رئيس التحرير
عصام كامل

صفقات السلاح والانضمام للاتحاد الأوروبي.. مكاسب تركيا المحتملة من ضم السويد للناتو.. وخبير يكشف شروط أردوغان للموافقة

أردوغان والسويد،
أردوغان والسويد، فيتو

قال كرم سعيد، الباحث المتخصص في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، تعليقا على قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالموافقة على ضم السويد لحلف الناتو، اليوم الثلاثاء، إن قرار الرئيس التركي يأتي  في سياق محاولة تحييد القيود الغربية عليها، نظرًا لأنه كان هناك إصرار من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية على ضرورة ضم السويد من خلال هذه القمة.

وأضاف الباحث في مركز الأهرام والمتخصص في الشأن التركي في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن الأمر الأخر يبدو أن هناك مقايضة ما بين القوى الغربية  على الاتفاق على ضم السويد للناتو ومنها موافقة الولايات المتحدة الأمريكية علي منح تركيا طائرات أف 16 من الطراز المتقدم وتسكين جانب القضايا الخلافية وتخفيف الضغوط علي تركيا في الملفات الشائكة والسماح بعودة المفاوضات التركية مع الاتحاد الأوروبي بخصوص العضوية.

 

وأوضح سعيد أن كل تلك مكاسب وربما قدمها الغرب لتركيا لضمان الموافقة على انضمام السويد ، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات العسكرية ما بين تركيا والسويد بعد  رفع السويد الحظر على توريد معدات عسكرية إلى تركيا وربما أيضا تسريع وتيرة التقارب بشكل أكبر في قطاع العلاقات العسكرية، لكن لازال ذلك  القرار لا يعني حتى الآن الموافقة بشكل رسمي  وإنما هو تمهيدًا للموافقة حال تم القبول بشروط أردوغان المطروحة.

جاء قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالموافقة على إحالة طلب السويد بالإنضمام لحلف الناتو بمثابة انفراجة لستوكهولوم والتي ترغب في اتخاذ هذه الخطوة بعدما سعت على مدار أشهر مضت للانضمام إلى الحلف متخلية عن سياسة عدم الانحياز التي دامت عقودا، وذلك حسبما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج.

 

 توقيت اختيار أردوغان السويد للناتو

وتعقد قمة حلف الناتو، اليوم الثلاثاء في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، وسط ترقب كافة الأطراف للقرارات المصيرية التي يمكن أن تؤخذ اليوم، خاصة بعد أن أبدى أردوغان موافقته على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، محيلا الأمر إلى برلمان بلاده، منهيًا بذلك شهورا من المماطلة في إفساح الطريق لانضمام السويد إلى "الناتو"، الذي يتطلب موافقة جميع أعضاء الحلف.

 وبشأن اختيار موعد الموافقة علي ضم السويد للناتو ما هو إلا لأمر في نفس أردوغان بعد تعطيلها عدة أشهر وذلك قبل ساعات من عقد قمة مفصلية في تاريخ الناتو،  والتي من المقرر أن تلتئم اليوم الثلاثاء.

 ففي العام الماضي  طلبت  السويد وفنلندا رسميا الانضمام إلى حلف الأطلسي، على إثر تداعيات الحرب في أوكرانيا، والشعور بعدم الأمان في شمال أوروبا، معلنة التخلي عن حيادها العسكري الطويل، لكن تلك الخطة مكنت فنلندا فقط من تحقيق آمالها بالحصول علي الضوء الأخضر للانضمام للناتو بينما اعترضت تركيا والمجر علي ضم  السويد، وذلك قبل أن ترضخ المجر لضغط باقي دول الحلف وتوافق علي ضم السويد لتبقي تركيا الوحيدة المعارضة والعقبة الوحيدة أيضا بوجه السويد  رغم الوساطة الأمريكية والأوروبية وكذلك الضغوط علي أنقرة لتغيير رأيها.

أسباب الرفض وشروط تركيا لضم السويد للناتو

ويأتي رفض أردوغان لضم السويد للناتو لأسباب  معينة منها المطالبة برفع حظر تصدير الأسلحة لأنقرة، والنأي بنفسها عن دعم المنظمات الإرهابية، خاصة حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية، لكن بين شد وجذب  في المفاوضات بين ستوكهولم وأنقرة، ووصول الدولتان في كل مرة  إلى طريق مسدود، وافقت تركيا أخيرا وذلك بعد أن قدمت شروط تمثلت في  قائمة بـ120 شخصا يحمل أغلبهم الجنسية السويدية طالبت بتسليمهم كبادرة حسن نية على التعاون الأمني، قبل اتخاذ أي خطوة بشأن الانضمام إلى الناتو.

