رئيس التحرير
عصام كامل

إبراهيم عبد المجيد.. حكايات صاحب قناديل البحر فى حى كرموز..الكتابة والخيال عالمه الأول والأخير.. وثلاثية الإسكندرية الأبرز فى مشواره

إبراهيم عبد المجيد،
إبراهيم عبد المجيد، فيتو

إبراهيم عبد المجيد، علامة مميزة فى عالم الأدب ليس فى مصر فقط وإنما فى الوطن العربي بأكمله، فهو صاحب مسيرة أدبية وإبداعية ناصعة، منذ تخرجه في قسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية والتحاقه بالعمل في وزارة الثقافة وتدرجه في مناصبها، قبل استقالته وتفرغه لرحلة إبداعية رائعة.

ومؤخرا وقع الروائى الكبير إبراهيم عبد المجيد أحدث أعماله "آفة حارتنا..الذاكرة والنسيان" مع الناشر محمد رشاد ودار المصرية اللبنانية للنشر، لتعيد إلى أذهاننا مشوار إبراهيم عبد المجيد وأهم أعماله. 

حى كرموز وتكوين إبراهيم عبد المجيد الأدبي 

ولد الكاتب إبراهيم عبد المجيد عام ١٩٤٦ في حى كرموز وهو أحد أقدم الأحياء الشعبية بمدينة الإسكندرية وحصل على ليسانس الآداب في الفلسفة من جامعة الإسكندرية عام١٩٧٣.

انتقل إلى القاهرة للعمل في وزارة الثقافة حيث شغل مناصب عديدة فيها منها اختصاصي ثقافي بالثقافة الجماهيرية ومدير عام إدارة الثقافة العامة بالثقافة الجماهيرية ومستشار بهيئة الكتاب ورئيس تحرير سلسلة كتابات جديدة بالهيئة المصرية العامة للكتاب ومستشار بإدارة المسرح بالثقافة الجماهيرية وغيرها.

وكان حي كرموز الذى نشأ فيه الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد لها أثرا كبيرا في تكوينه الفكرى والأدبي.

ففى حى كرموز كان إبراهيم عبد المجيد حى كرموز يسمع حكايات مثيرة في الخيال من العابرين أو السكان، وكانت الحكايات عن الفتوات، والمخدرات وهجمات البوليس، أيضا كانت ترعة المحمودية جنوب الحى والتى تأتي بها السفن محملة بالبضائع من الريف، فكان يجلس هو أصدقائه حول المراكبية الذين يسردون الحكايات الخرافية والتى يعيشون فى خيالها. 

أيضا كان لعازف الربابة الذى يمر يوميا على المقاهي ينشد قصص أبو زيد الهلالي وغيره تأثيرا كبيرا، والمدارس كانت تحتفظ بشكلها أيام الملكية، من ملاعب ومكتبة وقراءة حرة في المكتبة لا يكون فيها اختبار، وفرق للموسيقى من التلاميذ والمسرح والكشافة وغيرها. 

ومنذ الصغر وكان الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد عاشقا للسينما، حيث كانت ثمن تذكرة الدرجة الثالثة 9 مليمات، ويرى الأفلام العربية والأجنبية، لدرجة أنه فى أحد المرات باع إحدى كتب المدرسة كى يشاهد فيلم عائلة زيزي. 

ولوالده أعمق تأثير على تنمية خياله وعقله وهو طفلا حيث كان يجتمع والده مع أبنائه كل مساء ويحكي لهم قصص الأنبياء، فقد عاش الروائي فى بيئة خيالية ثقافية محيطة به من كل حدب وصوب. 

إقرأ أيضا: علاقة خاصة جمعت الشيخ كشك والأديب إبراهيم عبد المجيد

 

محاولات الكتابة الأولى لإبراهيم عبد المجيد

قصة "صياد اليمام" للمؤلف محمد سعيد العريان، والتى قرأها إبراهيم عبد المجيد فى مكتبة المدرسة وتأثر بأحداثها كثيرا كانت هى الدافع الذى زج به فى عالم قراءة الروايات، فبعد حصوله على الشهادة الإعدادية بدأ عملية التأليف، وعندما كان عمره عشرين عاما، حضر ندوة للمرحوم الناقد الكبير محمد مندور بقصر ثقافة الحرية، تحدّث فيها عن المذاهب الأدبية: الكلاسيكية والرومانتيكية والواقعية وغيرها. 

وبسبب تلك الندوة اكتشف إبراهيم عبد المجيد أن الكتابة ليست مجرد حكاية، وهنا توقف عن الكتابة الساذجة وبدأ في قراءة تاريخ الكتابة والنقد الأدبى.

بعد 3سنوات اشترك في مسابقة للقصة القصيرة في نادي القصة بالإسكندرية الذي كان يشرف عليه الكاتب والصحفي بجريدة الأخبار فتحي الإبياري، وفاز بالجائزة الأولى على مستوى الجمهورية، ونشرت جريدة أخبار اليوم قصته عام 1969 مع مقدمة لمحمود تيمور عنوانها "هذا قصاص موهوب".. لتكون هى دربه الذى يبدأ به رحلة مشوار العمر.

