خبيرة شئون أفريقية لـ "فيتو": قمة كينيا تبحث خطة مصر لتحقيق أجندة 2063
تعقد، اليوم الأحد، في كينيا قمة منتصف العام التنسيقية بالاتحاد الأفريقي، حيث تشارك مصر في أعمال القمة.. وهذا الحدث شديد الأهمية لأنه يتعلق بموضوعات اقتصادية ترتبط بالتنمية المستدامة، سواء كان في إطار مبادرة النيباد.
وتؤكد الدكتورة نجلاء مرعي، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وخبيرة الشئون الأفريقية، أن الخطة المصرية في ظل رئاستها لوكالة النيباد للتنمية، تستهدف الدفع بأولويات القارة نحو تحقيق أجندة 2063، والتي تتضمن تحقيق التعافي الاقتصادي، والتركيز على البنية التحتية، والربط القاري، إضافة إلى حشد التمويل الدولي لمشروعات التنمية في أفريقيا، مشيرة إلى أن مصر خلال رئاستها لقمة المناخ بشرم الشيخ، أكدت ضرورة وفاء الدول الكبرى بالتزاماتها نحو الدول الأفريقية التي تأثرت من تداعيات تغير المناخ.
اقرأ للمزيد: كينيا تلغي تأشيرة الدخول لها لجميع مواطني دول أفريقيا نهاية العام الحالي (فيديو)
وأضافت د. نجلاء مرعي، في تصريحات لـ "فيتو"، أن مصر ستتحدث عن جهودها المستمرة لتوفير الدعم والتمويل لدول القارة الأكثر تأثرا بتداعيات التغيرات المناخية، وسوف يبحث الرئيس السيسي برنامج عمل الاندماج التجاري، وإعداد جواز سفر موحد، وسبل ربط الأسواق المالية.. اجتماع اليوم ينطلق من شعار تنفيذ اتفاقية التجارة وسيتم بحث كيفية إنشاء سوق مشتركة في الزراعة والتجارة، وغيرها.. البرنامج سوف يبحث سبل تمويل 2063، وتنفيذ مبادرات لمواجهة معوقات التنمية.
تسريع وتيرة تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية
وتقول: أتوقع أن يتبنى الزعماء الأفارقة لمواجهة تحديات أزمة الغذاء، وغيرها، وما إلى ذلك.. مجموعة إجراءات لتسريع وتيرة تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية، وهو ما سينعكس بالإيجاب على العلاقات الأفريقية - الأفريقية، وعلاقات الدول بالمؤسسات الدولية والتكتلات العالمية.. هذه المنطقة الحرة تستهدف أساسا تعزيز التجارة بين الدول الأعضاء بنسبة 60%.. وإلغاء جميع الرسوم وإنشاء كتلة اقتصادية لمليار و300 مليون إنسان، مع ناتج محلي لايقل عن 3 تريليونات دولار.. في الوقت الذي لا تزيد فيه التجارة البينية عن 15 % بالمقارنة بـ 65% مع الدول الأوروبية، وهو ما يستلزم تسهيل حركة الأفراد بين الدول، وتدعيم الاستثمارات في مجال الطاقة المستدامة، وزيادة معدلات الاستثمار في مجال العلوم والصناعة، لا سيما الصناعات الخضراء، مع سد الفجوة في البنية التحتية، وتم الإشادة بتجربة مصر في مجال تطوير البنية التحتية.
وهنا تجب الإشادة بدور مصر في تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية، وذلك من خلال مشاركة القطاع الخاص بجميع قطاعاته، ولاسيما البنك الأهلي المصري الذي ساهم في اكتتاب البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد بنسبة 40%، وتوقيع عدة اتفاقيات، لتعميق التعاون، منها اتفاقية أغادير لإنشاء منطقة تجارة حرة.. وثمة نقطة جوهرية؛ وهي أن مصر حرصت على تعزيز التنسيق بين الكيانات الاقتصادية الثلاث؛ وهي: الكوميسا وجماعة شرق أفريقيا، والساديك.
تنافس دولي غير مسبوق لاستقطاب دول القارة
وتضيف خبيرة الشئون الأفريقية أن هذه القمة جاءت وسط تنافس دولي غير مسبوق لاستقطاب دول القارة الأفريقية، وأيضا تعقد التداعيات والأزمات الاقتصادية العالمية، ومنها أزمة الغذاء وأزمات الجفاف والفيضانات، بالإضافة إلى زيادة ظاهرة النزوح الكبير في دول القارة، ومؤخرا طبعا مع نزوح الإخوة السودانيين، مشيرة إلى تداعيات المناخ التي أثرت كثيرا على دول القارة الإفريقية، وعلى الدول توفير الإرادة السياسية لتنفيذ هذه الاتفاقية.. يعني مهم جدا أن تكون هناك إرادة حقيقية، وأن يكون هناك حشد للموارد الاقتصادية أو حشد الدول الإفريقية لتنفيذ هذه الاتفاقية.. ولا ننسى أن من أهم شروط تسريع وتيرة اتفاقية التجارة الحرة ما يتعلق بسد الفجوة في البنية التحتية.
وفي السياق، أشارت د. نجلاء مرعي إلى أنه في الحقيقة أنه حاليا لا يمكن الحديث عن العلاقات التبعية بين الدول الكبرى وبين الدول الأفريقية.. هناك علاقة تبادل للمصالح أو تبادل للمنفعة، فبالتالي أي تنافس، وأود أن أشير إلى أمر غريب جدا، وهو أن هناك بعض الدول تستطيع أن تستفيد من هذا التنافس من خلال الموانئ.. "يعني عندنا بنتحدث عن حرب المواني في منطقة الشرق الأفريقي مثلا، والبحر الأحمر.. يعني هناك بعض الدول بتستفيد بعض الشيء من وجود هذا التنافس، وفيه البعض الآخر بيؤثر عليها سلبيا، خاصة إن إحنا بنتحدث عن تضاؤل التجارة البينية بين الدول الإفريقية".
دور مصر في تنفيذ هذه الاتفاقية
وتقول: إذن من الضروري أن تقف الدول الإفريقية في هذه القمة مع توفير كافة الموارد اللازمة لتنفيذ أو الحشد لجميع لتنفيذ هذه الاتفاقية وهنا نتحدث عن دور مصر في تنفيذ هذه الاتفاقية".
وتختتم: "في اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية عملت مصر على تسهيل إزالة العقبات اللي بين الدول فيما يتعلق بحرية تبادل السلع والخدمات لتأسيس سوق موحدة أفريقية، وعملت على ما هو أهم من ذلك، وهو تسهيل حرية المستثمرين لإنشاء ما يعرف بالاتحاد الجمركي الموحد.. مصر خلال الفترة السابقة عملت على التنسيق بين أكبر 3 تكتلات اقتصادية قارية، اللي هي الكوميسا ومجمع شمال شرق أفريقيا، وأيضا الساديك وأيضا لدينا عدد من الدول، مثلا عملت على زيادة حرية التبادل التجاري عند رئاستها للكوميسا لنحو 13 مليار دولار، بعد ما كان 4 مليار دولار.. نحن نتحدث عن دور مصر في مشاركة البنك الأهلي أو مشاركة القطاع الخاص في البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير، ودور مصر واضح في هذا الشأن".
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.