الأجندة السرية لـ«أمراء الحرب» بالمنطقة.. يخدمون أهداف حكومة الدبيبة في طرابلس.. وحميدتي يقود مخططا دوليا للاستيلاء على السلطة
>> الحوثيون يسيطرون على 40 % من مساحة وموارد الدولة.. وميليشيا العراق تتنافس على السلطة والسياسة بالأذرع المسلحة للأحزاب والطوائف السياسية والمذهبية
الميليشيا العسكرية في المنطقة العربية لا تقل خطورة عن نظيراتها في العالم، إذ يقودها أشخاص لهم سجلات إجرامية، ويطلق عليهم أمراء الحرب، وبرز أغلبهم خلال العقد الأخير، وتضخمت قوتهم وأصبحوا بمثابة جيوش موازية تعادي وتهدد الجيوش النظامية، وخاصة في ليبيا والسودان والعراق واليمن.
أمراء الحرب في ليبيا
في ليبيا يوجد الكثير من أمراء الحرب وزعماء الميليشيات الإرهابية، الذين شكلوا جيوشا موازية للجيش الوطني الليبي، تعتبر أكبر تهديد لأمن واستقرار البلاد، وعلى رأس هؤلاء عبد الغني الككلي أو كما يلقب بالشيخ غنيوة، وهو من أبرز قادة الميليشيات في العاصمة الليبية طرابلس.
وتحول الككلي من تاجر مخدرات إلى أمير حرب، وهو قائد ميليشيا جهاز الدعم والاستقرار التي أسسها فائز السراج، ويعد الآن أحد أكثر قادة الميليشيات نفوذًا في العاصمة الليبية طرابلس، كما كان أحد أبرز الأذرع المسلحة لحكومة الوفاق السابقة، وسبق الحكم على عبد الغني الككلي بالسجن 14 عاما، بسبب تعاطيه المخدرات والاتجار بها، لكنه تمكن من الفرار بعد أحداث فبراير 2011، لينضم لاحقا إلى الجماعات المتطرفة، والآن أصبح ضمن مراكز القوى، وبحسب وثيقة سربها ناشطون في عام 2016 فإن مرتب غنيوة الذي يعمل مدير أول بمديرية أمن طرابلس وصل إلى 31 مليون دينار ليبي في الشهر.
ويتصدر الترتيب أيضا عبد الحكيم بلحاج، زعيم الجماعة الليبية المقاتلة التابعة لتنظيم القاعدة، الذي تحول بعد خروجه من السجن بفترة قصيرة إلى أحد أكبر أثرياء ليبيا ، ويمتلك عدة شركات أهمها شركة طيران الأجنحة في ليبيا، والتي تستخدم في نقل المرتزقة إلى ليبيا، ويعتبر أحد أبرز القيادات الليبية المطلوب اعتقالها من قبل مكتب النائب العام الليبي، بشبهة ارتكابه جرائم وزعزعة أمن واستقرار البلاد، كما يدرج منذ 2017 على قائمة الإرهاب للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وكذلك على قائمة البرلمان الليبي، وكان بلحاج سجينا قبل سقوط نظام معمر القذافي بتهمة محاولة إعادة ترتيب الجماعة المقاتلة للجهاد ضد نظام القذافي، تحوّل بعد الثورة إلى واحد من أكبر أثرياء ليبيا، ولعب دورا سياسيا وأمنيا عندما ترأس حزب الوطن.
هناك أيضا هيثم التاجوري، وهو أحد أبرز زعماء الميليشيات المسلحة في طرابلس، وتتخطى ثروته الآن 600 مليون دولار أمريكي، وكان قائد الكتيبة 777، ثم قيادة ثوار طرابلس، وقام بحماية حكومة الوفاق منذ وصولها إلى العاصمة في 2016 مقابل بعض الامتيازات، ووصف فريق خبراء تابع لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة التاجوري بأمير الحرب، وذلك في تقرير نُشر عام 2016.
هناك أيضا إبراهيم الحضران، وهو من أبرز زعماء الميليشيات في ليبيا، ويهيمن على مؤسسات النفط الليبية، وأصبح ضمن أكبر 5 أثرياء في البلاد، وذلك من خلال التجارة في النفط بالسوق السوداء.
والحضران زعيم ميليشيا ليبي من أجدابيا في شرق ليبيا، واعتقل في فبراير 2005 بتهمة تنظيم مجموعة مسلحة للإطاحة بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي، وبعد أن أمضى 6 سنوات في سجن أبو سليم الليبي مع أشقائه الأربعة، أطلق سراحه عام 2011 وشارك لاحقًا كقائد للمتمردين في الثورة الليبية.
وينتمي الجضران إلى قبيلة المغاربة، وهي من أهم القبائل في الشرق الليبي وفي أجدابيا، وتقطن في المناطق المحيطة بالموانئ النفطية، ويعتبر من الذين تحركوا مبكرا لإسقاط نظام معمر القذافي في أحداث 17 فبراير 2011، كما أنّه من دعاة إنشاء النظام الفيدرالي واقتسام السلطة والثروات بين الأقاليم في البلاد.
على القائمة أيضا عبدالرؤوف كارة وهو سلفي يقود ميليشيا الردع الخاصة، وهي الأكثر عددا وتسليحا في العاصمة طرابلس، وتتخذ من قاعدة معتيقة مقرا لها، وتتولى مهام قتالية عديدة، من بينها حماية المقرات الحكومية، ويتقاضى عناصرها رواتبهم من حكومة الدبيبة، وتتخذ هذه الميليشيات من مجمع معيتيقة مقرًا لها، وتتكون من حوالي 1500 عنصر وتحل محل الشرطة في طرابلس، وهي متورطة في تهريب السلاح والعناصر الإرهابية.
يدخل التصنيف أيضا مصطفى قدور، وهو من الشخصيات المتشددة، وزعيم كتيبة النواصي التي تتمركز في منطقة بوستة بالقرب من القاعدة البحرية، ومعه صلاح بادي، وهو قائد لواء الصمود، وأحد مؤسسي ميليشيات فجر ليبيا، التابعة لجماعة الإخوان فرع ليبيا، والتي أحرقت مطار طرابلس الدولي في عام 2014.
وشارك بادي في أغلب الاشتباكات التي شهدتها طرابلس في السنوات الأخيرة، وهو مدرج على قائمة المتورطين في الجرائم الإرهابية، كما انقلب على نتيجة انتخابات مجلس النواب الليبي، وتم طرده من العاصمة، وأعلن عن عملية عسكرية أطلق عليها اسم “فجر ليبيا“، في 13 يوليو 2014، بهدف السيطرة على مطار طرابلس.
يقول اللواء سمير فرج، الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي، إن الهدف الرئيسي وراء استمرار الميليشيات الإجرامية والإرهابية في ليبيا دعم أجندة حكومة الدبيبة، موضحا أنها تقوم بدفع رواتبهم لحمايتها، مؤكدا أن هذه الحكومة لا تأبه للشرعية الدولية، وكل همها التواجد على الساحة والسيطرة على الحكم في ليبيا، وأكد سمير فرج أن قادة المليشيات المتواجدة في طرابلس أغلبهم أصحاب سجلات جنائية وإرهابية، وكل هدفهم جني الأموال، ومع كل الخلافات والاشتباكات المسلحة فيما يتعلق بمناطق النفوذ، لكن حكومة الدبيبة سخرت الأموال في السيطرة عليهم لتنفيذ أجندتها.
الصراع السوداني
في السودان، تضخم اسم محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي، وهو قائد ميليشيا الدعم السريع التي تنفذ انقلابا ضد الجيش السوداني للسيطرة على مفاصل البلاد، مع أنه معين منذ 2019 نائبًا لرئيس المجلس العسكري الانتقالي الذي ترأسه الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في أعقاب عزل الرئيس السوداني عمر البشير.
شكل حميدتي ميليشيا قبلية خاصة به، تنافست مع ميليشيات قبلية أخرى، وعند اكتشاف الذهب في جبل عامر سيطرت ميليشياته على مناجمه، لكنه تحول إلى العمل في كنف السلطة منذ عام 2003، عندما حشدت حكومة البشير قوات من الرعاة العرب لمحاربة المتمردين الأفارقة في دارفور، وكانت نواة هذه القوات، التي عرفت لاحقا باسم "الجنجويد" مؤلفة من رعاة إبل من عشيرتي المحاميد والماهرية، من قبائل الرزيقات في شمال دارفور والمناطق المتاخمة لها في تشاد.
وخلال الحرب الضارية في دارفور بين عامي 2003-2005، كان قائد الجنجويد الأكثر شهرة والأسوأ سمعة هو موسى هلال، زعيم عشيرة المحاميد، ما جعل عمر البشير يعطي الشرعية لهذه الميليشيا وأطلق عليها "قوات الدعم السريع" وفق مرسوم رئاسي أصدره في عام 2013، وكان قوامها الأساسي آنذاك 5000 عنصر، لكن عددها وصل إلى أكثر من 40 ألف شخص في عام 2019.
يقول الدكتور عادل الفكي، المدير العام السابق لمركز المعلومات بوزارة المالية السودانية، أن الدعم السريع قوة عسكرية أنشأها الجيش السوداني، وتخصصت في مكافحة العصابات المتمردة، وعصابات تهريب البشر والمخدرات، وتتميز بخفة الحركة باستخدامها لسيارات الدفع الرباعي من ماركة تايوتا لاند كروزر.
