خبير موارد مائية يحدد أسباب الحذر الشديد من تصريحات إثيوبيا بشأن سد النهضة

سد النهضة، كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، عن مخاوفه من تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا عن سد النهضة، وخاصة بعد إعلان آبي أحمد أن إثيوبيا "لا تنوى الإضرار بدول الحوض".

سد النهضة وتصريحات رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد

وعن سد النهضة وتصريحات رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، بعد عودته من قمة دول الجوار لبحث الأزمة السودانية التي عقدت في مصر، أكد الدكتور عباس شراقي أن هناك 10 أسباب تدعو للحذر الشديد من تصريحات آبي أحمد حول أزمة سد النهضة.
وقال الدكتور عباس شراقي عن التصريحات الإثيوبية، بشأن سد النهضة، بين التجمل والحقيقة: "شهدت الأيام الماضية زخمًا إعلاميًا كبيرًا منذ زيارة رئيس وزراء إثيوبيا إلى مصر الأربعاء 12 يوليو 2023 لحضور قمة دول الجوار لبحث الأزمة السودانية، وبعد لقاء ثتائى بين مصر وإثيوبيا صدر بيان مشترك بعودة مفاوضات سد النهضة والوصول إلى اتفاق خلال أربعة أشهر، وتلتزم إثيوبيا بعدم إلحاق ضرر ذى شأن بمصر والسودان، بما يوفر الاحتياجات المائية لهما."

وعن تصريحات آبي أحمد الأخيرة قال عباس شراقي: "ثم بيان رئيس الوزراء الاثيوبى بعد عودته إلى أديس أبابا السبت 15 يوليو 2023 تحت عنوان إثيوبيا تحفظ الأمانة والوفاء بالعهود، ولا تنوى الإضرار بدول الحوض، وأشاد ومدح فى الأخلاق والأمانة والعدل فى إثيوبيا، وأن سد النهضة له فوائد كبيرة للجميع وأنه أفضل ضمان للجميع فى حالة الجفاف."

التصريحات الإثيوبية الناعمة غير واقعية

وعن التصريحات الإثيوبية قال شراقي: "التصريحات الاثيوبية ناعمة ودبلوماسية، وقابلها البعض بالرفض والآخر بالترحيب مع الحذر الشديد لأنها غير واقعية حيث أن إثيوبيا لم تبد أى مرونة طوال الاثنى عشر عاما الماضية، وتغيبت عن توقيع صيغة اتفاق واشنطن فى 29 فبراير 2020 بينا وقعته مصر بالأحرف الأولى. التصريحات الاثيوبية تتجمل ونتمنى أن تصبح حقيقة"
وعن الحذر من تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا قال شراقي: "وهناك أسباب عديدة للحذر الشديد عند قبول تلك التصريحات للأسباب التالية: 1- اتفقنا من قبل على عمل مجموعة دراسات من خلال المكتب الفرنسى لمدة عام ولم يتم أى منها حتى الآن. 2- اتفقنا على التوقيع فى واشنطن وتغيبت إثيوبيا فى اللحظة الأخيرة."

أضرار سد النهضة على السودان ومصر

 وتابع قائلًا: "3- كيف تلتزم إثيوبيا بعدم إلحاق أى ضرر وهى التى اتخذت 6 قرارات أحادية فى 4 تخزينات وتشغيل توربينين، وتخزين 17 مليار م3، وفى طريقها لحجز 24 مليار م3 أخرى بإجمالى 41 مليار م3 والتى تشكل 74% من حصة مصر السنوية، وماحدث فى السودان فى ارتباك فى تشغيل السدود وخروج محطات مياه الشرب عن الخدمة فى التخزين الأول"

