زواج الأطفال في قنا عرض مستمر.. الهروب من القانون سِلو الأهالي.. وقضايا إنكار النسب أبرز النتائج.. أخطار صحية واقتصادية بالجملة.. والقومي للمرأة: نحارب التقاليد البالية
“البنت ملت وبقت عروسة، كفاية عليها كده لازم تتجوز” كلمات دأب المجتمع الصعيدي على سماعها في كل بيت به فتيات صغيرات، وهذا ما دفع الدولة في السنوات الأخيرة إلى تفعيل دور مكاتب حماية الطفل في محافظات مصر المختلفة، لإحباط الكثير من الزيجات دون السن القانونية بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات النسوية التي تعمل حاليا على تحصين الصغار من خلال قانون الأسرة المصرية الجديد.
إحباط 12 حالة زواج
في مكتبة حماية الطفل بقنا، كشفت سميحة سعد، مديرة المكتب، أنه خلال 6 أشهر من العام الجاري تم إحباط 12 حالة زواج وهو ما يعني زيجتين كل شهر تقريبا لفتيات دون السن القانوني للزواج.
وأضافت، أن المكتب يحصل على تعهد من أهل الطفلة بعدم السماح بزواجها إلا بعد بلوغها السن القانوني.
فيما أوضحت مروة عبدالرحيم، محامية وناشطة بقضايا حقوق المرأة، أن عقوبة من يتورط من المأذونين في تنفيذ زواج الأطفال بحسب المادة 227 فقرة 1 من قانون العقوبات، تنص على أنه يعاقب بالحبس بمدة لا تتجاوز العامين أو بغرامة لا تزيد على 300 جنيه مصري، وفيما يخص أولياء الأمور تنص المادة 116 مكرر من قانون الطفل رقم 126 لسنة 2008 علي أن من يتورط من الوالدين في تزويج طفلته أو الوصاية عليها فيعاقب بمدة لا تقل عن عامين وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه مصري.
ونوهت "مروة" إلى أنه من خلال عملها كمحامية صادفت العديد من قضايا إثبات النسب وقضايا إثبات الزواج وكانت آخرها أشهر قضايا الصعيد الطفلة فرحة التي سعت لإثبات نسب طفلتها، لافتة إلى أن تلك القضايا أصبحت كثيرة في المجتمع الصعيدي وللأسف هناك فقراء لا يستطيعون اللجوء إلى القضاء والمحامين وينتظرون أن يتولى الأمر من لا يطلبون منهم مبالغ مالية.
من ناحية أخرى، تنتشر في نجوع وقرى مراكز محافظة قنا التسعة زواج الأطفال، وقد يصل الأمر إلى نجوع بأكملها تزوج عن طريق السنة أو الزواج دون توثيق لحين بلوغهن السن القانونية.
وأشارت دنيا محمد، طالبة بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية، إلى أن قرى دندرة بمدينة قنا ونجوع قرى مركز فرشوط، تنتشر فيها تلك الظاهرة، وذلك من خلال بحث ميداني لها، فضلا عن أن أغلب الزيجات تكون من خلال عقود غير مبرمة وذلك باعتقاد أن جميع من يقوم بتلك الزيجات أبناء عمومة أو أقارب وهذه ثقة غير مبررة.
وأكدت "ك.م" متزوجة دون السن القانوني، أن هناك نجعا بالكامل في دندرة، أغلب من هم به تزوجوا بمخالفة القانون، مشيرة إلى أنها تزوجت في عمر الـ15 وطلقت بعد سفر الزوج للخارج.
وتقول سيدة أخرى، إنها تعرف بنت تزوجت دون السن القانونية من ابن عمها بعد موافقة الأب، وكان زواجا بالجبر وحين تم سافر الزوج إلى إحدى دول الخليج وترك الصغيرة معلقة وحاملا وهي في عمر الـ17.
