رئيس التحرير
عصام كامل

مخاوف من أزمة مجاعة عالمية بعد إنهاء تفعيل اتفاق الحبوب، الغذاء العالمي يدخل النفق المظلم، ومنارة الأمل لـ 400 مليون شخص تواجه المجهول

اتفاقية الحبوب، فيتو
اتفاقية الحبوب، فيتو

بعد مرور عام من وساطة الأمم المتحدة  وتركيا، لتفعيل اتفاق الحبوب، والتي بدأت في شهر يوليو 2022، التي تسمح بتصدير الحبوب بشكل آمن للحبوب من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، في محاولة منها لتخفيف أزمة الغذاء العالمية التي تعاني منها العديد من دول العالم منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.

 

إنهاء روسيا اتفاق الحبوب على البحر الأسود

وتسبب الحصار الروسي للموانئ الأوكرانية في شهر فبراير 2022، في ارتفاع أسعار الحبوب عالميا بنسب قياسية، وهذا لأن الدولتين هما من بين أكبر مصدري الحبوب عالميا، وبعد مرور 5 أشهر على الحرب وبالتحديد مع توقيع الاتفاقية في يوليو الماضي، تمكنت أوكرانيا من تصدير 33 مليون طن من القمح والذرة وعدد من الأنواع الأخرى للحبوب.

اتفاقية الحبوب، فيتو

ومع إعلان روسيا أمس الإثنين بانتهاء اتفاقية الحبوب من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، نتيجة عن تلبية مطالبها بتحسين صادراتها من الحبوب والأسمدة، تصدرت نظرة سلبية تشير إلى أن غذاء العالم يواجه المجهول بالبحر الأسود خلال الفترة المقبلة، مما تهدد أكثر من 400 مليون شخص في العالم يعتمدون على الحبوب الأوكرانية، وفقا لآخر أرقام برنامج الغذاء العالمي.

 

وساطة الأمم المتحدة وتركيا لضمان استمرار الصفقة

تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استعداد للوساطة مرة أخرى لضمان استمرار اتفاق الحبوب على البحر الأسود، موضحا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لديه رغبة في استمرار الصفقة، مشيرا إلى أنه سوف يتناقش معه شخصيا خلال اللقاء المرتقب بينهما في شهر أغسطس المقبل.

وفي نفس السياق، كشف مصادر أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بذل محاولة أخيرة يوم الثلاثاء الماضي، لمحاولة إقناع الرئيس الروسي حتى يوافق على تمديد الإتفاقية لعدة أشهر أخرى، في مقابل ربط الاتحاد الأوروبي شركة تابعة للبنك الزراعي الروسي بنظام سويفت للمساعدة في إتمام صفقات للحبوب والأسمدة.

صادرات الحبوب العالمية، فيتو

 أكثر المتضررين من إنهاء اتفاقية الحبوب

وتعتبر الدول الفقيرة، من أكثر المتضررين بعد إنهاء اتفاقية الحبوب، وهذا لأنه تم شحن حوالي 64% من القمح إلى البلدان النامية منذ تطبيق الاتفاقية في يوليو الماضي، بينما تم تصدير الذرة بشكل متساوٍ بين البلدان المتقدمة والنامية، مما يجعل هذه الدول تواجه شبح المجاعة خلال الفترة المقبلة في حالة عدم وجود أي بدائل أخرى.

 

طريقة عمل اتفاقية الحبوب

تعمل اتفاقية الحبوب على التصدير الآمن للحبوب الأوكرانية من الموانئ المطلة على البحر الأسود، والتي تتمثل في موانيء كل من أوديسا وتشورنومورسك وبيفديني الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، وهذا بالإضافة إلى ضرورة السماح للسفن الخاصة بالشحن عبر ممر بحري إنساني متفق عليه متجها نحو العاصمة التركية إسطنبول، ليتم من خلالها القيام بعمليات الفحص للسفن في طريقها من وإلى الموانئ الأوكرانية، عبر مجموعة من المفتشين الروس والأتراك والاوكرانيين التابعين للأمم المتحدة.

تصدير الحبوب، فيتو

ويعمل فريقان من فرق العمل التابعة للأمم المتحدة على ضمان شحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، لكنهما لا يعملان على تسهيل تصدير المنتجات الغذائية والأسمدة الروسية.

 

شركات التأمين تراجع تغطيتها

وتسعى العديد من شركات التأمين العالمية، لمراجعة ما إذا كانت ستوقف التغطيات التأمينية للسفن التي ترغب في الإبحار إلى أوكرانيا خلال الفترة المقبلة، بعد إعلان روسيا أمس الإثنين، أنها سوف تعلق مشاركتها في إتفاقية الحبوب على البحر الأسود، بحسب وكالة رويترز للأنباء.

 

أهداف اتفاقية الحبوب على البحر الأسود

وتتمثل أهداف اتفاقية الحبوب على البحر الأسود، في التخفيف من أزمة الغذاء العالمية، عن طريق السماح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية والذي كان قد توقف بسبب الصراع الروسي الأوكراني الذي بدأ في شهر فبراير 2023، والتي أثرت على أغلب دول العالم المستوردة للحبوب الروسية والأوكرانية.

 

كما تمثل الاتفاقية أهمية بسبب موقع دولة أوكرانيا في سوق الحبوب العالمي، وهذا لأنها تعتبر واحدة من أكبر مصدري الحبوب في العالم، ويستفيد منها أكثر من 400 مليون نسمة في الدول التي تعتمد على الحبوب الأوكرانية، ومع بداية الحرب الروسية في فبراير 2022 عبرت الكثير من الدول عن مخاوفها بسبب المجاعة في البلدان النامية والفقيرة.

الحبوب العالمية، فيتو

ومن المعروف أن أسعار الغذاء العالمية شهدت قبل الحرب الروسية الأوكرانية ارتفاعا ملحوظا بسبب انتشار جائحة كورونا، وأزمة سلاسل التوريد، ومع بداية الحرب تفاقمت الأزمة نتيجة حصار الموانئ الأوكرانية ومنع تصدير الحبوب للدول، وتسبب هذا الأمر في تعرض ملايين الأطنان من الحبوب للتعفن، وأصبحت بمثابة تهديد للأمن الغذائي العالمي.

 

وقال كبير مسؤولي العمليات في مجموعة الشحن الدنماركية (نوردن) كريستيان فينثر كريستنسن، في تصريحات لرويترز: "بسبب انهيار اتفاق ممر البحر الأسود، سيحجم معظم مالكي السفن الآن عن طلب الدخول للموانئ الأوكرانية".

 

تأثير إنهاء اتفاقية الحبوب على سفن الشحن

ويشير إصرار روسيا على إنهاء اتفاقية الحبوب، إلى تصدر حالة من الغموض في العديد من دول العالم، مما يساهم في زيادة عمليات التأمين الخاصة بالسفن المتخصصة في الشحن، وينتج عنه توقف شركات الشحن العالمية عن نقل الحبوب في منطقة الحرب إذا لم تحصل على موافقة روسية، مما يجعل الخيارات البديلة للبحر أكثر صعوبة في تصدير الحبوب الأوكرانية لدول العالم.

 

أهمية البحر الأسود للسوق العالمي

يتواجد البحر الأسود في مفترق عدة طرق بين أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، وهذا ما يجعله في موقع استراتيجي هام في جنوب شرق أوروبا مما يسمح له بأن يكون منطقة تلاقي المصالح البحرية والقارية والجيواستراتيجية والاقتصادية، مما يجعله يمثل الفرصة الوحيدة أمام أوكرانيا لتصدير الحبوب إلى أوروبا تمهيدا لتصديرها إلى الدول الأخرى، من خلال استخدام مضيقي الدردنيل والبوسفور التركيين.

الحبوب الروسية، فيتو

الدول الأكثر تضررا من إنهاء اتفاق الحبوب

وتعتمد أكثر من 50 دولة حول العالم على أوكرانيا وروسيا في الحصول على إمداداتها من الحبوب سنويا، والتي تصل نسبة الإمدادات من القمح فقط إلى أكثر من 30%، مما يجعلها تتأثر سلبا بعد إنهاء اتفاقية الحبوب.

وكشفت الأرقام المنشورة على موقع الأمم المتحدة، أن مصر تأتي في مقدمة دول الشرق الأوسط التي تعتمد على استيراد الحبوب من روسيا وأوكرانيا، بما يساوي 23 مليار دولار في الفترة بين عامي 2016 و2020، وتليها السعودية بمبلغ 17 مليار دولار في الفترة نفسها، وبعدها تركيا بحوالي 12.5 مليار دولار، ثم المغرب بمبلغ 8.7 مليار دولار، والإمارات بـ6.1 مليار دولار، والجزائر بمبلغ 5.5 مليار دولار في الفترة بين عامي  2016 و2017، ثم تونس والسودان والأردن واليمن وليبيا وفلسطين والكويت وقطر وعمان.

وتعتبر منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق تضررا من إنهاء اتفاقية الحبوب، حيث أن العديد من دول المنطقة مدرجة ضمن البلدان الأكثر اعتمادا على السلع الغذائية الزراعية من أوكرانيا وروسيا، مثل تركيا ومصر والسودان وتونس والمغرب والسعودية.

 

وتشير تقارير أخرى إلى أن دولا مثل لبنان واليمن والأردن معرضة للخطر بشكل خاص، كما تسلط التقارير الضوء على أن الخطر يصل في بعض الحالات إلى مرحلة التهديدات الوجودية بالنسبة لبعض الدول، وعلى رأسها مصر، وفق تقرير لمعهد الشرق الأوسط للدراسات، صدر في يونيو 2022، بحسب موقع الحرة.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية