رئيس التحرير
عصام كامل

وردة الجزائرية، أغضبت عبد الناصر والسادات وأحرجت مبارك أمام سوزان، وهذه آخر وصيتها عن مصر

وردة الجزائرية
وردة الجزائرية

وردة الجزائرية صوت قوى رنان ووجه جميل وحضور طاغى وذكاء فنى صفات جميلة تمتعت بها المطربة الجزائرية، غنت لكبار الملحنين وعاصرت رؤساء مصر في عهود مختلفة، تفخر دائما بأنها آتية من بلد المليون شهيد اغانيها الوطنية لا تقل روعة عن اغانيها العاطفية، عندما استمع الرئيس جمال عبد الناصر إلى صوت وردة الجزائرية في فيلم ألمظ وعبده الحامولى رشحها لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب تغني كوبليه في نشيد "وطنى الأكبر " مع كوكبة من المطربين المصريين والعرب.


وتحكى وردة عن ذلك اليوم وتقول: كان أحد احتفالات ثورة يوليو، قدمت فيها نشيد وطنى الأكبر، بعد الحفل نزلنا من على المسرح لتحية الرئيس وشكره، وصافحنا الرئيس فردا فردا، وعندما جاء دورى صافحنى بحرارة وقال "أهلا بالجزائر وشباب الجزائر وفنانين الجزائر، أهلا بيك ياوردة في مصر " وشد على يدي بقوة، وكانت اسعد لحظةمشجعة بالنسبة لها.

وردة فى بداياتها 

ولدت وردة الجزائرية واسمها الحقيقي وردة فتوكي في مثل هذا اليوم عام 1939 فى فرنسا من أم لبنانية وأب جزائري، بدأت حياتها الفنية مطربة فى الإذاعة الفرنسية الموجهة لعرب شمال أفريقيا ومارست الغناء أيضا فى نادى ليلي يملكه والدها بفرنسا فكانت تؤدى أغنيات أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم.

المظ كان اول ادوارها 

عندما بلغت السابعة عشرة سافرت إلى لبنان وغنت هناك فقابلت المخرج حلمي رفلة الذى عرض عليها بطولة فيلم "ألمظ وعبده الحامولى" وجاءت إلى مصر لتصوير الفيلم وغنت أغنية "اسأل دموع عينيه" و"روحى وروحك"، وصف صوتها الفنان عمار الشريعي بالصوت الرنان الذى يحتوى على الخامة المعدنية القوية الثمينة التي تنسب إلى جيل أسمهان وليلى مراد، الغناء بالنسبة لها هو الحياة.

مواقف وطنية لا تنسى 

فمن مواقف وردة الجزائرية التي تحسب لها في مصر التي عشقتها وغنت لها الكثير ما حدث من موقف عظيم منها في الساعات الأولى لعبور قواتنا المسلحة، وفي إصرار على مشاركتها بالغناء في الحدث العظيم ذهبت الى مبنى ماسبيرو وبصحبتها الملحن بليغ حمدي، والشاعر عبد الرحيم منصور، واصرت على تسجيل اغنيتى: وانا ع الربابة باغنى، بسم الله الله اكبر، التي الهبت حماس الجنود على الجبهة والجماهير في بيوتهم وزاد على ذلك انها تنازلت عن اجرها في هذه الاغانى هي والفرقة الموسيقية بأكملها.

مصر هى نبض الحياة 

لوردة مقولة شهيرة عن مصر: مصر هي نبض قلبي، ولو ابتعدت عن مصر لتوقف قلبي عن النبض ولذلك كانت كل امنياتها ان تعيش في مصر حتى الممات وان تدفن مع عائلتها بالجزائر وهذه كانت آخر وصاياها.

المطربةة وردة الجزائرية 

يتميز جمهور وردة الجزائرية كما ذكر النقاد بعدم انتمائه إلى فئة أو طبقة معينة إذ استطاعت تكوين جمهورها من المثقف والعامل والفقير والغنى والعاشق والمجروح والشعبى والنخبوى والحاكم والمحكوم، حتى في غنائها العاطفى ابتعدت عن النواح واكتفت بالآهات إضافة إلى أنه كان صوتا لكل بلد عربى. 
 

وردة فى فيلم ألمظ وعبده الحامولى 

واجهت وردة العديد من الصعاب فى عهد الرؤساء السابقين جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسنى مبارك حيث أشيع حولها عدد من القصص التي تؤكد علاقتها بالمشير عبد الحكيم عامر الأمر الذي جعل البعض يتهمها بأنها أحد أسباب نكسة 67 فمنعها عبد الناصر من دخول مصر، ثم سمح لها السادات بالدخول مرة ثانية ,

غضب السادات ومنعها من الحفلات 

وحين شاركت وردة فى حفل عام مذاع على الهواء بليبيا بعد إعلان اتحاد الجمهوريات العربية بين سوريا وليبيا ومصر فغنت أغنية باسم الرئيس الليبي العقيد معمر القذافى فى الحفل ومن حظها السيئ أن هذه الفترة كانت تشهد خلافات شديدة بين السادات والقذافى فغضب أنور السادات  ومنع إذاعة أغانيها فى الإذاعة والتليفزيون مع عدم إشراكها فى الحفلات العامة والرسمية.

وعندما وقع عليها الاختيار لإحياء حفلة فنية يحضرها الرئيس الأسبق حسنى مبارك وزوجته،وكانت حفلة منقولة على الهواء وكعادتها فى تلقائيتها راحت تطلب من الرئيس مبارك الغناء وأن يصفق على إيقاع أغنية “حرمت أحبك” مما أغضب قرينة الرئيس، وزادت بأنها طالبت الجمهور تريد الكلمات وراءها قائلة (الريس بيقول لكم صفقوا) مما أحرج الرئيس وزوجته.

ألمظ كانت بداية أدوارها 

قدمت للسينما ستة أفلام فقط منها: ألمظ وعبده الحامولى غنت فيه يانخلتين فى العلالى، آه يا ليل يا زمن مع رشدى اباظة وغنت فيه ليالينا وحنين، وليل يا ليالى، وفيلم "أميرة العرب" و"حكايتى مع الزمان"، وكذلك مع حسن يوسف فى فيلم "صوت الحب"وهو اول افلامها بعد عودتها من الجزائر، وغنت فيه العيون السود وأغنية مالى وأغنية مستحيل واشترونى وفرحانة، ورحلت عام  2012 ودفنت بالجزائر بناء على وصيتها.

وردة وبليغ وقصة حب 

تعد قصة الحب التي جمعت بين الفنانة وردة الجزائرية والملحن الكبير بليغ حمدي واحدة من أشهر قصص الحب في الوسط الفني، وتوجت قصة حبها بالزواج عام 1972، وبدأت وردة مشوار حياة مع بليغ استمر لمدة 6 سنوات انتهت بالطلاق، وخلال فترة زواجهما قدم بليغ لوردة أجمل ما غنت.
 

الجريدة الرسمية