في ذكرى ميلاده.. الطيب صالح عبقري الرواية العربية.. هاجمه الإخوان بسبب «موسم الهجرة إلى الشمال».. وجائزة عالمية تحمل اسمه
الطيب صالح أديب وصحفى عربى سودانى، لقب بعبقرى الرواية العربية، خرج من السودان مهاجرا إلى لندن في سنوات شبابه الأولى وعاش هناك فترة شبابه كلها، وأول قصة كتبها "نخلة من الجدول" أما أشهر رواياته فهى "موسم الهجرة إلى الشمال"، وخصص باسمه جائزة عالمية لأفضل رواية عربية.
هاجمت الجماعات الإسلامية ومنهم الإخوان المسلمين الأديب الطيب صالح بسبب تركه السودان في وقت أزماته في ظل الاحتلال البريطانى، مما اعتبروه جحودا تجاه بلده وناسه، وعندما زعم الإخوان أن روايته (موسم الهجرة إلى الشمال) تهين الهوية الإسلامية وتقدم محتوى جنسي، فرد عليهم الطيب صالح مؤكدا أنهم يتوهمون امتلاك مفاتيح الجنة، وكأن الله أعطاها لهم واتهمهم بأنهم فئة مغرورة ضيعت البلاد العربية وضيعت السودان بالأخص في أباطيل وأوهام كثيرة.
اقرأ أيضا:
الطيب صالح، عبقري الرواية العربية الذي لم يسلم من إرهاب الإخوان بسبب "مفاتيح الجنة"
موسم الهجرة الى الشمال افضل رواية لـ الطيب صالح
رواية موسم الهجرة إلى الشمال اختيرت واحدة من أفضل 100 رواية فى العالم وترجمت إلى أكثر من 30 لغة، ومن أعمال الطيب صالح الأدبية أيضا: عرس الزين، وطنى السودان، خواطر الترحال، دومة والدكتور خالد، ضو البيت، منسى انسان نادر، حديث الشرق، فى صحبة السودان وغيرها.
الطيب صالح: الكتابة لعنة تلتهم الحياة
عن الكتابة يقول الأديب الطيب الصالح: لست من المؤمنين بأن الكتابة هى الغاية ويجب أن نضحى من أجلها، فالكتابة ليست سهلة إنها لعنة، إنها تلتهم الحياة لأن الفن يلتهم الحياة، ويضرب الطيب الصالح مثلا نجيب محفوظ فيقول: رجل نذر نفسه للفن الروائى وقدم نفسه ضحية والنتيجة كانت مأساوية وهو حاول أن يتجنب المأساة لكنه لم يسافر ولم يخرج من مصر.. رتب حياته بصرامة شديدة، فأصبحت الكتابة هى الهدف والتهم الفن حياته.
اقرأ أيضا:
جائزة الطيب صالح العالمية، فوز مصريين في مجال الرواية
ولد الأديب الطيب صالح 12 يوليو عام 1929، بمدينة مروى شمال السودان وهو ينتمى إلى عائلة الركايبى، درس العلوم بكلية غوردن التذكارية بجامعة الخرطوم وعمل مدرسا في البداية، انتقل للدراسة بجامعة لندن ولكن لدراسة الشئون السياسية والدولية، وعمل فى هيئة الإذاعة البريطانية، ورحل عام 2009.
رحلة الطيب صالح مع هيئة الإذاعة البريطانية
عن بدايته الأدبية يقول الطيب صالح في مجلة المجلة عام 1997: كان والدي وعدني بأني لو حصلت على درجات عليا في اللغة الانجليزية بالثانوية، سوف يرسلني للدراسة بجامعة اكسفورد أو كمبريدج، إلا أنه رفض بعد ذلك خوفًا علي، ورضخت للأمر الواقع؛ لكن حين أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية طلب مذيعين قدمت أوراقي، وذهبت إلى هناك ولم أترك السودان بشكل متعمد، وتغيرت الأمور في غيابي، فقد استقل السودان وخرج الإنجليز، صحيح كنت مشارك في الأحداث لكن من بعيد من خلال كتاباتى وكنت أحضر إليها ولكن على فترات.
اقرأ أيضا:
الطيب صالح.. عبقري الرواية الذي هاجمه الإخوان ووجد ضالته في مصر
وحول الشهرة قال الطيب صالح: الشهرة مصيبة تلفت الأنظار، وأنا لا أريد ان ألفت الأنظار إلي، الشهرة تضايقنى بمعنى ان كل الناس الذين يحصلون عليها يتحولون لمادة إعلامية وقد يجد الإنسان إعجابا لا يستحقه فيدخل فى عملية تزييف، وأرى أن الشهرة شيء مقلق، فكل إنسان يجد مبررات لأخطائه ولذلك عندما تقرأ سير السياسيين تجدهم يبررون دائما أفعالهم بمبررات واهية ليست مقنعة على الإطلاق ونادرا ما تجد من يقدم نفسه بشكل حقيقى لذلك أقول إن الشهرة من هذه الناحية مصيبة وأنا مازلت لا أشعر بأننى كاتب، لا أحس بعد أنني كتبت كل ما أريد أن أكتبه.
الطيب صالح يتوقف عن الرواية
وعن أسباب توقفه عن الكتابة قال: أنا لم أتوقف عن الكتابة لكن توقفت عن كتابة الرواية تحديدا، ولدى كتابات فى النقد والرحلات والتاريخ، وكذلك لأن الكتابة نشاط إلى جانب عدة أنشطة فى الحياة فليست هى الشي الوحيد في حياتى فأنا أحب السفر وأحب القراءة، استمع إلى الموسيقى وأتحدث مع الناس.
جائزة الطيب صالح العالمية
تأسست جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في فبراير 2010، وتقدم في مجالات القصة القصيرة والرواية ومجال ثالث يحدده مجلس الأمناء سنويًا، وتبلغ قيمة الجائزة 200 ألف دولار أمريكي، وتأتي الجائزة تكريمًا للأديب السوداني الطيب صالح، الذي تعد روايته “موسم الهجرة إلى الشمال" أحد أفضل مائة عمل عربي في التاريخ.
اقرأ أيضا:
فى ذكرى رحيله.. الطيب صالح ينفي عن نفسه صفة المهاجر
ففى جريدة الشرق الأوسط عام 1995 كَتب الأديب السودانى الطيب صالح عن مصر مقالًا يقول فيه: دائمًا كانت علاقتى بمصر وعلاقتى بالقاهرة بالذات ولا تزال، كغيري من السودانيين ربما علاقة تستند إلى الأزمنة التى تختزلها وإلى قياس الامتدادات التى مثلتها وتمثلها، بالنسبة إلى السودان أولا، ثم بالنسبة إلى كل الأقطار العربية الأخرى.
واضاف: أحب دائمًا زيارة مصر المحروسة، لم أعش فيها بشكل دائم لكنها دائمًا ماثلة أمامى برمزيتها منذ فتح عمرو بن العاص لها، أرتبط بها أستعيدها وأفكر فيها، مصر التى توجد الآن هى مصر التى تعمق صلتي بهُويتي المضاعفة المتشربة بكل التواريخ الثقافية والدينية المتفاعلة فى عمق السودان عبر مصر وغير مصر فمنذ عصور الفراعنة وأنت عندما تزور السودان وتزور مصر.. تكتشف نفس التركيبة ونفس الطبقات الجيولوجية تتقاسم الخريطة والتاريخ والإنسان والمجتمع.
وصف الطيب صالح لمصر
وأضاف الطيب صالح: تعرفت عبر القراءة والكتابة على مصر الحديثة منذ نعومة أظفارى كما يقال، تعرفت على طه حسين وعباس العقاد وأحمد أمين والرافعى والمازنى، ثم تعرفت بعد ذلك على عدة رموز وأسماء، لى بينها أصدقاء، يخففون على شحنة الدهشة التى أحس بها عندما أكون هنا أو هناك.
واختتم الطيب الصالح كلامَه عن مصر فى مقالِه فقال: مصر المحروسة بالنسبة لى كالسودان لحظة تمتد ولا تنتهى، تظل مشرعة على الانتماء إلى الذات واختراق المكان، تسكعت فى شوارع القاهرة التاريخية الرائعة، وزرت الأوبرا ودخلت المسرح، وقطعت النيل سابحًا ذات مرة، لم يحدث شيء إطلاقا سوى أن القرية زادت انتفاخًا، وتوتر وتر القوس سينطلق السهم نحو آفاق أخرى مجهولة.
صلاح جاهين الأقرب إلى العبقرية
يرى الطيب صالح أن صلاح جاهين ـ أقرب أصدقائه إليه ـ هو أقرب إنسان إلى العبقرية.. موهبته كانت ثقيلة عليه فلم يتحمَّلها فمات وأحفظ رباعياته عن ظهر قلب وتظل وحدها أمام عينى: "خل الشتا وقفل البيبان ع البــيوت.. وجعل شعاع الشمس خيط عنكبوت.. وحاجات كتير بتموت في ليل الشــتا.. لكن حاجات أكتر بترفض تمــــــوت.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.