خبيرة شئون أفريقية: 200 مهاجر يوميا من تونس لأوروبا عبر أخطر طريق مائي بالعالم
تكشف الإحصائيات أن هناك حصيلة قياسية من المهاجرين الأفارقة، فضلا عن قاصرين تونسيين الذين تمكنوا من الوصول إلى السواحل الإيطالية خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، بعدد 1044 شخص، مقارنة بـ 103 عام 2019، و649 خلال نفس الفترة من السنة الماضية.
وتعليقا على أزمة المهاجرين الأفارقة، تقول الدكتورة نجلاء مرعي، الأستاذة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وخبيرة الشئون الأفريقية: هناك نحو 34 ألف شخص، منذ بداية هذا العام هاجروا من تونس لأوروبا، أي بمعدل نحو 200 شخص يوميا، وهي أرقام كبيرة، بحسب الإحصائيات الأوروبية، لدرجة أن ليبيا تراجعت للمرتبة الثانية بعد تونس في ملف الهجرة غير الشرعية.. وهذا العدد كان 12 ألف أفريقي في العام الماضي 2022؛ ما يعني أن الظاهرة في تصاعد.
حزمة من التحديات السياسية والأمنية
وأضافت د. نجلاء مرعي، في تصريحات خاصة لـ "فيتو": الحكومة التونسية تواجه أزمة اقتصادية محتدمة، إضافة لحزمة من التحديات السياسية والأمنية، اشتدت حدتها في الفترة الأخيرة بسبب تفاقم ظاهرة المهاجرين.. هذا العبء الاقتصادي والأمني المضاعف زاده حدةً لجوء الاتحاد الأوروبي لإنشاء منطقة عازلة.
وتوضح د. نجلاء أن هناك أسبابا متعددة لزيادة الأزمة؛ على رأسها السياسات الأوروبية في "تصدير الحدود"، ذلك أن فرنسا وإيطاليا اتخذتا إجراءات مشددة لمنع دخول اللاجئين، في الوقت الذي ترفض فيه تونس وليبيا أن تتحولا إلى محطات نهائية للمهاجرين، ولذا تتخذان تدابير متشددة للحد من الظاهرة وحماية الحدود، وحرصت الإدارة التونسية على رفض تصريحات الاتحاد الأفريقي التي تتهم الرئيس سعيد، ببث خطاب العنصرية والكراهية، والتي قال خلالها: إن تونس لا تقبل الدروس، ولن تقبل أي محاولات لتوطين المهاجرين.
بطاقة لمدة سنة للطلبة
ولتخفيف الانتقادات، بدأت تونس تتخذ إجراءات خاصة لصالح المهاجرين تسليم بطاقة لمدة سنة للطلبة من المهاجرين إليها.
وتشير إلى أنه قبل أيام أبرم الاتحاد الأروبي اتفاقا مع تونس لدعمها في مواجهة ظاهرة الهجرة، تضمن تقديم مساعدات طويلة الأمد، بقيمة 900 مليون يورو، إضافة إلى 150 مليونا يتم صرفها من الميزانية الأوروبية، بما يضمن تقليص عدد المهاجرين لأوروبا، كما أبدى الاتحاد موافقة على منحها قوارب وأجهزة وكاميرات لتعزيز إجراءات الأمن على الحدود المقابلة للشواطئ الأوروبية.. وكل ذلك على أمل إقناع الرئيس التونسي بقبول توطيم اللاجئين في بلاده.
أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي
وتضيف د. نجلاء مرعي أن أجندة الاتحاد الأفريقي الممتدة حتى عام 2063 تهتم بالحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وأن هناك صندوقا أوروبيا تم طرحه مؤخرا للعمل على وقف هذه الهجرة، لكن الاتحاد الأفريقي بمفرده عاجز عن إدارة هذا الملف، فهو يحتاج لدعم اقتصادات الدول الطاردة للسكان، من خلال حزمة مساعدات أمنية واجتماعية واقتصادية ولن يتم ذلك دون مساعدات مالية ضخمة من أوروبا.
قضية المهاجرين الأفارقة
وتمثل قضية المهاجرين الأفارقة أزمة مستحكمة للنظام في تونس.. خصوصا مع قلة الموارد الاقتصادية لهذا البلد الصغير، الذي يئن تحت وطأة الأمة الداخلية بين النظام وجماعة الإخوان المسلمين، حيث تدور رحى حرب حامية الوطيس بين عناصرها والرئيس قيس سعيد.
ورغم جهود الحكومة التونسية تجاه أزمة المهاجرين الأفارقة القادمين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، إلا أن هناك منظمات حقوقية، محلية ودولية، لا تكاد تتوقف عن توجيه سهام النقد المستمر للرئيس والحكومة التونسية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.