مشوار إبراهيم عبد المجيد الأدبي وأعماله 

الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد، لا يستطيع العيش دون كتابة فهى ملاذه الأول والأخير، فبالكتابة يحيا ويتنفس ويرى العالم من حوله، فقد عمل خلال أعماله على مناقشة قضايا سياسية واجتماعية من خلال أعماله.

رواية " الصيف السابع والستين" هى أول أعمال إبراهيم عبد المجيد والذي بدأ بها مشواره الأدبي، وصدرت الرواية وتدور أحداثها عن الحرب على الجبهة وبعض الشخصيات، صدرت الرواية عام ١٩٧٩.

وفى عام 1986 أصدر رواية "بيت الياسمين" والتى تناقش سياسة الانفتاح التي طبقها الرئيس الراحل أنور السادات والتي يرى إبراهيم عبد المجيد أنها سببت الكثير من الضرر والخراب لمصر.

كما ناقش إبراهيم عبد المجيد مفهوم الغربة والهروب إلى الدول النفطية من خلال روايته" البلدة الأخرى" وصدرت عام 1991.

ليأتى عام 1996 ليخرج إلى النور ثلاثيته الشهيرة عن الإسكندرية، جامعا فيها حبه لها وتصوراته وثقافته وخبراته، ليبدأ بـ " لا أحد ينام فى الإسكندرية"  لتصبح هى الأبرز فى مشواره الأدبي، وتطرح الرواية أفكار متعددة متمثلة في بعض سكان المدينة، وشكل الروتين اليومي لحياتهم أثناء فترة الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤٢. فيناقش الكاتب إبراهيم عبد المجيد الظروف الاجتماعية والسياسية لمجتمع مدينة الإسكندرية من سكان أصليين ووافدين، خاصة من صعيد مصر، تحت وطأة الحرب.

وجاء الجزء الثاني من الثُلاثية عام ٢٠٠٠ بعنوان "طيور العنبر" ويتناول التحول الجذري الذي حدث لمدينة الإسكندرية بعد خروج الأجانب منها من بعد تأميم قناة السويس وقيام العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦. 

أما الجزء الأخير "الإسكندرية في غيمة" فقد صدر عام ٢٠١٣ ويكمل سيرة المدينة ولكن في فترة السبعينيات وظهور التطرف الديني المدعوم من قبل بعض الحركات السياسية في ذلك الوقت ومدى تأثير ذلك على الإسكندرية وسكانها والحياة فيها. 

إقرأ أيضا: إبراهيم عبد المجيد: محمود درويش وراء خروج هذه الرواية للنور

أيضا من أبرز أعمال الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد  رواية "عتبات البهجة" التي صدرت عام ٢٠٠٥، ورواية "فى كل أسبوع يوم جمعة" والتى صدرت عام 2009، تم تحويلها لمسلسل تليفزيوني.

هذا بخلاف أعماله الأخرى ومنها: ليلة العشق والدم، المسافات، قناديل البحر، مشاهد صغيرة حول سور كبير (مجموعة قصصية)، الشجرة والعصافير (مجموعة قصصية)، سفن قديمة (مجموعة قصصية)، ليلة أنجيلا (مجموعة قصصية)، فضاءات (مجموعة قصصية)، برج العذراء،

شهد القلعة، ما وراء الخراب، السبت فات والحد فات، لكل أرض ميلاد: أيام التحرير، أشجار السراب، من الذي يصنع الازمات في مصر،أداجيو، هُنا القاهرة، ما وراء الكتابة: تجربتي مع الإبداع، قطط العام الفائت، قبل أن أنسى أني كُنت هنا، أنا والسينما، السايكلوب، العابرة، الأيام الحلوة فقط، ثلاثية الهروب من الذاكرة، وآفة حياتنا بين الذاكرة والنسيان ". 

إقرأ أيضا: 7 صور من لقاء الكاتب "إبراهيم عبد المجيد" بمعرض زايد للكتاب 2022

جوائز حصل عليها إبراهيم عبد المجيد 

التاريخ الأدبى والقصصي للروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد، هو الجائزة والإرث الحقيقي الذى سيتركه الكاتب لمحبيه وعشاقه، فخلال مشواره الأدبى الذى يتجاوز الـ55 عاما، حصل إبراهيم عبد المجيد على أرفع الجوائز الأدبية، ومنها الجائزة الأولى في القصة القصيرة من نادي القصة بالإسكندرية عام ١٩٦٩، جائزة نجيب محفوظ للرواية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن “البلدة الأخرى” عام ١٩٩٦، جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب لأحسن رواية عن “لا أحد ينام في الإسكندرية” عام ١٩٩٦، جائزة الدولة للتفوق في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام ٢٠٠٤، جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام ٢٠٠٧، جائزة ساويرس في الرواية لكبار الكتاب عام ٢٠١١، جائزة كتارا للرواية العربية فئة الروايات المنشورة عن رواية "أداجيو" لعام ٢٠١٥، جائزة النيل لعام 2020. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

 

الجريدة الرسمية