تمرد الميليشيات ديناميت تفجير الدول.. قوات فاجنر تشعل أزمة غير مسبوقة بموسكو.. والرئيس الروسي أدار الأزمة بذكاء شديد
مازال تمرد قوات فاجنر علي الجيش الروسي الذي أشعل أزمة غير مسبوقة في البلاد، واستمرت قرابة الـ24 ساعة يشعل الجدل حول الخطوة وكيفية إدارتها من الدولة الروسية، كما أثار المخاوف من الكيانات المسلحة الموازية، وسلط الضوء علي خطورة الميليشيات المسلحة الموازية للجيوش الرسمية، إذ تبين أنها تزيد من مصائب البلدان وتساهم في إضعاف سمعتها وقدرة مؤسساتها بعد أن أصبحت مثل الديناميت الموجه من الداخل لتفجير الدولة في شكلها الحديث.
قوات فاجنر
تمرد "قوات فاجنر" علي الجيش الروسي سبقه التوغل داخل الدوائر والوكالات الحكومية، وتعاظم قوتها وامتيازاتها، لهذا رفض منسوبيها الاندماج في القوات المسلحة الرسمية، أو الالتزام بقرارات الدولة، وبدا أن المليشيا تأمل في لعب دور سياسي برئاسة زعيمها بريجوجين الذي سيطر خلال الأزمة على مدينة روستوف الروسية، مهددًا بالزحف نحو موسكو، والاقتصاص من وزير دفاعها وكبار قادة الجيش.
ما حدث من فاجنر جعل العالم بأكمله يقف مشدوها،خوفا من أي تهور في بلد يحتل المرتبة الأولى عالميا فى عدد الأسلحة النووية، خاصة أن خطورة تلك الميليشيات لا يفرق بين دولة عظمى أو نامية، فاحتمالية الغدر تكون قائمة طوال الوقت، علي الرغم من أنها تبدأ ممارسة عملها بمثالية ووفاء، وتحظي بإجماع وطني واسع، لكنها تصدم الجميع بنهايات مأساوية.
اللافت أنه في محيط الأزمة الروسية ـ الأوكرانية، لا تكمن خطورة الميليشيات على قوات فاجنر وحدها بل هناك ميليشيات أخرى تعرف باسم “ النازيين الجديد”، الذين وصفهم بوتين بهذا المصطلح عدة مرات في إشارة إلي كتيبة “أزوف” التي تندرج تحت الحرس الوطني الأوكراني، ويهيمن عليها متطرفون يمينيون، والتي تنخرط في تدريب المدنيين علي حمل السلاح استعدادًا للهجوم العسكري الروسي.
يقول اللواء أركان حرب الدكتور محمد الشهاوي مستشار كلية القادة والأركان، تعليقا علي ما حدث من قوات فاجنر ومخاطر تلك الميليشيات إن وزارة الدفاع الروسية سيطرت على الأزمة بشكل كبير، بعد أن قامت بعمل عقود لكل القوات غير النظامية قبل مطلع شهر يوليو الجاري، موضحا أن تمرد مجموعة فاجنر بهذه الطريقة صب في مصلحة القوات الروسية، بعد أن تمكنت من تحجيم هذه الميليشيات قبل تفاقهم خطرها، لافتا إلى أن تجربة وجود كيانين عسكريين داخل نفس البلد، يؤدي بالضرورة إلى اندلاع صراع وتأجيج حرب أهلية، فالدولة التي لا تملك منفردة قرارًا بالحرب والسلم ناقصة سيادة، وأشار الي أن الرئيس الروسي كان يريد تحجيم قوات فاجنر، وقد تمكن من احتواء الموقف بسرعة، وأعلنت قوات فاجنر انسحابها إلى بيلاروسيا، لافتا إلى أن عدم تدمير فاجنر أنقذ روسيا من مأساة ومجزرة كبيرة، لكن حسم بوتين هذه الأزمة بحكمة وذكاء أدى إلى الخلاص من قوات فاجنر العسكرية التي كان ستمثل ضغطا شديدا على القوات المسلحة الروسية، دون إراقة دماء الروسيين.
الهجوم المضاد الأوكراني
وعن الهجوم المضاد الأوكراني الذي تدعو له روسيا أضاف: بكل بساطة لن ينجح لأن روسيا في نفس اليوم الذي قامت فيه قوات فاجنر بالتمرد قبل الحل والانسحاب إلي بيلاروسيا قامت بإطلاق 50 صاروخ كينجال على كييف والأهداف الاستراتيجية الأوكرانية.
من ناحية آخرى، وعن احتمالية تمرد كتيبة أزوف بنفس طريقة فاجنر، قال الدكتور عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو، أن تمرد كتيبة “أزوف” الذين وصفهم بوتين عدة مرات بالنازيين الجدد أمر مستبعد،لأن طبيعة عمل وتكوين كليهما مختلف تماما وأوضح أن الميليشيا الأوكرانية تعمل لصالح مفهوم المجتمع وليس الدولة كما هو الحال مع فاجنر، لذا من الصعب أن نشهد تمردا في الداخل الأوكراني، لأن التغير الوحيد الذي ستسعى له أزوف في ظل الدعم الغربي للدولة الأوكرانية وخاصة بعد انتهاء الحرب السير في كنف أفكار التعايش والعقلانية، وليس الصدام مع الدولة وتشكيل واقع جديد.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد ، أخبارالمحافظات ، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.