رئيس التحرير
عصام كامل

العفو عن مرسى!


أمر مفهوم أن يطلب الإخوان وأصدقاؤهم العفو عن الرئيس السابق د.محمد مرسي، وإسقاط كل الاتهامات الموجهة إليه أو المحتمل أيضا توجيهها إليه مستقبلًا.. لكن ليس من المفهوم أبدا أن يطالب أحد غير الإخوان في قامة وموقع د.البرادعى بذلك مثلما جاء في حديثه لصحيفة الواشنطن بوست!


ربما كان مقبولًا شعبيًا ذلك قبل يوم ٣ يوليو، وهو اليوم الذي تم فيه عزل الرئيس السابق.. بل إن ذلك كان معروضًا عليه بالفعل من قبل قيادة الجيش مقابل أن يتنحى عن الحكم بنفسه، إلا أنه رفض ذلك وأصر على البقاء في منصبه، بل حتى رفض مجرد طرح الثقة مجددًا فيه على الشعب من خلال استفتاء حول الانتخابات الرئاسية المبكرة.

لكن الآن ليس مقبولًا شعبيًا أن يحدث ذلك الآن على الأقل، وبعد أن انخرط الإخوان في ممارسة عنف واسع ضد الجيش والشعب، وفى ظل التهديدات التي لم يتوقف عن توجيهها قادتهم طوال الوقت منذ أن عزل رئيسهم، بل وفي ظل استعداد الأمريكان لغزو البلاد لإعادة مرسي إلى الحكم مجددًا!

وإذا كان هناك بيننا - مثل الدكتور البرادعى - من يرى في الزعيم الجنوب أفريقى نيلسون مانديلا أسوة حسنة حينما سعى لمصالحة شاملة في بلاده.. فلماذا لم يحدث ذلك حينما تنحى مبارك.. على الأقل مبارك قبل أن يتنحى ويترك الحكم بنفسه ولم يعلن حربًا على شعبه وجيشه مثلما يفعل الإخون الآن.

ثم أين هي العدالة الانتقالية وأين هو القانون الذي صدعنا بالحديث عنه هؤلاء المطالبين بالعفو عن الرئيس السابق؟ إن من يتورط بمثل هذا الطلب ولو كان في حكمة د.البرادعى لن يظفر بعفو الشعب المصرى.. وأظن.. وليس كل الظن إثمًا.. أن الحرض على إرضاء الشعب المصرى أهم من إرضاء أمريكا.

الجريدة الرسمية