وأوضح خبير الموارد المائية "وفى مصر اتخاذ تدابير لحماية المواطن من إنشاء محطات لمعالجة مياه الصرف الزراعى، والصوب الزراعية وتحديد مساحة الأرز، وترشيد الاستهلاك وتطوير الرى الحقلى وحفر آلاف الآبار الجوفية وغيرها التى تكلفت مئات المليارات من الجنيهات."
وعن تعريف الضرر عند إثيوبيا أوضح شراقي: "4- الضرر ذى شأن غير متفق على تعريفه، اثيوبيا ترى أن تخزين 24 مليار م3 حاليا لا يشكل ضررًا على مصر، كما ذكرت ذلك على التخزينات الثلاثة الماضية بمقدار 17 مليار م3، بل أن امتلاء السد فيما بعد بحوالى 74 مليار م3 كانت فى طريقها إلى السد العالى ليس ضررًا أيضا."  وقال شراقي "5- التخزين الرابع بدأ 14 يوليو الجارى ومستمر حتى منتصف سبتمبر أى أنه يستغرق معظم الموسم إلا أسابيع قليلة."
أما توفير الاحتياجات المائية لمصر والسودان فقال عنها: "6- توفير الاحتياجات المائية لمصر والسودان للعام المائى 2023/2024 كلام غير واقعى لأن سد النهضة مغلق ولايمكن إمرار أكثر من بوابتى التصريف المفتوحتين منذ نهاية يونيو، وهما يصرفان أقل من 10% من الايراد اليومى فى شهر أغسطس."

وأضاف عباس شراقي: "7- التصريح بأن إثيوبيا لاتنوى الاضرار بجيرانها، التاريخ القديم والحديث يقول أن التوتر والصراع يسود ليس فقط مع دول الجوار بل فى الداخل الاثيوبى، حيث قتل وتشريد مئات الآلاف من الشعب الاثيوبى نفسه فى الحرب مع التيجراى 2020-2022، والصراعات العرقية مع الأورومو، والحروب المتعددة مع الصومال والسيطرة على إقليم أوجادين 1954، وبناء سد جينالى داوا وتخزين حوالى 3 مليار م3 عام 2019 على نهر جوبا الذى يعتمد عليه ملايين الصوماليين، وبناء سد جيبا 3 وتخزين 12 مليار م3 2016 على نهر أومو، وهو المصدر الرئيسى لبحيرة توركانا فى كينيا، والحرب مع اريتريا وعدم تسليم الأرض لها رغم حكم محكمة العدل الدولية في 2002 بأن بلدة بادمة تقع في الأراضي الإرترية وقرار لجنة الحدود الإرترية الإثيوبية بذلك بدء من 2015، ولا تزال إثيوبيا تحتلها، وأخيرًا الاعتداء على أراضي الفشقة السودانية."

إثيوبيا لم تف بالاتفاقيات مع مصر

وأشار عباس شراقي إلى أن "8- إثيوبيا ترى أن التخزين فى سد النهضة أفضل لمصر من التخزين فى السد العالى."
وعن الاتفاقات مع إثيوبيا قال: "9- إثيوبيا لم تف بالاتفاقيات السابقة مع مصر وعددها 6 وهى: 1891، 1902، 1906، 1925، 1993، 2015، وتنكرها على أنها تمت أيام الاستعمار رغم أن إثيوبيا لم تستعمر عدا سنوات قليلة فى الأربعينات ولم تعقد فيها أى اتفاقيات، وأن بموجبها تم ترسيم الحدود الاثيوبية السودانية."

ووصف شراقي سد النهضة بأنه "10- سد النهضة يمثل قنبلة مائية تهدد بفناء 50% من الشعب السودانى فى حالة الانهيار بعد المبالغة فى زيادة سعته من 11.1 مليار م3 فى التصميم الأصلى إلى 74 مليار م3، رغم المخاطر الهيدروجيولوجية فى المنطقة طبقًا لتقرير لجنة الخبراء الدولية 2013، أليس هذا تهديدًا للسودان ومصر؟" 
واختتم الدكتور عباس شراقي حديثه قائلًا: "رغم كل ذلك فإننا بعد صبر أكثر من 12 عاما، نرحب بموافقة إثيوبيا على الوصول إلى اتفاق ينظم قواعد الملء (الأول والمتعدد) والتشغيل خلال أربعة أشهر على أن تكون هناك إرادة سياسية حقيقية للوصول إلى حل لقضية سد النهضة ليكون أساسًا للعلاقات المائية فى المستقبل، والتعاون المشترك فى كافة المجالات خاصة الاقتصادية لمصلحة الشعبين."

خبير موارد مائية: الملء الرابع لسد النهضة يفوق كل التخزينات السابقة

خبير موارد مائية: القتال بين السودانيين يضر مفاوضات سد النهضة

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.