الموافقة الاستيرادية حائرة بين هيئة الدواء ومصلحة الجمارك.. هيئة الدواء تعتمدها والجمارك لا تعترف بها والشركات الخاسر الأكبر... غرامات بالآلاف تعطل تدفق الأدوية والمواد الخام
>> عضو بشعبة الأدوية: حل مشكلة المواد الخام فقط ومواد التعبئة والتغليف ما زالت مستمرة
«موافقة استيرادية» أو «خطة استيرادية»، مصطلحات تؤدى لنفس الغرض، لكن رغم ذلك يتسببان فى مشكلة لكل شركات الأدوية التى تعرض لفرض غرامات مالية عليها من مصلحة الجمارك بسبب عدم التنسيق وتضارب التعليمات بين هيئة الدواء المصرية ومصلحة الجمارك، وتضارب التعليمات بين الجهات الحكومية، وإن كان ذلك معتاد فى بلادنا، فعندما يتعلق بمنظومة توفير الدواء، يجب التدخل الفورى وإزالة كل العواقب.
بداية الأزمة
البداية تعود إلى هيئة الدواء المصرية، التى غيرت أحد إجراءات استيراد الأدوية والمواد الخام، وأصدرت بذلك تعليمات للشركات لكنها لم تخاطب مصلحة الجمارك بالمستجدات، وهو ما دفع الأخيرة بعدم الاعتداد بأى جديد وفرض غرامة مالية على كل شحنة تستوردها الشركات من الخارج.
من جانبه قال الدكتور على عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، إن إجراءات استيراد المنتجات الدوائية تتضمن قيام شركات الأدوية بإرسال بيانات لتسجيل أي شحنة دوائية قبل وصولها إلى مصر إلى هيئة الدواء المصرية ومصلحة الجمارك وتحصل على رقم تسجيل لدخول الشحنات الموانئ، وكانت من ضمن شروط الإفراج الجمركى وجود موافقة مسبقة لاستيراد أي صنف دواء تسمى "الموافقة المسبقة" تصدرها هيئة الدواء وتوافق عليها مصلحة الجمارك وتعتد بها فى الإفراج الجمركى.
وتابع حديثه لـ"فيتو" بأنه بعد ذلك جددت هيئة الدواء تعليماتها، وطالبت بوضع خطة سنوية لكل شركة بكل المنتجات التى تستوردها بدلا من إصدار موافقة استيرادية لكل مستحضر، وتضم تلك الخطة كل المواد الخام ومواد التعبئة والتغليف لكل المستحضرات، وبمجرد موافقة هيئة الدواء على الخطة الاستيرادية تعد الموافقة المسبقة لاستيراد المستحضرات، إلا أن مصلحة الجمارك لم تعترف بتلك الخطة الاستيرادية وتطلب الموافقة الاستيرادية.
وأضاف أن مصلحة الجمارك كانت تتهم الشركات الأدوية بتقديم معلومات خاطئة وتفرض غرامات مالية على الشركات لحين إجراء تظلم على القرار، ويستغرق ذلك الأمر وقت تظل فيه المواد الخام بالجمارك لحين حل المشكلة.
وأشار إلى أن شركات الدواء تقدمت بشكاوى إلى شعبة الأدوية الأمر الذى جعل الشعبة تتواصل مع مصلحة الجمارك وهيئة الدواء المصرية وجهاز حماية المستهلك ووزارة المالية لسرعة إيجاد حل نتيجة تضرر الشركات من ذلك.
واستكمل حديثه بأن وزارة المالية استجابت لهم على الفور وحددت موعد مع رئيس مصلحة الجمارك للقاء، وبحث حلول لتلك المشكلة، وتم تجهيز خطاب لرئيس هيئة الدواء المصرية وتسليمه يدا بيد لسرعة الإقرار بأن الموافقة الاستيرادية هى الخطة السنوية التى توافق عليها هيئة الدواء.
وأضاف أن كل شركات الأدوية تضررت من ذلك التضارب فى التعليمات بين الجهتين، مشيرا إلى أن الدواء سلعة خاضعة للتسعير الجبرى، وكلما زادت التكلفة على الإنتاج زادت خسائر الشركات، متسائلا: ما ذنب الشركات لكى تعاقب بسبب وجود سوء فهم للتعليمات الصادرة من كل جهة؟!
كما أوضح، أنه فور مطالبة المالية بحل المشكلة كان لديها اهتمام لمنع حدوث أزمة فى قطاع الدواء، خاصة أن تأخير استيراد المواد الخام تؤثر على توفير الإنتاج، مشيرا إلى أنه دائمًا يرى أن من ضمن أسباب نقص الدواء فى السوق موظفو مصلحة الجمارك، وذلك نتيجة التأخير فى الإفراج الجمركى.
منظومة التسجيل المسبق
بدوره قال الدكتور ياسر واكد، عضو مجلس إدارة شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، إن مصلحة الجمارك تضع نظام يسمى ACID خاص بالأوراق والمستندات المطلوبة من الشركات بشأن أي شحنات يتم استيرادها من الخارج يسمى منظومة التسجيل المسبق لكل المنتجات وليس الأدوية فقط، مشيرا إلى أن من ضمن الاشتراطات وجود ما يسمى بالموافقة الاستيرادية.
وأوضح لـ"فيتو" أن كل مدخلات صناعة الدواء والخامات الدوائية أغلبها مستورد من الخارج، وصناعة الدواء تعتمد على ٣ مواد أساسية، إما خامات دوائية فعالة أو مواد غير فعالة أو مواد التعبئة والتغليف.
وأشار إلى أن الموافقة الاستيرادية لكل مستحضر والتى تصدرها هيئة الدواء كانت تعمل بها مصلحة الجمارك، ولا توجد أي مشكلة لكل شركة أن ترفع الموافقة الاستيرادية التى تحتوى على كل معلومات الشحنة من حجم الكمية واسم المادة والمورد وكل المعلومات الخاصة بها، ثم جاءت هيئة الدواء وألغت الموافقة الاستيرادية وطالبت الشركات بعمل الخطة الاستيرادية السنوية وهى لا تحتوى على معلومات الكميات ولكن تضم معلومات عن المورد وتفاصيل الخامة، إلا أن الجمارك لا تعتد بها كموافقة استيرادية وفى حالة استيراد شحنة دون رفع الموافقة الاستيرادية يتم توقيع غرامات على الشركة بقيمة 10 آلاف جنيه على كل شحنة مما تسبب فى رفع تكلفة المادة الخام على الشركة وذلك فيما يخص المواد الفعالة للأدوية.
وتابع حديثه، بالنسبة للمواد غير الفعالة أو مواد التعبئة والتغليف فإن هيئة الدواء تصدر تعليمات للشركات باستيرادها دون شرط وجود خطة استيرادية أو موافقة استيرادية بينما الجمارك تشدد على وجود الموافقة الاستيرادية، وبالتالى لا تضع الشركات موافقة استيرادية وتعاقب بدفع غرامات مالية على كل شحنة تستوردها.
وأوضح أن شركات الأدوية احتارت بين الجهتين، فهيئة الدواء تعتمد تغيير ومصلحة الجمارك لا تعتمده، وكل تلك الإجراءات لها تأثير مباشر على سوق الدواء وتسبب خسارة للشركات وتتوقف عن الإنتاج مما يساعد فى حدوث نقص فى الدواء، لأنه كلما ارتفعت تكلفة شراء المواد الخام تزيد من تكلفة إنتاج الدواء وتجعل الشركات تمتنع عن التصنيع وتضطر الشركات دفع عشرات الآلاف على الشحنات بسبب تضارب التعليمات بين الجهات المسئولة.
وأوضح أن مصلحة الجمارك تفاعلت مع المشكلة وتحركت فورا لتعديل التعليمات والاعتداد بالخطة الاستيرادية كموافقة استيرادية، وذلك بالنسبة للمواد الخام إلا أن المشكلة ما زالت قائمة بالنسبة للمواد غير الفعالة ومواد التعبئة والتغليف مطالبا بالوصول لحلول جذرية بها.
وأضاف أن منظومة استيراد مدخلات صناعة الدواء تعتمد فى عملها على قيام الشركة باستيراد الشحنة، ثم إرسال أوراقها إلى هيئة الدواء للمراجعة ومتابعة التوافق مع معلومات الخطة الاستيرادية وتصدر هيئة الدواء قرار بالإفراج المحرز وترسله الشركة إلى مصلحة الجمارك للإفراج، مؤكدا أن الإفراج النهائى لا يتم إلا بموافقة هيئة الدواء المصرية.
وطالب بضرورة وجود تسهيلات لشركات الأدوية حتى لا تعزف عن الإنتاج، مشيرا إلى أن الشركات تستورد باستمرار على مدار السنة وعدد لا نهائى من الشحنات، مؤكدا أنه لا يوجد مصنع يتوقف عن الاستيراد.
فيما كشف مصدر مسئول بهيئة الدواء لـ"فيتو" عن إصدار مخاطبة إلى مصلحة الجمارك لحل مشكلة شركات الأدوية، والتأكيد على أن الخطة الاستيرادية هى بمنزلة الموافقة الاستيرادية، ويتم الاعتداد بها بالنسبة لاستيراد المواد الخام للأدوية.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد، أخبارالمحافظات، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.