إحصائية تكشف المستور .. 27% من رجالة مصر تعرضوا لتحرش الفتيات.. و«الإفتاء»: كبيرة من الكبائر.. الباسوسي يكشف الأسباب النفسية.. وهذا موقف القانون المصري
"التحرش بالنساء، أسباب التحرش بالنساء، قوانين لحماية النساء».. عناوين تصدّرت الصحف ووكالات الأنباء خلال العقود الماضية، وساندتها دول وحكومات ومنظمات حقوقية، لكن أن تنقلب الآية ويصبح التحرش بالرجال، هذا ما لم يستطع أحد تصوره حتى وقت قريب.
ورغم أن القضية غير متعارف عليها خاصة في مصر، لكن الإحصاءات تشير إلى أنها موجودة، وهو ما أثار تساؤلات حول الأسباب النفسية التي تقف وراء تلك القضية، وكيف حرّمت الشريعة الإسلامية تلك الأفعال، وما هي العقوبة القانونية.
وبجانب دراسة لمؤسسة اليونيسيف كشفت فيها أن معدلات التحرش بالفتيات بين عمر 28:17 عاما لـنسبة تصل لـ90% حتى عام 2020، كان نسبة تعرض الرجال 27%، وفي العراق تعرض الرجال للتحرش الجنسي بنسبة 42%، مقابل 35% للنساء، أما في المغرب نسبة التحرش الجنسي عند الفتيات ما بين 28:17 تصل إلى 89% بينما للرجال إلى 19%.
كما تتعرض الفتيات في لبنان ما بين عمر 28:17 للتحرش بنسبة 29%، أما للرجال بنسبة 22%، وفي فلسطين تتعرض 21% من النساء للتحرش و19% من الرجال للتحرش، أما في الأردن تتعرض 55% من النساء للتحرش الجنسي و11% من الرجال، بينما وصلت النسبة في السودان بتعرض 50% من النساء للتحرش و27% من الرجال.
وبالنظر للإحصائيات الخاصة بمركز حماية المجتمع التابع للمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، فإن نسبة 9% من الرجال تعرضوا للتحرش من قبل النساء، ومن بينهم نسبة 4% من الرجال اضطروا لإقامة علاقات جنسية خارج إطار الزواج، بسبب ضغط خارجي من قبل سيدات من الممكن أن يكونوا مديرات أو مالكات شركات أو على نفس النهج.
تجريم التحرش
في البداية يقول عبد العزيز النجار، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، إن التحرش الجنسي حرام شرعًا وكبيرة من الكبائر، ولا يصدر إلا من النفوس المريضة وأصحاب الأهواء الدنيئة التي تتحكم فيها رغباتهم وشهواتهم، وتوجههم إلى الدنس بطرق بهائمية.
وأضاف "النجار": قضية تحرش الفتيات بالرجال ليست مستحدثة أو جديدة في عصر العولمة والتطور التكنولوجي وزيادة الاختلاط بين الطرفين، ولكن منذ بداية الخليقة، وأبرزهم قضية امرأة العزيز مع سيدنا يوسف، فقد قال الله سبحانه وتعالى: {امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا}، ولكن العوامل السابقة ساعدت على ظهورها وانتشارها.
واستكمل قائلا: لا بد من التصدي لها من خلال المنابر ووسائل الإعلام والاهتمام بالتعلم والتثقيف، وتوجيه الشباب لكيفية التعامل مع مثل هذه الجرائم.
وتابع: الشرع الشريف عظم من انتهاك الحرمات والأعراض، وقبح ذلك ونفّر منه، وتوعد فأعلى ذلك بالعقاب الشديد في الدنيا والآخرة، فالنبى صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيَّ».
وأوضح أن التحرش الجنسى ممكن أن يكون بلفظ من الألفاظ غير المرغوب بها، وكذلك الأفعال ذات الطابع الجنسى وخاصة التى تنتهك خصوصية أو مشاعر أو جسد الرجل، وتجعله يشعر بعدم الارتياح أو التهديد أو عدم الأمان أو الترويع أو الإهانة أو الإساءة.
القانون المصري
من ناحية أخرى، يوضح رفعت عبد الحميد خبير العلوم الجنائية والأمنية، أن العقوبات الجنائية شخصية بحتة لا تفرق بين الرجال والنساء وقواعد عامة مجردة والعبرة بالأفعال الجنائية فقط وليس بنوع المتهم أو المتهمة، فالمشرع الجنائى لم يفرق، بل حدد لفظين هما الجاني والمجني عليه فقط مجردين، بدليل أن المشرع الجنائي لا فرق في الإعدام شنقا مثلا وبين الرجل والأنثى.
وأضاف عبد الحميد: الجريمة شخصية بحتة والعقوبة شخصية محددة واضحة للعامة بقانون منشورا بالجريدة الرسمية ولا يعتد بالجهل بالقانون.
واستكمل قائلا: التحرش المادي أو المعنوي جنحة اعتداء على النفس عمدية لا تسقط بالتقادم، وقد تم تغليظ عقوبته حاليا من عام إلى ثلاث أعوام.
وفي نفس السياق يقول شادي طلعت، مدير اتحاد المحامين: عقوبة التحرش في القانون المصري، تخضع لمواد قانون معاقبة "هتك العرض"، والعقوبة هنا تبدأ من ستة أشهر وقد تصل إلى الحكم بالسجن المؤبد، فى حال توافر ركني التهديد، وكان عمر المجني عليه أقل من 18 عاما.
واستكمل قائلا: في حال كان الجاني مقربا إلى المجني عليه، مثل أن تربطه به صلة قرابة أو عمل كأن يكون الجاني موظفا لدى المجني عليه أو العكس، أو تربطه به أي صلة أخرى تجعله مقربًا منه، فإن العقوبة هنا لا تقل عن سبع سنوات، وقد تصل إلى الأشغال الشاقة المؤبدة أو الإعدام، إذا ما صاحب الواقعة ركني التهديد وكان المجني عليه دون 16 عامًا.
وأضاف: فإذا ما كان المجنى عليه دون سن 16 عاما وكان قد ارتضى بوقوع الفعل عليه، فهذا لا يمنع من تطبيق العقوبة، ويصحب توقيع العقوبة الغرامة، ومن ثَم التعويض المدنى فيما بعد.
وأوضح: قانون العقوبات المصرى لم يفرق فى نوع العقاب بسبب جنس المجنى عليه، سواء كان رجل أو امرأة، فالأصل أن يقع العقاب على كل من هتك عرض (إنسان) من دون تحديد نوعه ذكر أو أنثى، وإن كانت بعض التشريعات المكملة قد خصت الأنثى من دون الذكر.
ومن هنا نستخلص أن التحرش قد يقع أيضًا من جانى (أنثى) ضد مجنى عليه (ذكر)، دون السن القانونية 16 عاما، فلم يحدد القانون نوع الجانى، بل أشار بقوله يعاقب: (كل من) من دون ذكر نوع الجانى.
الأسباب النفسية
بدوره، يقول أحمد الباسوسي استشاري الطب النفسي، أن التطور الثقافي الحضاري في المجتمع والتقارب الواضح فى الحدود بين الجنسين الذكور والإناث، جعل الإناث أكثر جرأة فى الكشف عن مشاعرها ورغبتها والتخلى عن القيم التقليدية التى كانت سائدة فى الماضى، وارتفع مستوى سقف الحرية لديهن وتراجعت قيمة الحياء لمستويات متدنية مقارنة بالماضى.
المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي كشفت لنا وجود حالات ربما تمثل ظاهرة تتعلق بتحرش الإناث بالذكور ونيل رغباتهن الجسدية مثلما يفعل الذكور وفق ما أكده "الباسوسي"، وأشار إلى أن تحرش الإناث بالذكور اختلف ما بين احتكاك جسدى دون رغبة أو إرادة الطرف الآخر فى صورة تلامس أو اقتراب أكثر من اللازم من منطقة الحيز الشخصي الآخر بدرجة تسبب له الضيق والغضب، والتحرش بنظرة العين بأن يركز المتحرش نظرة على الشخص الآخر ومتابعته ببصره مصحوبا بمشاعر تتعلق بالغضب أو الحقد أو السخرية، كما أن هناك التحرش اللفظي الذى يتعلق بتوجيه ألفاظ مباشرة وغير مباشرة من الشخص المتحرش تجاه الشخص المتحرش به وتتسبب هذه الألفاظ فى مضايقته وجرحه وإهانته.
واستطرد قائلا: هذه الأنواع من التحرش ذائعة الشيوع فى المجتمعات التي يغلب عليها التوتر والاضطراب الاجتماعى وتشيع فيها الروح الفردية والمنافسة والتصارع لأسباب اقتصادية وغياب الروح الجماعية لدى أفراد هذه المجتمعات.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد، أخبارالمحافظات، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.