اقرأ أيضا: زيلينسكي بعد دعم تركيا ضم السويد للناتو: نأمل بضم أوكرانيا أيضا

 وما كان علي السويد إلا انتظار الانتخابات التركية، في يونيو الماضي والتي فاز فيها أردوغان بولاية رئاسية جديدة، ثم استأنفت ستوكهولم طلبها بعد قالت إنها اوفت بشروط تركيا، بما في ذلك سن تشريعات ضد  الإرهاب، وبدا أن موافقة أنقرة قريبة  لولا حادثة حرق عراقي يحمل الجنسية السويدية للمصحف في تحد للمسلمين، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الرئيس أردوغان، وأصبح عقبة جديدة أمام ستوكهولم.

لكن إدانة الحكومة السويدية لحرق المصحف، خفف من حدة رفض أردوغان لطب الانضمام، غير أن أنقرة، أصبحت ترفع شروطا جديدة، وربطت بين الموافقة ودعم مساعيها للالتحاق بالاتحاد الأوروبي، وبعد أن زاد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ضغوطه على أنقرة، لوح أردوغان بفتح طريق تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي مقابل تمهيد الطريق لعضوية السويد في الحلف الأطلسي.

وأشار أردوغان إلى أن جميع الدول الأعضاء في الناتو تقريبًا أعضاء في الاتحاد الأوروبي، مناشدا الدول التي أبقت تركيا تنتظر على أبواب التكتل لأكثر من 50 عامًا لتغيير رأيها، قائلًا أولًا دعونا نمهد الطريق لتركيا في الاتحاد الأوروبي، وبعد ذلك ستمهد الطريق للسويد مثلما فعلنا مع فنلندا".

وبالفعل لم ينتظر أردوغان الوصول إلى فيلنيوس لحضور قمة "الناتو" المقرر انطلاقها اليوم الثلاثاء، بل أعلن أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج عقب اجتماع ثلاثي ضم رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون موافقة تركيا على إحالة انضمام السويد للناتو إلى البرلمان التركي للمصادقة عليه.

ورغم ذلك فقد قال الرئيس التركي التأكيد ان عضوية السويد في "الناتو" مرهونة بتنفيذ القضايا المحددة في الاتفاقية الثلاثية التي تم توقيعها العام الماضي في العاصمة الإسبانية مدريد  خلال قمة الناتو،  سيكون طلب السويد للانضمام إلى الحلف الأطلسي على جدول الأعمال، فضلا عن الأزمة الأوكرانية، والتحديات التي تواجه الحلف، وخطوات تعزيز دفاعه العسكري وقدرته على الردع.

واشنطن تدعم  مساعي أنقرة للتحديث عسكريا

وبالفعل سارعت واشنطن لمد يد التعاون لأنقرة، فور إطلاق تركيا الضوء الأخضر للسماح بضم السويد للحلف، وأجرى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي أكد فيه دعم واشنطن لمساعي أنقرة للتحديث العسكري، كما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن الوزير لويد أوستن بحث مع نظيره التركي يشار غولر دعم مساعي تركيا للتحديث العسكري.

وبدورها قالت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” عن الاتصال الهاتفي بين أوستن وجولر إن  الجانبين ناقشا المحادثات الإيجابية بين تركيا والسويد والأمين العام لحلف شمال الأطلسي  ينس  ستولتنبرج، فضلا عن دعم وزارة الدفاع لجهود تركيا للتحديث العسكري".

وقبل يومين من قرار أردوغان  أعلنت دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، إن الرئيس رجب طيب أردوغان أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره الأمريكي جو بايدن بحثا خلاله سعي السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي الناتو".

 اقرأ ايضا:  ملفات معقدة على طاولة قمة الناتو، بايدن يتهرب من وعوده لأوكرانيا والسويد تترقب موافقة تركيا، وخبير يكشف لـفيتو مصير الحلف حال عودة الجمهوريين للسلطة

 

وقال أردوغان لبايدن إن "ستوكهولم اتخذت خطوات في الاتجاه الصحيح حتى تصدق أنقرة على طلبها الانضمام للحلف"، في إشارة إلى قانون لمكافحة الإرهاب.

وستنظر أنقرة في قابل الأيام ما إذا كانت موافقتها على انضمام السويد إلى "الناتو" ستجلب لها المزيد من المكاسب، خاصة بعد إحالة الموضوع إلى البرلمان، دون موعد محدد، وهو ما يجعل تركيا في حل من المزيد من الضغوط، وفي نفس الوقت تنتظر تحقيق مطالبها من الطرف الآخر.

وسيكون تركيز تركيا بالأساس إضافة إلى وقف دعم السويد للمنظمات الكردية، دعم مساعيها للانضمام للاتحاد الأوروبي، وصفقات السلاح مع الولايات المتحدة، وبالمقابل لن تقف في نهاية المطاف أمام طموح ستوكهولم، العضو الـ32 المتوقع في قائمة دول "الناتو".

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية