مديرة مركز دراسات استراتيجية تقدم لـ"فيتو" تحليلا شاملا لقمة دول جوار السودان
دول جوار السودان، قدمت الدكتورة غادة فؤاد مديرة المركز الأفريقي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية (ACRESS) تحليلا شاملا لما ورد في مؤتمر دول جوار السودان الذي أقيم في القاهرة اليوم.
الوقف المستدام لإطلاق النار بين الأطراف في السودان
وقالت مديرة المركز الأفريقي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية (ACRESS) في تصريحات خاصة لـ «فيتو»: "يتضح من خلال قراءة تصور مصر لتسوية الأزمة السودانية الذي جاء في أربع نقاط محددة طرحها الرئيس السيسي في القمة أنها تركز على الوقف المستدام لإطلاق النار وليس ما اعتادت عليه المبادرات السابقة منذ بدء الصراع في إبريل الماضي من وقف مؤقت لإطلاق النار غير ملزم ولا يتم تنفيذه من قبل طرفي الصراع في السودان، وهذا ما أيدته كافة كلمات الرؤساء والقادة الآخرين في كلماتهم".
وأضافت غادة فؤاد: "كانت كلمات رؤساء الدول التي استقبلت العدد الأكبر من اللاجئين تؤكد في أكثر من موضع على الآثار السلبية للأزمة وأنها امتدت الى دولهم التي تعاني بالأساس من تبعات الأزمات الاقتصادية والمالية العالمية المتتالية منذ كوفيد 19 ثم الحرب الروسية الأوكرانية وقد اتضح ذلك في كلمة الرئيس السيسي عندما أشار إلى أن الازمة التي يواجهها السودان وتداعياتها السلبية تؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة خاصة دول الجوار".
كلمات الرؤساء أظهرت حجم المعاناة التي تعيشها دول الجوار
وأوضحت فؤاد أن كلمات الرؤساء أظهرت حجم المعاناة التي تعيشها دول الجوار التي استقبلت العدد الأكبر من اللاجئين السودانيين وما أحدثته موجات التدفق بأعداد كبيرة في فترات زمنية قصيرة من ضغط على الخدمات والمعروض من السلع الغذائية والمؤسسات الصحية والمحروقات.
اقرأ ايضا: رسائل قادة دول جوار السودان لوقف نزيف الدم وإنهاء الصراع من القاهرة
وأشارت غادة فؤاد إلى أن ذلك اتضح في كلمات كل من رئيس مصر ورئيس تشاد ورئيس أفريقيا الوسطى ولعل الوضع أكثر خطورة في الدولتين الأخيرتين نظرا لما تعانيه بالأساس من ظروف اقتصادية ومعيشية ومالية وأمنية صعبة ومتدهورة نتيجة بعض العوامل الداخلية.
وتابعت: لذلك كان تركيزهم وتأكيدهم على نقطتين أساسيتين في هذا الشأن هما:
- مناشدة المؤسسات الدولية والاقليمية على القيام بدورها في تقديم الخدمات والإغاثة للاجئين والنازحين.
- مطالبة الدول التي وعدت بتقديم منح وإعانات للسودان في مؤتمر دعم السودان الشهر الماضي بالوفاء بالتزاماتها.
الحل والتسوية السياسية للأزمة الدائرة في السودان
وفيما يتعلق بالحل والتسوية السياسية قالت غادة فؤاد إنه يبدو أن مواقف الدول مازالت غير متوافقة الى الحد الذي يمكن الحديث معه عن موقف جامع يضم رؤية واحدة لـدول جوار السودان. ففي حين أكد مصر وتشاد واريتريا على أن ما يحدث في السودان من اقتتال ينبغي أن يقف وأن الحل لابد أن يكون نابع من الداخل السوداني وأيدوا انبثاق آلية عن هذه القمة كما جاء في التصور المصري تقوم بالتواصل المباشر مع اطراف الصراع ووضع خطة عمل تنفيذية للتوصل لحل شامل للأزمة.
وجاءت كلمة رئيس جنوب السودان لتؤكد على أهمية إشراك الايجاد في الحل والتسوية للأزمة السودانية وتأييده لما تقوم به من مبادرات ومعه كلمة رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الذي اشار الى اهمية تنسيق الجهود بين جميع المبادرات الحالية الساعية لحل الازمة في إشارة غير مباشرة أيضا للايجاد ودورها برئاسة كينيا التي ترغب في نشر قوات في السودان حتى مع غياب موافقة السودان نفسها ويبدو أن ما دعا اليه بعض الرؤساء اليوم في قمة القاهرة من توسيع مبادرة الايجاد لتسوية الأزمة السودانية لتشمل ممثلين آخرين من القوى السياسية والمدنية السودانية وممثلين عن دول الجوار هو محاولة لتدراك الرفض الذي حدث مؤخرا لدور الايجاد في تسوية الأزمة.
معارضة أي تدخل خارجي ورفض نشر قوات خارجية في السودان
واستطردت: بينما يتضح عند قراءة كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الجامعة تتخذ موقفا داعما للمؤسسة العسكرية الوطنية السودانية وإن كان ذلك بطريقة غير مباشرة من خلال ما ذكره في كلمته عن محددات الموقف العربي وتأكيده على الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومساعدتها على أداء مهامها رغبة منها في الحفاظ على وحدة الأراضي السودانية وخوفا من أن تنزلق الى مصير تعيشه عدد من الدول العربية الآن ما زالت تعاني منذ سنوات عدة بسبب انهيار الجيوش الوطنية، كما عبرت الكلمة أيضا عن معارضة أي تدخل خارجي في الشأن السوداني ورفض نشر قوات خارجية في السودان من قبل أي جهة إقليمية وكان ذلك واضحا عندما أشار إلى أهمية مشاركة السودان في أي مقاربة للحل تقوم به دول الجوار أو أي طرف حتى لا تكون حلولا مجتزئة وغير واقعية.
الحضور الجامع للقادة السياسيين ورؤساء دول جوار السودان
وقالت الدكتورة غادة فؤاد مديرة المركز الأفريقي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية (ACRESS)، إن الحضور الجامع للقادة السياسيين ورؤساء دول جوار السودان في القمة التي دعت إليها مصر في الثالث عشر من شهر يوليو 2023 في القاهرة تحت مسمى "قمة دول جوار السودان يشير بطريقة واضحة على أن الوضع أصبح مقلق وقد يخرج عن السيطرة في تبعاته وآثاره السلبية على دولهم والمنطقة بالكامل.
وأضافت غادة فواد: "ولعل ذلك كان واضحا في الكلمات التي تم إلقاؤها من قبل القادة والرؤساء. كما يتضح من خلال تحليل الكلمات للسادة الرؤساء أن هناك بعض النقاط الهامة التي تعبر عن بعض التطورات التي قد نشهدها الفترة المقبلة".
اقرأ ايضا: نص كلمة الرئيس السيسي فى الجلسة الافتتاحية لمؤتمر قمة دول جوار السودان
القيادة المصرية استشعرت خطورة الحياد
وتابعت: "يبدو أن القيادة المصرية استشعرت خطورة الحياد فيما يتعلق بالمشاركة المباشرة في مجريات الحل والتسوية للأزمة السودانية وما تسعى بعض الاطراف الاقليمية الأخرى لفرضه على الجانب السوداني مما قد يضر بالأمن القومي المصري خاصة ما توصلت له قمة الإيجاد التي انتهت قبل ساعات من انطلاق قمة دول جوار السودان في القاهرة خاصة ما نتج عنها من مخرجات أهمها نشر قوات من دول تجمع شرق أفريقيا (الإيجاد) على الأراضي السودانية وهو ما رفضه طرفي الصراع في السودان الدولة التي تمثل الحدود الجنوبية لمصر مما قد يمثل خطورة على الأمن القومي المصري".
واختتمت مديرة المركز الأفريقي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية (ACRESS): " ولعل أهم ما جاء في هذه القمة وهي حقيقة ينبغي الالتفات إليها وعدم إغفالها في أي تسوية قادمة للأزمة السودانية هو ما أكد عليه جميع رؤساء دول جوار السودان خاصة مصر وإريتريا وأفريقيا الوسطى وتشاد وجنوب السودان أن دول جوار السودان هم الأكثر قدرة ودراية على فهم تعقيدات الأزمة السودانية الحالية والأكثر قدرة على التعاطي مع أطرافها المباشرين وبالتالي فأنها ترسل إشارات ورسائل مباشرة وضمنية بأهمية التنسيق مع دول الجوار في أي مباردة او تسوية سياسية يسعى أي طرف دولي أو إقليمي لطرحها".
التأكيد على مشاركة أطراف فاعلة أخرى من القوى المدنية والسياسية السودانية
وشددت غادة فؤاد على أن هذه القمة جاءت لتشير صراحة لدور الفاعليين الدوليين من أصحاب المصالح الضيقة في السودان والمتحالفين مع أحد طرفي الصراع من أجل تنفيذ اجتداتهم الخاصة والتي كانت السبب الرئيس لبدء الصراع المسلح الأخير وهذا ما أشار إليه بعض الرؤساء، لذلك كان من ضمن النقاط الهامة التي نتجت عن هذه القمة هو التأكيد على مشاركة أطراف فاعلة أخرى من القوى المدنية والسياسية السودانية في العملية السياسية عند الجلوس على مائدة المفاوضات الفترة المقبلة فيما يتعلق بتسوية الأزمة وأن لا يقتصر المشاركة على طرفي الصراع الحاليين فقط حتى تكون التسوية شاملة وحقيقية ومعبرة عن اهتمامات ومطالب جميع الاطراف وليس طرف واحد يتحكم في مصير دولة السودان.
واستطردت فؤاد: "وفي الختام لكي تكون هذه القمة فاعلة ينبغي متابعة ما ينتج عنها من مخرجات من خلال الآلية التي ستنبثق عنها كما أشار الى ذلك الرئيس السيسي لمتابعة تنفيذ خطة العمل التي ستقوم دول جوار السودان بالاتفاق عليها أثناء جلسات القمة العلنية والمغلقة واختبار مدى قدرتها على التطبيق على أرض الواقع باستمرار، وتعديلها وفقا للمعطيات الجديدة التي تطرأ على مجريات الصراع والساحة السياسية السودانية.
بالإضافة الى أهمية ضمان جدية المشاركين بالقمة خاصة طرفي الصراع السوداني ومحاولة إيجاد سبل ووسائل يمكن من خلالها الضغط عليهما للالتزام بتنفيذ مخرجات القمة ولكي يتم ذلك لابد من التنسيق مع الآليات والاطر السياسية السابقة الموجودة بالفعل حتى لا يحدث تضارب للمصالح والخطوات مما يعيق عملية التسوية السلمية".
مؤتمر قمة دول جوار السودان في القاهرة
واعتمدت قمة دول جوار السودان والتى عقدت فى القاهرة البيان الختامي.
وأكد البيان الختامى ضرورة التعامل مع الأزمة الإنسانية والأخذ فى الاعتبار أن استمرار الأزمة سوف يؤدى إلى مزيد من النازحين، لدول الجوار بما يفوق إمكانياتها، كما شدد على ضرورة أهمية الحفاظ على الدولة السودانية، وعدم انتشار الجريمة المنظمة والإرهاب.
واستضافت مصر اليوم الخميس مؤتمر قمة دول جوار السودان، لبحث سُبل إنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية له على دول الجوار.
وقال المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية: تستضيف مصر في ١٣ يوليو ۲۰۲۳ مؤتمر قمة دول جوار السودان، لبحث سُبل إنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة.
ويأتي ذلك في ظل الأزمة الراهنة في السودان، وحرصًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية التي يتعرض لها، والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول جوار السودان وأمن واستقرار المنطقة ككل.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.