بعد منحه جائزة فاتن حمامة للتميز، أحمد عز حكاية ربع قرن من التطور
لم يكن إعلان إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن تكريم الفنان أحمد عز في الدورة الـ 45 من المهرجان مفاجأة للجمهور، حيث كان الأمر متوقعًا، خاصة وأن معظم أبطال الصف الأول في جيل أحمد عز تم تكريمهم في المهرجانات المصرية الكبيرة كالقاهرة والجونة.
ولم يأت الأمر من واقع أنه المتبقى الوحيد من جيله الذي لم يكرم لذلك فلابد من تكريمه، ولكن جاء التكريم بناء على أحقيته به، لما بناه من تاريخ كبير في السينما المصرية، في مشوار وصل إلى ربع قرن تقريبًا في عالم الفن المصري، كان منه جزء كبير في الدراما ومؤخرًا المسرح.
بدايات صعبة
أحمد عز واجه العديد من الصعوبات في بدايته الفنية، فالشاب الذي قد عدد من الأدوار الصغيرة جاءته الفرصة ليكون بطلا في السينما من خلال فيلم “مذكرات مراهقة” مع المخرجة إيناس الدغيدي، الفيلم الذي نال هجومًا شديدًا بسبب بعض المشاهد الجريئة في أحداثه.
لكن الأمر لم يؤثر على الفنان الشاب الذي كان أول أعماله بعدها هو بطولة مع الفنانة يسرا في مسلسل “ملك روحي”، ليستمر بعدها في عدد من الأعمال التي تصنف على أنها بطولة جماعية، حتى وصل إلى محطة أخرى من الهجوم في فيلم “الباحثات عن الحرية” عام 2005، وكانت هذه التجربة التي جعلت عز يتخلى تمامًا عن المشاركة في الأعمال الجريئة بعد الهجوم الشديد على العمل.
لمعان وبريق
وجاء عام 2006 ليدخل أحمد عز في تصنيف نجوم الصف الأول الشباب بعدما قدم أول بطولة مطلقة تعتمد على اسمه فقط، ولم يضع أحمد عز الفرصة وقام ببطولة واحد من أفضل أفلامه الفنية “الرهينة”، الذي أكد على موهبة الشاب وأنه يستحق فرص أكثر.
ليقدم بعدها “الشبح”، “مسجون ترانزيت”، “بدل فاقد” وهي أعمال ثبتت قدمه وأعلنته كمنافس قوي لأحمد السقا وكريم عبد العزيز، وأصبح الثلاثي هم كبار السوق بالمعنى الدارج، ثم قدم “365 يوم سعادة”، “حلم عزيز” ثم الفيلم الأهم في تلك المرحلة وهو “المصلحة” الذي جمع بينه وبين أحمد السقا وقدم فيه شخصية البدوي الشرير وأتقنها وأصبح ذلك العمل من أهم أعماله الفنية في تاريخه لما شهده من إبداع وتألق.
قبلة الحياة
كانت الأمور مع أحمد عز تسير بشكل جيد بعدما ركز في نوعية الأعمال التي تلائم الجمهور وتخلص من الأعمال التي تسبب هجوم كبير عليه، وأصبح أحد أهم نجوم جيله، وفجأة يجد أحمد عز نفسه في مشكلة جديدة بلا سابق إنذار، بعدما عادت الفنانة زينة من أمريكا وزعمت أنها أنجبت توأم من أحمد عز، وكان وقتها يعرض له فيلم “الحفلة” في السينمات فتأثر سلبيًا بما حدث.
الأمر تسبب في هزة عنيفة لأحمد عز الذي نفى الأمر وأكد أنه لم يتزوج زينة كما تدعي وأن هؤلاء الأطفال ليسوا أطفاله، وزاد الأمر صعوبة عليه بعدما واجه سيل جارف من الانتقادات بسبب هذا الأمر، ليجد عز نفسه في محط الانتقادات مرة أخرى.
وبعيدًا عما حدث بعد ذلك، فقد استطاع أحمد عز أن يعود ويثبت للجميع أن لديه شعبية كبيرة في لم تتأثر بهذا الأمر، ودخل أحمد عز رهان بفيلم جديد وهو “ولاد رزق” الذي كان فشله يعني إنتهاء أحمد عز، ولكن الفيلم حقق نجاحا كبيرا وجعل الجميع يعلم أن أحمد عز مازال متواجدا على الساحة كما هو ولم يتأثر بشيء، وكان نجاح الفيلم بمثابة قبلة الحياة بالنسبة له.