فتاة عارضت العادات والتقاليد
وفي رواية فرحة نصر، الفتاة الشهيرة التي وقفت في وجه العادات والتقاليد ورفضت أن ينكر زوجها وهو ابن عمها نسب ابنته بحجة الخناق المستمر مع أسرته.
وأكدت فرحة في حديثها، أنها تركت هي وأسرتها البلدة التي كانت تعيش بها بعد رفع قضية من قبل محامية لاستعادة حريتها ورد شرفها وشرف ابنتها بعد أن شكك وطلب تحليل (d.n.a).
وقالت: "انتصر لي القانون وجعلني أسير مرفوعة الرأس وعائلتي كلها ورغم ما عانيته خلال تلك الفترة التي كانت فيها القضية مستمرة، إلا أنني كنت ولا زالت أبحث عن حقي وحق ابنتي بعد إثبات النسب وحصولي على أول حكم قضائي بإثبات النسب، بعد أن قام زوجي بتوثيق الزواج ورفض الاعتراف بنسب ابنتي وجعلني أوقع على أوراق طلاقي بتواريخ تشير إلى عدم وجوده معي وقت الحمل وهو ما يفيد أنه ليس أبو الطفلة، وهذا دفعني إلى أن أصر على إثبات حقي وحق ابنتي في والدها حتى لو كان يرفضها وهو أوصلني إليه القانون العادل، وبعد كل هذا رفضت والدتي زواج شقيقتي بنفس الأسلوب".
وأكدت والدة فرحة من خلال حديثها لنا "لقد تجرّعنا كأسا واحدة، يكفي هذا الأمر وأصر على تعليم بناتي حاليا حتي يعرفن ما يوقعن عليه وأدعو كل أم أن ترفض قتل بناتها بتلك الطريقة، الفرحة في تعليمهن ووصولهن إلى مناصب مرموقة والزواج يأتي بطيب خاطر وليس عنفا وإكراها".
من جانبها، أكدت الدكتورة السعدي، مقرر فرع المجلس القومي للمرأة بقنا، أن هناك العديد من الفعاليات التي تواجه هذا الزواج، وللأسف ثقافة المجتمع تقف حائط صد أمامنا بالطبع ولكننا نسعى إلى تغيير تلك الموروثات والمعتقدات.
كما أوضحت إيناس متولي، طبيبة أمراض نساء وتوليد، أن هناك أضرارا عضوية ونفسية تحدث للفتاة الصغيرة، وإن صح القول الطفلة وخاصة لمن لم تكمل عامها الــ18 فإن نمو أعضائها لا يتم بشكل كامل حتى وإن ظن البعض أن جسدها بدأت تظهر عليه علامات الأنثى.
وتابعت، أخطر أضرار الزواج المبكر، التمزق المهبلي والإجهاض بشكل مستمر وأنيميا حادة والوفاة بشكل كبير في حالات النزيف والإجهاض المستمر نتيجة فقر الدم وخاصة أن البعض منهن صفائحهن الدموية غير متوفرة.
ووفقا لما أعلن عنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في آخر مسح ديموغرافي صحي في مصر، فإن 117 ألف طفل في الفئة العمرية من 10 إلى 17 عاما متزوجون أو سبق لهم الزواج، وأن محافظات الصعيد (جنوبي البلاد) هي الأعلى من حيث معدلات الزواج والطلاق، بينما سجلت محافظات مصر الحدودية "البحر الأحمر وسيناء ومرسى مطروح وأسوان" أقل نسبة في زواج الأطفال.
ووفقا لتقرير نشره البنك الدولي والمركز الدولي لبحوث المرأة، فإن البلدان النامية ستخسر بسبب زواج الأطفال تريليونات الدولارات بحلول عام 2030، ومع منع زواج القاصرات تكون هناك آثار إيجابية كبيرة خاصة بالتحصيل العلمي للفتيات وأطفالهن في المستقبل، وسيسهم الأمر في إنجاب المرأة عدد أقل من الأطفال، وهو ما سيزيد من دخلها المتوقع ومستوى رفاهية الأسرة.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد ، أخبارالمحافظات ، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.