رئيس التحرير
عصام كامل

كواليس رابعة : الفن الممنوع


مع مغيب لشمسٍ هو الغروب الأكثر إبداعاً وجمالاً في تاريخ مصر قاطبة, فى جمعة ستة وعشرين يوليو, حيث تماهت أجراس الكنائس مع أذان المغرب على امتداد أرض مصر؛ تبدل وجه مصر وارتدت قناع طالبان !


وانهالت على الجانب الآخر احتجاجات الغرب ومن معه .. الكونجرس يبدأ في فرض قيود على المساعدات العسكرية المقدمة لمصر، بعد أن وافق مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون "الإنفاق الدفاعي".. الاتحاد الأوربي يندد ويطالب بعقوبات دولية ؟ سقطات اعلامية مدوية من شبكات عملاقة مثل " سي إن إن " "وفرانس 24" "وعلى رأسهم الجزيرة بقنواتها العربية والانجليزية ؛ متمثلا في توافق فاضح في الكذب والتضليل .

وفي خضم كل ذلك تكشف الوقائع عن تمويل قطري.. مرتزقة من فلسطين.. أسلحة ثقيلة من غزة وليبيا.... شبكة اتصالات إسرائيلية..!

مؤامرة " كونية " على شعب لم يتدخل يوماً في مصير أمة أخري .. واتفاق لا يعقل على تدمير شعب بواسطة فصيل خائن يتدثر بأسلحة ثقيلة ويصرخ وينادي بالسلمية .. معارك دامية على الحدود وضغط وابتزاز علني فج بوقف المعارك في دقائق معدودة؟ وتفجير لماسورة غاز في قلب القاهرة , وبناء الأسوار والدشم على مفترق الطرق.

وعلى مدى أيام معدودات كشفت الجماعة عن وجهها القبيح حيث ساقت القرابين إلى حتفهم اليوم تلو الآخر ..وهدد قادتهم بصوت علني من فوق المنصة كل من تسول له نفسه حتى (بالحديث) عن خروج من مسرح الكذب .

اليوم يكتب روبرت فيسك مسانداً الجماعة رغم تذييله لمقاله بمعلومة عن مرافقه من الإخوان والذي حمل الكلاشينكوف في الوقت الذي يتشدقون فيه عن السلمية .

كان مثيرا للدهشة أن يدعو الإخوان إلى الجهاد ضد أبناء الوطن لا الإسرائيليين الذين صدعونا بشعاراتهم السابقة (ع القدس رايحين) ..وبناء عليه امتلأت المحروسة بعناصر حماس وطالبان ومرتزقة سوريا والعراق وألبانيا في سابقة خطيرة لم تحدث في تاريخ مصر.

منصة رابعة ستظل وصمة عار في جبين الجماعة.. وكواليسها لم تزل تحشد الجموع بنداء الدولة الإسلامية الوهمي ..فلا توجد دولة بهذه المعايير على مدى التاريخ الإسلامي ..أما الوهم الذي باعوه في باكستان وأفغانستان والصومال والسودان فليس خافياً على أحد الفاتورة الباهظة التي تدفعها شعوب هذه الدول التي سقطت في بحور الفقر والدماء ..فعن أي مشروع يتحدثون؟
في خضم هذا الجنون وفن اللامعقول الذي تبثه منصة رابعة يومياً ..وتبثه كل قنوات الغرب المتواطئة – رغم اضطرار بعضها لتقديم الاعتذار- مازلت أراهن على الطوفان المصري فما زالت أمواجه وتوابعه تتوالي على شواطئ الأمل .

الجريدة الرسمية