النضوج الفني
شهد عام 2017 تحولا جديدا في مسيرة أحمد عز، فقد بدأ عز في مرحلة النضوج الفني، ليست في اختياراته فقط ولكن في أدائه أيضًا، جزء كبير من النقاد كان يرون أن أحمد عز لا يجدد من نفسه، وأنه يبقى في المنطقة الأمنة طوال الوقت ولا يريد تغيير جلده، سواء من ناحية مضمون الأعمال أو الشخصيات التي يقدمها في تلك الأعمال والتي قد كون متشابهة حسب وجهة نظر بعضهم.
لم يترك أحمد عز الوقت يمر دون أن يثبت خطأهم، بدأ تلك المرحلة بفيلم “الخلية” الذي تخلى فيه عن شخصية الشاب ذو الملامح الهادئة والوسيم والتي كان يعتمدها في بعض أعماله السابقة، وظهر كضابط قوات خاصة يسعى خلف إرهابي تسبب في استشهاد صديقه وإصابته هو، كما تخلى كثيرًا عن الإفيهات التي كانت ملازمة لمعظم شخصياته السابقة.
وحقق فيلم “الخلية” نجاح كبير ثبت أقدام عز أكثر في أرض صلبة، ثم الجزء الثاني من فيلم “ولاد رزق” عام 2019، الذي حقق نجاح فاق التوقعات وأصبح الثالث في قائمة الأفلام الأعلى تحقيقًا للإيرادات في السينما المصرية، وفي نفس العام فيلم “الممر” الذي قدم فيه شخصية ضابط جيش جاد صارم متأثر نفسيًا بالهزيمة في النكسة، حيث أدى الدور ببراعة كبيرة، وهو هدف جديد أحرزه عز في مرمى من كانوا يتهمونه بأنه ذو وجه واحد ولا يغير جلده.
التجارب الأخيرة
وجاءت تجارب أحمد عز الأخيرة في السينما بمثابة الكريزة فوق التورتة، ففي عام 2021 عاد للسينما بفيلم “العارف” الذي اعتبره البعض أقل أفلام أحمد عز في السنوات الأخيرة، ولكنه بالرغم من ذلك حقق إيرادات كبيرة في السينما وصلت إلى 60 مليونا.
ثم قدم فيلم “الجريمة” بداية عام 2022، وهو من أفضل الأفلام التي قدمها أحمد عز في تاريخها الفني والتي تميز فيها بالأداء الفردي الرائع، فربما تكون القصة ليست مختلفة جدًا، ولكن أداء أحمد عز في هذا الفيلم كان مختلفًا ومتجدد، وكأنه يسعى لوضع شخصية جديدة في ألبوم شخصياته المختلفة التي قدمها في مسيرته، حتى أن البعض لم يتعرف عليه في بداية الفيلم بسبب تغيير نبرة صوته وملامحه.
وأخيرًا في منتصف عام 2022 وضع أحمد عز حجر الزاوية من خلال فيلم “كيرة والجن” الذي قدمه بالمشاركة مع كريم عبد العزيز، ليحققا من خلاله الإيرادات الأعلى في تاريخ السينما المصرية عبر تاريخها، هذا على المستوى الرقمي، وعلى المستوى الفني أضاف عز شخصية جديدة ومختلفة لم يقدمها من قبل في مسيرته.
التكريم
لذلك فإن اختيار إدارة مهرجان القاهرة لأحمد عز لتكريمه في الدورة 45 من المهرجان وإعطائه جائزة فاتن حمامة للتميز لم يأتي محض صدفة، وإنما جاء لفنان لديه تاريخ كبير على المستوى الفني والرقمي والجماهيري في الشارع المصري، ولفنان واجه العديد من الصعوبات في مسيرته كانت قادرة على إنهاء مسيرة أخرين لو لم يكن لديهم نفس الفطنة والقدرة على التماسك، لذلك فإن اختيار أحمد عز هو اختيار موفق ويستحقه، خاصة بعد حالة الحب الكبيرة التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي من تعبير عن سعادتهم تكريم أحمد عز، سواء شخصيات عامة أو فنانين أو صحفيين أو إعلاميين أو حتى الجمهور العادي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري القسم الثاني , دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية