صفقات إنعاش الاقتصاد.. تفاصيل اللمسات الأخيرة لإنهاء عدد من الطروحات الحكومية والإعلان عنها في أقرب وقت.. خبراء: سلاح الدولة للقضاء على التضخم فى أسرع وقت

على قدم وساق، تسعى الحكومة المصرية للتخارج من الأنشطة الاقتصادية وفقًا لاتفاقها مع صندوق النقد الدولى، وحسب مصادر تضع الدولة اللمسات الأخيرة على عدد من الصفقات لبيع حصص فى شركات تابعة لها ضمن برنامج الطروحات الحكومية، رغم التحديات الكبيرة التى تواجه الدولة فى التخارج من 32 شركة، لذلك هناك ترقب لقرب الإعلان عن تنفيذ هذه الصفقات مع مستثمرين مصريين وعرب.

ترى ستاندرد آند بورز، شركة الخدمات المالية الشهرية، أن تقدم مصر فى مبيعات الأصول كان دون المستوى منذ الإعلان عنه فى فبراير الماضى، مؤكدة أن التفعيل الحقيقى بدأ فى مايو بعد تنفيذ التخارج من صفقة شركة باكين للبويات وبيع 10% من الشركة المصرية للاتصالات، وسعى الحكومة لتحسين مناخ الاستثمار، واتباع سياسات صديقة للمستثمرين، لتسهيل تأسيس شركاتهم فى مصر، وتحسين مشاركة القطاع الخاص.

تملك مصر عددا من الصفقات الواعدة رغم كل العقبات، لهذا بتفاوض صندوق قطر السيادى على امتلاك حصة 25 إلى 30% من «فودافون مصر»، وهى عبارة عن جزء من الحصة المملوكة للمصرية للاتصالات عبر شركة «أوريدو»، وكذلك المفاوضات مع مستثمرين إماراتيين لبيع 49% من الشركة المصرية للحفر قبل نهاية الربع الثالث من 2023، وطرح شركة طاقة عربية لأسهمها بشكل مؤقت تمهيدًا لإدراجها بشكل دائم خلال 6 أشهر، بجانب إحياء مفاوضات «أكتيس» و«إدرا القابضة» للاستحواذ على 3 محطات للكهرباء التى بنتها شركة سيمنز فى صفقة قد تجمع وحدها مليارى دولار.

اللواء سمير فرج: الطروحات الجديدة معمول بها بكافة دول العالم

يقول اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجى، إن الطروحات الجديدة معمول بها بكافة دول العالم، كما أنها تساعد على توفير السيولة الدولارية، ولها أبعاد اقتصادية وفوائد عديدة منها إنعاش البورصة المصرية التى تضررت بشدة من خروج الأموال الساخنة خلال الفترة الماضية بسبب زيادة حدة الحرب والصراعات الأوكرانية الروسية وعدم وضوح الرؤية فى الاستثمارات غير المباشرة.

وأشار فرج لـ«فيتو» إلى أهمية ضخ استثمارات حقيقية فى سوق الأوراق المالية، خاصة أن السوق المصرى لديه قدرة على استقبال تلك الطروحات الجديدة، مشيرا إلى وجود العديد من شركات القوات المسلحة التى سيتم طرحها أيضًا، لكن لا بد من الترويج والتسويق الجيد لتلك الطروحات حتى ينعكس ذلك على أداء وقوة الشركات المطروحة وخلق فرص وعوائد استثمارية جديدة مما تنعكس على أداء البورصة المصرية بشكل كامل خلال الفترة المستقبلية وحتى تستطيع مواجهة التحديات والأزمات، وتحقيق مكاسب وجذب مزيد من الاستثمارات لديها.

من ناحيته، يرى محمد جاب الله خبير أسواق المال أن أحد اشتراطات صندوق النقد الدولى تمكين القطاع الخاص والتخلص التدريجى من الأصول المملوكة للدولة والتى تعتبر عبئا عليها، موضحا أن الحكومة تلجأ إلى البيع الممنهج لهذه الأصول تدريجيًا، ولن يكون عبر الطرح بالبورصة كما حدث سابقا كما أن البيع سيكون عبارة عن حصص لمستثمر استراتيجى مباشرة، وهذا هو النهج الآن فيما تم بيعة خلال الفترة السابقة، وما سيتم فى الفترة المقبلة للسرعة فى عملية الطرح والبيع.

وأضاف جاب الله: انتعاش البورصة أمر يتوقف على سياسة التسعير والطرح بسعر أعلى من السعر السوقى، والعكس صحيح سواء بالنسبة للشركات المطروح منها حصة بالفعل فى البورصة أو بالنسبة للقطاعات التى تنتمى لها الشركات المباعة حديثا.

وفى ذات السياق قالت جيهان يعقوب، خبيرة أسواق المال، إن الحديث طال عن الطروحات الحكومية بالبورصة المصرية بشكل عام، موضحة أن تلك الطروحات مؤشر جيد على دخول استثمارات مباشرة، سواء بالعملة المحلية أو الأجنبية.

وأضافت: فى وقتنا الحاضر، ومع ما يمر به الاقتصاد المصرى من أزمات طاحنة سببها شح السيولة، أصبحت الطروحات الحكومية ضرورة ملحة لسد الفجوة الدولارية بالتوازى مع زيادة إيرادات الدولة من المصادر السيادية الأخرى.

وأكدت يعقوب فى تصريح لـ"فيتو" أن التخارج التدريجى وإفساح المجال للقطاع الخاص إشارة على مناخ استثماري صحى خاصة مع عدالة المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، لافتة إلى أن الاستثمار المباشر دائمًا ما يبحث عن بيئة ثنائية الأبعاد أولها الأمن والاستقرار فى النواحى السياسية والأمنية بالتوازى مع الاستقرار فى البنية الاقتصادية واستقرار سعر العملة المحلية وثبات القوانين والتشريعات، والتطوير الشامل لأجهزة الدولة بما يتماشى مع قواعد المنافسة الاستثمارية بالدول المجاورة، حتى تصبح البيئة المصرية جاذبة للاستثمارات بصفة مستمرة ولأجيال قادمة.

فى نفس السياق، يرى السيد خضر الخبير الاقتصادى، أن الطروحات الجديدة سيكون لها دور كبير فى دعم أداء البورصة المصرية التى تحتاج إلى ضخ مزيد من الطروحات الحكومية الجديدة لزيادة كفاءة الشركات وتحسين أعمالها وزيادة حركة السيولة المتداولة.

وأضاف خضر، أن هناك شح فى السيولة بحركة التعاملات اليومية، ما أدى إلى تخارج الأجانب تدريجيا، لافتا إلى وجود مساع لتحسين أداء البورصة المصرية وزيادة الإقبال على الاستثمار بها، سواء عن طريق تفعيل برامج طروحات الشركات الجديدة أو الصندوق السيادي، بجانب إنشاء وحدة داخل مجلس الوزراء، مَعنية بمختلف الإجراءات الخاصة بملف الطروحات، والعمل على تيسير تنفيذها بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية العاملة بهذا الملف الحيوى.

رشاد عبده: المستثمرون يلجأون إلى الاستثمارات الآمنة

من جهته، يقول الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادى، رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن برنامج الطروحات الحكومية يواجه العديد من التحديات خلال الفترة الحالية التى تحول دون الوصول إلى المستهدفات القادمة للبرنامج.

وأضاف عبده فى تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن التحديات التى تواجه برنامج الطروحات تتمثل فى فقد الثقة بين المواطنين والمستثمرين، بالإضافة إلى عدم وجود أي أموال كافية تساعد المستثمر فى المجازفة بالشراء من خلال البرنامج، بجانب اعتماد رجال الأعمال أصحاب الثروات الكبيرة على الاستثمار فى الخارج، لأنه يعود عليهم بمكاسب كبيرة مقارنة بالسوق المحلى.

وأضاف «عبده» أن هناك وسيلة واحدة يمكن من خلالها جذب المستثمرين، تتمثل فى وجود طرح مغرٍ تتمثل فى خفض قيمة السهم بدرجة تجعلهم يرغبون فى شرائها كوسيلة للحصول على أكبر عائد من خلالها، فى ظل توفر بدائل أفضل للراغبين فى الاستثمار، والتى تتمثل فى الدولار والذهب، موضحا أن التضخم والارتفاعات المستمرة جعلت الكثيرين يرغبون فى الاستثمار داخل الأوعية الآمنة، التى لا تتأثر بمعدلات التضخم فى البلاد.

