باحث يكشف لفيتو تأثير التنافس الصيني الأمريكي على منطقة الشرق الأوسط
قال عمرو عبد العاطي، الباحث المتخصص في الشئون الأمريكية، ومساعد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية والكاتب بمؤسسة الأهرام، إن منطقة الشرق الأوسط مؤخرا أصبحت أحد أهم مناطق التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين، ولا سيما مع تزايد المصالح الصينية في المنطقة، في وقت تنخفض فيه الولايات المتحدة من انخراطها في المنطقة في ظل تغير أولويات الإدارات الأمريكية الجمهورية والديمقراطية المتعاقبة في الشرق الأوسط، والتحول الأمريكي للتركيز على منطقة الإندو - باسيفيك، وهو الأمر الذي من شأنه التأثير على النفوذ الأمريكي في المنطقة، ولا سيما مع تحول الدول العربية لتعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية والتكنولوجية مع بكين.
وعلى الرغم من الانخراط الصيني في التوصل إلى اتفاق لإنهاء القطيعة الدبلوماسية بين السعودية وإيران فإن بكين لم تول أهمية للصراعات والأزمات في المنطقة، ولن تستثمر أي موارد لحلها، ولا سيما مع التركيز على الجوانب الاقتصادية، واستمرار تدفق النفط الخليجي للصين، فضلا عن أن بكين لا تملك أدوات تأثير على دول المنطقة لدفعها لحل أزمات المنطقة، وهذا ما ينطبق على الدور الصيني في القضية الفلسطينية، حيث لا تزال الولايات المتحدة هي القوى الدولية المؤثرة في الصراع العربي-الإسرائيلي، والقادرة على الضغط على طرفي الصراع لإنهائه، إضافة الي أن الولايات المتحدة لا تزال القوة الأمنية الفاعلة والمؤثرة في المنطقة والضامن لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، ولن تستطيع الصين أن تتحمل عبء الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وحلفائها في الشرق الأوسط، وهو ما يفرض قيود على فاعلية الدور الصيني في المنطقة، ومن ثم استمرار الولايات المتحدة كفاعل مركزي في المنطقة رغم تصاعد الدور الصيني في الشرق الأوسط.
تتنافس كلًا من الصين والولايات المتحدة الأمريكية بشكل مستمر ومتقدم يومًا تلو الأخر، فالصين تأمل بأن تصبح دولة متقدمة بحلول 2035، وقوة عظمى على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية بحلول 2050، ولتلك التحولات التي يتنافس عليها كلا من الصين والولايات المتحدة الأمريكية تأثير كبير علي منطقة الشرق الأوسط التي تعد علامة بارزة على خارطة المصالح الجيوسياسية والاقتصادية.
وبناء علي التنافس والتطور المستمر بين كلًا من واشنطن وبكين سيطرأ تغيرًا علي سياسة الطرفين في الشرق الأوسط، وسيزيد ذلك من الفرص والتحديات أمام دول المنطقة في ظل تصاعد الاستقطاب بين هاتين القوتين، فالسياسة الأمريكية والصينية تجاه الشرق الأوسط تقوم علي الاستمرارية والتغير نظرًا لأهمية ومكانة المنطقة في منظور البلدين والشكوك حول أهمية الشرق الأوسط في ظل توجهات بايدن ومدى استعداد الصين والقوي المنافسة لتعزيز الحضور وموازنة الضغوط الأمريكية، ليس ذلك فحسب بل هناك شكوك بتغير السياسة الأمريكية ككل بعد الانتخابات المقبلة التي تنتظرها الولايات المتحدة سواء فاز الديمقراطيين برئاسة البيت الأبيض أو الجمهوريين الذي يمثلهم حتي الأن دونالد ترامب والذي تولى رئاسة الولايات المتحدة قبل وقت سابق وكان له سياسة خاصة مع منطقة الشرق الأوسط.
وبالعودة إلى أسباب التنافس بين الصين وأمريكا والتي يمكنها أن تؤثر سواء بشكل ايجابي أو سلبي بعض الشيء، لا بد من الإشارة إلى توتر العلاقات الأمريكية - الصينية بعد أزمة منطاد التجسس، والهواجس الأمريكية من تقديم الصين دعمًا لروسيا في حربها على أوكرانيا، التي اقتربت من إتمام عامها الثاني، وما تعتبره واشنطن من سياسات عدوانية صينية في منطقة الإندو - باسيفيك، وانتقال المنافسة الأمريكية الصينية خارج آسيا لمناطق استراتيجية متعددة حول العالم، كذلك ذلك دفع إدارة بايدن للعمل على فتح قنوات اتصال مع الجانب الصيني للحد من مخاطر سوء التقدير، الذي قد يخرج عن السيطرة لأن الجيشين الصيني والأمريكي لا يتواصلان بشكل جيد، إلى جانب وجود رفضًا صينيًا للوجود العسكري الأمريكي في منطقة الإندو - باسيفيك، ولعدم رفع إدارة بايدن العقوبات الأمريكية المفروضة على وزير الدفاع الصيني منذ إدارة دونالد ترامب، في عام 2018، لموافقته عندما كان يشغل رئيس إدارة تطوير المعدات في الجيش الصيني، على شراء المقاتلات والصواريخ الروسية.
ومع تطور وتيرة الأحداث بين الطرفين بسرعة متزايدة، بات التساؤلات تكثر حول مدى تأثير المواجهات المتصاعدة بين أمريكا والصين وروسيا التي تحارب أوكرانيا وتدعمها إحدى الدولتين على الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ما قد يمكن أن تشهده المنطقة من تغيرات محتملة حال فوز الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.