وأضاف عادل الفكي: إن هذه القوات دخلت العاصمة الخرطوم لحماية بعض المرافق الحكومية، لكن قائدها محمد حمدان دقلو بمعاونة دول خارجية وأحزاب سودانية صغيرة وميليشيا فاجنر الروسية بدأ في تلميع نفسه كشخص يمكنه قيادة الجيش والبلاد، وأغرته هذه القوى بالانقلاب على السلطة، لهذا قاد التمرد في 15 أبريل الماضي ضد الجيش الوطني، ما أجبر الأخير على إعلان الدعم السريع قوة متمردة، ونزع الصفة العسكرية والرتبة عن محمد حمدان دقلو
يرى الفكي أن هدف محمد حمدان دقلو حال نجاح انقلابه الاستحواذ على السلطة في السودان، ليصبح رئيسا وقائدا للجيش، وهذا بالطبع يتيح له ولمن يقف خلفه من دول ومنظمات الاستفادة من الموارد الطبيعية الضخمة التي يتمتع بها السودان.
ميليشيا العراق
يقول الدكتور سامح راشد، الخبير في الشئون الإقليمية والعلاقات الدولية، إن أبرز الميليشات المسلحة التي تنشط في العراق هي "الحشد الشعبي" موضحا أنها مجموعة من المسلحين الذين يمثلون مكونا مذهبيا في الداخل العراقي (بعض فصائل الشعب العراقي الشيعي) وتم تمويلها وتسليحها عن طريق إيران حتي يكون للفصائل والأحزاب والشيعية ذراع عسكري.
وتابع: بمرور الوقت زادت قدرة وقوة وإمكانيات الحشد الشعبي، وتحولت لما يشبه الجيش النظامي وأصبحت تنافس القوات الأمنية العراقية نفسها، على الرغم من قرارات دمج هذه الميليشيات داخل الجيش العراقي مؤخرا، حتي تصبح الدولة هي المسيطرة علي مؤسسات القوة، لكن مازال الوضع على الأرض مختلفا.
وأضاف راشد: "الحشد الشعبي هو أبرز مثال للميليشيات العسكرية في العراق، والأكثر تنظيما والأعلي تدريبا وتسليحا وكفاءة"، لافتا إلي أن هناك ميليشات أخري يطلق عليها "الصدريون" وهم أقدم فصيل مسلح في بغداد وتتبع لمقتدي الصدر، وهم الأكثر عددا في البلاد والأكثر طاعة وانصياعا لأوامر قائدهم، ولكنهم الأقل تسليحا وتدريبا من الحشد الشعبي.
وتابع الخبير في الشئون الإقليمية والعلاقات الدولية: " يوجد أيضا في العراق فصائل أخري مسلحة بعضها للسنة، ولكن عددها قليل وتسليحها ضعيف، نظرا لعدم وجود موارد أو دعم لها من الأطراف المتواجدة في المنطقة العربية، خوفا من استفزاز طهران، بالإضافة إلي فصائل أخري بعضها متطرفة بشدة وتتبع داعش وتنظيمات إرهابية كثيرة.
وأوضح أن "كردستان العراق" تعد الأخطر من تلك الميليشيات، فبالرغم من أنها تتمتع بحكم ذاتي، ومن المفترض أنها تحت الراية العراقية، لكنها على الأرض تملك جيشا كاملا وقوات مسلحة نظامية ولا ينقصها سوي رفع راية لها.
وأشار الدكتور سامح راشد إلي أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان يسيطر علي الدولة العراقية، ولكن مع الغزو الأمريكي وسقوط الدولة، بدأت تلك الميليشيات في الظهور، مشددا علي أن الحرب فتحت الباب أمام إيران التي استغلت تلك الفرصة، وقامت بدعم وتمويل الفصائل الشيعية التابعة لها لتكوين أذرع عسكرية، فنشأ الحشد الشعبي علي سبيل المثال.
أما اليمن، فالأوضاع هناك حسب سامح راشد، أن الحوثيين أو (جماعة أنصار الله) التي يقودها حاليا عبدالملك الحوثي تمثل أبرز الميليشيات المتواجدة في البلاد، مضيفا: "الحوثيون في بدايتهم لم يكونوا مسلحين، وكان الرئيس علي عبدالله صالح يوظفهم في الملفات السياسية خصوصا وقت الانتخابات، ولكنهم بمرور الوقت توجهوا نحو التسلح والاعتماد علي إيران، واتجهوا لممارسة السياسة بالشكل الإيراني والتي تتمثل في استخدام القوة وقت الحاجة إليها
وعن إمكانية السيطرة علي الحوثيين، قال راشد إنه حاليا لا يمكن السيطرة عليهم، نظرا لعدم وجود دولة في اليمن تستطيع فرض سيطرتها وسيادتها علي كل أراضي البلاد، لافتا إلى أن الحوثيين هم أقوي ميليشيات موازية للقوات النظامية في اليمن، حيث تسيطر على نحو 40% من أراضي البلاد بمواردها وطاقتها.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد ، أخبارالمحافظات ، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.