جحافل النمل تسيطر على العناية المركزة بمستشفى مدينة نصر التخصصي.. وسعفان يكتفي بهذا الإجراء
داخل مستشفى مدينة نصر التخصصي - رابعة سابقة - لا حديث يعلو فوق الحديث عن واقعة إهمال غريبة، بل تعد هى الأولى من نوعها فى مصر.. الواقعة أو الفضيحة كما يطلق عليها البعض، دارت أحداثها فى فى وحدة الرعاية المركزة، وبدأت عندما فوجئ أهالي المرضى الخاضعين للعلاج فى الوحدة، بجحافل من النمل تنتشر فى كل مكان، لدرجة أن أسرابها غزت الأسرة وغطت الأجهزة الطبية، وهاجمت أجساد المرضى وسببت لهم مضاعفات جسيمة على نحو هدد حياة بعضهم، وهو الأمر الذى يؤكد أن أسراب النمل أقامت بيوتها واستوطنت العناية المركزة منذ زمن ليس بقليل، فى غياب تام للرقابة او المتابعة من قبل المسئولين عن إدارة المستشفى
الاكتفاء بتغريم طبيبين 20 ألف جنيه وتجاهل حقوق المرضى
انتشرت أخبار "غزوة النمل" فى العناية المركزية بمستشفى مدينة نصر التخصصي، كالنار فى الهشيم ووصلت إلى الدكتور احمد سعفان رئيس مجلس إدارة المستشفى، الذي اعتقد الجميع أنه سينتفض ويتخذ من الإجراءات ما هو كفيل بالحفاظ على حياة المرضى داخل العناية المركزة، وإعادة حقوق من تعرض منهم لمشاكل صحية جسيمة بسبب النمل، إلى جانب اتخاذ إجراءات رادعة قبل المتسببين بإهمالهم فى انتشار النمل بهذه الصورة داخل العناية المركزة.. غير أن الدكتور سعفان، تجاهل تماما أمر المرضى، ولم يعبأ نهائيا بالأضرار الصحية التى لحقت ببعضهم، وأمر بإجراء تحقيق إداري وقانوني فى الواقعة، وانتهى الأمر بتوقيع غرامة مالية قدرها 20 ألف جنيه، على الطبيبين سحر سيد اسماعيل، ومحمود سالم، بصفتيهما المسئولين عن تشغيل وحدة العناية المركزة.
محاولة الاعتداء علي صيدلي داخل المستشفي
واقعة غزوة النمل لوحدة العناية المركزة، لم تكن هى الواقعة المشينة الوحيدة التى تحدث داخل جداران مستشفى مدينة نصر التخصصى - رابعة سابقا - فقد شهدت ذات المستشفى واقعة خطيرة من قبل، تمثلت فى محاولة الاعتداء على الدكتور الصيدلي محمود مصطفى المؤجر لصيدلية المستشفى والمسئول الوحيد عن إدارتها وتشغيلها، وفقا لبنود العقد بينه وبين إدارة المستشفى، من قبل أشخاص لا علاقة لهم بالصيدلية، وهم ذات الأشخاص الذين طلب الدكتور محمود من الدكتور أحمد سعفان، منعهم من التواجد فى الصيدلية، إلا أنه تجاهل طلبه، الأمر الذى كاد ان يتسبب فى كارثة داخل المستشفى
تفاصيل محاولة الاعتداء على الصيدلى محمود مصطفى من هنااااااااا
إقرأ أيضا
دعوى قضائية تكشف المستور فى مستشفى رابعة
قصة تأجير العناية المركزة لطبيبين ولغز عقد الـ 6 أشهر
"غزوة النمل" فى مستشفى مدينة نصر التخصصي – رابعة سايقا- كشفت عن تفاصيل غريبة ومعلومات صادمة، حول الطريقة التى تدار بها المستشفى، وأشارت إلى أن كل شئ يحدث داخلها يخضع لرغبات وأهواء رئيس مجلس الإدارة الدكتور أحمد سعفان، حتى وإن تعارضت مع مصلحة المستشفى والمرضى.. ووفقا لمصادر خاصة، فإن الطبيبن اللذين تم تغريمهما 20 ألف جنيه، لا علاقة لهما بالمستشفى من قريب أو بعيد، ولكنهما استأجرا العناية المركزة بموجب عقد إيجار مبرم فى أول أغسطس عام 2020، بينهما وبين مجلس إدارة المستشفى الذى يرأسه سعفان، مدته 6 أشهر ومنذ ذلك التاريخ يتم تجديد التعاقد بموافقة مزعومة من مجلس الإدارة، وأشارت المصادر إلى أن تحديد مدة العقد بـ 6 أشهر فقط، له هدف محدد، هو تمرير تجديد العقد بين الطرفين، دون طرح تأجير العناية المركزة فى مزايدة علنية، حتى لا تخضع لأى إشراف مالي من أية جهة رقابية فى الدولة !
ووفقا للمصادر فإن عقد إيجار وحدة العناية المركزة فى مستشفى مدينة نصر التخصصي – رابعة سابقا – ينص فى أحد بنوده على حصول المستشفى على 70 % من إجمالي إيراد الوحدة، بينما يحصل الطبيبان المؤجران سحر سيد اسماعيل، ومحمود سالم، على 30 % مقابل التشغيل، وذلك بعد خصم اتعاب بعض الإجراءات الطبية التى تحدث داخل الرعاية المركزة، مثل تركيب القسطرة بانواعها المختلفة، ورسوم عمل السونار وأتعاب مناظرة المرضى وغيرها من الإجراءات الطبية.
الدكتور سعفان من استاذ للمسالك البولية إلى أقوى رجل فى وزارة الصحة
وبعيدا عن واقعة "غزوة النمل" فى مستشفى مدينة نصر التخصصي، والتى جرى التعامل معها بتهاون شديد لا يتناسب مع حجمها، فإن الدكتور أحمد سعفان نفسه، يمثل رقما صعبا فى وزارة الصحة، ويعتبره البعض لغزا غامضا، فالرجل يعمل فى الأساس استاذا لامراض المسالك البولية فى جامعة عين شمس، وأصدر الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة قرارا بتكليفه برئاسة القطاع العلاجي بالوزارة لمدة 3 أشهر وهو منصب قيادي رفيع، يجعل من سعفان المتحكم الاول فى نحو 540 مستشفى عام ومركزي على مستوى الجمهورية، على الرغم من أنه لم يمر بدولاب العمل داخل الوزارة شأنه شأن باقى القيادات الكبرى، وهو الأمر الذى أثار حالة من الغضب بين القيادات التى ترى ان من بينهم من هو أحق منه بهذا المنصب المهم، فضلا عن أنه هذا المنصب المهم يتطلب تفرغا كاملا لمن يتولاه وهو ما لا يتوافر فى الدكتور أحمد سعفان الذى يشغل عددا كبيرا من المناصب فى مؤسسات صحية تابعة لجمعيات أهلية، وأخرى تابعة للقطاع الخاص، من بينها: نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية الإسلامية، ورئيس مجلس إدارة جمعية ابن النفيس بطنطا، وعضو مجلس إدارة مستشفى الرحمة بمصر الجديدة، وعضو مجلس إدارة مستشفى الخلفاء الراشدين بمصر الجديدة، وعضو مجلس إدارة جمعية شريف الإسلامية إدارة الساحل، كما يردد البعض أنه عضو فى مجلسى إدارة شركتى ماى واى وانا سبير للأدوية.
من يقف وراء الدكتور سعفان ؟
مناصب الدكتور سعفان من الناحية النظرية، تفرض عليه حضور عدد ضخم من اجتماعات مجالس الإدارة واتخاذ قرارت مهمة ومصيرية مرتبطة بالمؤسسات التى يعمل بها، وهو أمر مستحيل تنفيذه على أرض الواقع، ولا يمكن لشخص عادى مهما بلغت قدراته وخبراته القيام بتلك المهام.. وفى ذات الوقت هو الممثل الحكومي المخول له التوقيع على عقود وقرارت خاصة بالتعاون مع المؤسسات المجتمع المدني والخاصة، الأمر الذى يثير العديد من التساؤلات حول وجود تعارض للمصالح، قد يفتح الباب لوقائع فساد محتملة، كتا يثير تساؤلات أخرى حول الجهة التى تقف وراء الدكتور سعفان، والتى سهلت له الجمع بين كل هذا العدد الضخم من المناصب داخل وزارة الصحة وخارجها.. قطعا التساؤلات السابقة لا تعنى التشكيك فى ذمة الدكتور أحمد سعفان المالية، خصوصا أنه لم توجه له أى اتهامات رسمية فى هذا الشان، غير أنها تحتاج إلى إجابات واضحة ومحددة من قبل المسئولين فى وزارة الصحة.