وتابع: لو المشروع سيعود على المستثمر بعائد 20%، والتضخم يرتفع بنسبة 35%، ستكون هناك احتمالية خسارة بنسبة 15% يتكبدها المستثمر، مما يجعل الكثيرين يلجأون إلى الابتعاد عن الطروحات والمشروعات التى لا تعود عليه بعائد مناسب، متأثرة بمعدلات التضخم المرتفع.

وعن دور الدولة فى معالجة الأزمات، أكد الدكتور رشاد عبده، أن الدولة تلجأ للحلول السهلة والبسيطة لمواجهة لأى أزمة، ولا تقترب من الحلول الصعبة للقضاء عليها نهائيا، موضحا أن هناك مقارنات بين الاقتصاد المصرى والاقتصادات الأفريقية المدنية، ولكن فى حالة وجود رؤية من الدولة للنهوض يجب مقارنتها بالاقتصادات الأكبر منها لمحاولة الوصول إليها وتجاوزها.

أبو بكر الديب: 10 فوائد و5 تحديات أمام طرح الشركات الحكومية فى البورصة

ومن جانبه قال أبوبكر الديب، الخبير الاقتصادى، إن طرح 32 شركة فى البورصة المصرية، له 10 فوائد و5 تحديات، ومن أهم المكاسب مكافحة الفساد وتعزيز رأس مال البنوك وجذب المستثمرين إلى البورصة، وإعطاء سيولة للبنوك والشركات، وجذب شرائح جديدة من المؤسسات إلى سوق المال.

وعن التحديات، يؤكد الديب أنها تتلخص فى شح السيولة وضعف التداول بالبورصة واختلاف سعر الصرف والحرب الروسية الأوكرانية وأكثر من 14 ألف عقوبة أمريكية أوروبية على روسيا التى أضرت بحركة الاستثمارات العالمية، بجانب بعض التشريعات والقوانين القديمة والروتين والبيروقراطية.

وأوضح الديب فى تصريح خاص لـ"فيتو" أن عملية طرح شركات وبنوك حكومية فى البورصة، أمر مطبق فى أغلب بورصات العالم لزيادة رأس المال ومساعدة البنوك فى التوسعات التى تحتاج إلى تمويل، مشيرًا إلى أن الطرح سيعمل على تفعيل آلية الرقابة، وتوفير عملات أجنبية، إضافة إلى زيادة ثقة المؤسسات الاستثمارية الخارجية، بشرط التسويق الجيد كما حدث فى طرح المصرية للاتصالات قبل ذلك، والذى جذب حوالى مليون مستثمر إلى البورصة قبل عدة سنوات.

وأضاف أبو بكر الديب، أن الطروحات الحكومية ستحقق أيضًا مكاسب، حيث تجلب انتعاشا كبيرا لسوق المال، وتحقق مكاسب تتجاوز 100 مليار جنيه، ما يقفز بمؤشر EGX 30 إلى مستوى 20000 نقطة.

هانى أبو الفتوح: تساعد فى سداد الديون ولن تؤثر على الاقتصاد

وفى نفس السياق، يرى هانى أبو الفتوح الخبير الاقتصادى، أن أهم تحديات برنامج الطروحات الحكومية الالتزام بإطار زمنى محدد لتنفيذ الطروحات، بما يحقق أفضل النتائج للحكومة، بجانب الالتزام أيضًا بأسس التقييم وجذب المستثمرين المحتملين وتحديدًا الاستراتيجيين منهم والقادرين على إدارة الأصول التى يتم بيعها بطريقة اقتصادية.

وأشار إلى انعقاد الأمل على مؤسسة التمويل الدولية، التى لديها خبرة فى بيع الأصول بالعديد من الدول، والتى ستكون إضافة جيدة لتسريع وتيرة برنامج طرح الأصول والخروج بأفضل نتائج ممكنة لصالح الخزانة العامة المصرية.

واختتم أبو الفتوح مؤكدا أن الطروحات الحكومية تأتي لسداد الديون فى المواعيد المحددة، ولن يتسبب فى زيادة قوة الاقتصاد، إذ إن تحقيق الطروحات بجانب تنفيذ الشروط المتفق عليها مع صندوق النقد الدولى من الممكن أن تسهل حصول مصر على الشريحة الثانية، على حد قوله.

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)،  تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم،  أسعار الدولار،  أسعار اليورو،  أسعار العملات،  أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد،  أخبارالمحافظات،  أخبارالسياسة، أخبارالحوادث،  ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي،  الدوري الإيطالي،  الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا،  دوري أبطال أفريقيا،  دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.