أهل استعلاء ومكايدة ورغبة في الاستحواذ حتى وصل بهم الأمر إلى حرمان 50 من الصحفيين وأسرهم من أداء فريضة الحج.

وأقول لكل من يتعاطف مع الإخوان ونظامهم البائد، لم يسقط نظام الإخوان إلا بطغيان وحقد وتكبر وتجبر وأنانية الإخوان أنفسهم ولو كان فيهم خير للدين والدنيا لكان بقى الحكم في يدهم ولو حاربهم العالم كله.. ولكنها حكمة المولي عز وجل.
الجريدة الرسمية