متخصصة بالشأن الصيني تكشف مراحل الصراع بين بكين وواشنطن بالشرق الأوسط
الصين، قالت الدكتورة نادية حلمى، أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف والمتخصصة فى الشان الصينى، إن التنافس الصيني-الأمريكى سيكون السمة الثابتة للمرحلة المقبلة فى العلاقات الدولية والشرق الأوسط ككل، لكنه لن يتطور إلى صدام مسلح بين الجانبين، لأن مثل هذه النتيجة ستكون مدمرة لكلا البلدين ولدول العالم الأخرى، وبالتالى لن يقدم عليها طرفاها، وهنا تسعى إدارة الرئيس الأمريكى "جو بايدن" للعمل لمنع صعود الصين وتقليص نفوذها الذى ترى واشنطن أنه قد تجاوز محيطها الحيوى فى منطقة جنوب شرق آسيا ليمتد للقارة الأفريقية والمحيط الهادئ والشرق الأوسط، والذى تعده واشنطن أحد الأقاليم الحيوية لضمان أمنها القومى ومصالحها الإستراتيجية فيه
الإستفادة من تراجع هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية
واكدت فى تصريح لفيتو ان الصين تحاول الإستفادة من تراجع هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط، بسبب الأولويات العالمية الجديدة لواشنطن، والمتمحورة حول المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا. ويبدو اليوم بأن العلاقات الأمريكية الخليجية فى ظل رئاسة "بايدن" ليست بحالة جيدة، خاصةً بعد قرار (دول منظمة أوبك) بخفض إنتاجها للنفط إلى مليونى برميل يوميًا، بما يعادل نحو ٢٪ فقط من الإنتاج العالمى، وهو ما أزعج واشنطن التى كانت تحاول الضغط لزيادة تلك النسبة عالميًا. كما باتت الصين تتصدر الإبتكار التكنولوجي فى منطقة الشرق الأوسط من خلال شبكات الجيل الخامس لشركة هواوى الصينية، والتى تحظرها الولايات المتحدة الأمريكية لقربها من الحكومة الصينية وحزبها الشيوعى الحاكم وفقًا للرؤية الأمريكية، فقد أصبحت الصين شريكًا فعليًا وعميلًا مهمًا لشركات التكنولوجيا الفائقة فى إسرائيل وشريكًا في جهود السعودية لتطوير صناعة الأسلحة المحلية. كما إنضمت ١٧ دولة عربية إلى مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.
الإستراتيجية الصينية تجاه علاقاتها مع الدول العربية
وواصلت حديثها قائلة تقوم الإستراتيجية الصينية ورؤية قيادات الحزب الشيوعى الحاكم فى الصين، تجاه علاقاتها مع الدول العربية بالعمل من خلال عدة مبادرات دبلوماسية بشأن سوريا وفيما يخص القضية الفلسطينية، بإعتماد وثيقتين سياسيتين تحددان توجه الصين تجاه الشرق الأوسط، تقوم الوثيقة الأولى منها من خلال الورقة السياسية العربية التى صدرت ٢٠١٦ عن قيادة الحزب الشيوعى الصينى، والثانية تتمثل فى خطاب الرئيس الصينى "شى جين بينغ" فى مقر جامعة الدول العربية عام ٢٠١٦. والوثيقتان تركزان على أهمية التعاون بين الصين والعالم العربى وتفصحان عن عزم بكين دمج كافة بلدان الشرق الأوسط فى مبادراتها الكبرى للحزام والطريق، فضلًا عن مبادرات التنمية العالمية والأمن العالمى والحضارة العالمية، وفق مبدأ الرئيس الصينى "شى جين بينغ" للمصير المشترك للبشرية والمنفعة المتبادلة بين الجميع. كما يؤسس مواطنى الصين ورجال أعمالها لتواجد أكبر من أى وقت مضى في المنطقة. فيوجد الآن أكثر من ٢٠٠ ألف صينى مقيم فى دولة الإمارات وحدها، كجزء من القوة الناعمة لبكين. وعلى عكس الولايات المتحدة الأمريكية، فلا يوجد لدى الصين أجندة إمبريالية مهيمنة أو أيديولوجية واضحة لى الشرق الأوسط مثلما هو الحال مع الولايات المتحدة الأمريكية وأجندتها التدخلية فى مجال حقوق الإنسان والحريات الأخرى بعكس الأجندة التنموية لبكين.
محاور استراتيجية الصين فى الشرق الاوسط
تابعت تتركز إستراتيجية الصين فى منطقة الشرق الأوسط على عدة محاور، منها: التأكيد على الطابع السلمي لنهوضها الإقتصادى فى المنطقة وفقًا لمبادرتها للحزام والطريق، فضلًا عن محاولتها الظهور بطابع إقتصادى مستقل عن تلك المنظمات الدولية الإقتصادية الأخرى التى تهيمن على الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بقيادتها لإثنتين من كبرى المنظمات الإقليمية الإقتصادية والسياسية، هما: "منظمة شنغهاى" و"مجموعة تكتل بريكس"، وذلك بغرض الإستغناء عن المنظمات الدولية التى ترى أنها تفرض شروطًا مجحفة عليها، وهنا بدأت الصين في إنتقالها من مرحلة "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول" إلى إنتهاج "سياسة التدخل"، بإستثمار بعض النزاعات فى منطقة الشرق الأوسط ومواجهة قرارات دولية بإستخدام "الفيتو" لكسب موطئ قدم فى منطقة الشرق الأوسط، كما هو الحال فى الأزمة السورية. كما وقعت الصين إتفاقيات شراكة إستراتيجية وتجارة حرة مع عدد من بلدان منطقة الشرق الأوسط، وأهمها مصر، كما نشطت الصين كذلك فى مجال تصدير السلاح وعلاقات التعاون العسكرى مع إيران والسعودية والإمارات فى الخليج ومع مصر والسودان فى منطقة النيل ومع الجزائر فى شمال أفريقيا.
زيادة التواجد الصينى فى الفترة المقبلة
وهنا يتوقع زيادة التواجد الصينى فى الفترة المقبلة لدعم وحماية المصالح الصينية، خصوصًا زيادة التواجد والنفوذ البحرى للصين فى الموانئ والمرافق المحلية لكافة بلدان الشرق الأوسط. لذا ستتجه بكين فى الفترة المقبلة لإقامة المزيد من المنشآت العسكرية والبحرية، مثلما هو الحال مع القاعدة اللوجستية في جيبوتى، التى تدعم دوريات الصين لمكافحة القرصنة في خليج عمان وعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فى منطقة القرن الأفريقى وشرق أفريقيا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري القسم الثاني , دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية