أبرزها الحريف وشيء من الخوف، علامات في تاريخ السينما سقطت في اختبار شباك التذاكر
هناك العديد من الأفلام المصرية ذات الإنتاج الضخم والتي حصلت على إشادة النقاد ولكنها لم تحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا في شباك التذاكر، هذه الأفلام امتلكت عمقًا وجودة في التصوير والإخراج والأداء، لكنها لم تستطع جذب جماهير واسعة تحقق لها النجاح التجاري الذي يدعمها بجانب القيمة الفنية التي حققتها بالفعل وسقطت في شباك التذاكر.
ورغم احتواء هذه الأفلام على عناصر النجاح الجماهيري كالقصة المثيرة للاهتمام وأداء الممثلين القوي والمقنع والمناسب لشخصيات الفيلم والقصة والمخرجين أصحاب الرؤى الفنية والإبداعية إلا أنها فقدت عنصري التسويق واختيار وقت العرض ما أدى إلى فشلها في تحقيق أرباح تعوض خسائر المنتجين.
وفي التقرير التالي نستعرض بعض الأفلام التي صنفها النقاد أنها من أهم ما أنتجته السينما المصرية عبر تاريخها لكنها كبدت صناعها خسائر ضخمة.
الناصر صلاح الدين وإفلاس المنتجة آسيا
يعد فيلم الناصر صلاح الدين من أفضل 100 فيلم مصري على الإطلاق طبقا لرأي النقاد
وقامت المنتجة "آسيا داغر" برهن عمارتها وأثاث شقتها لكي يخرج الفيلم بالشكل الذي يليق به، واستعان المخرج يوسف شاهين بـ20 ألف جندي من الجيش المصري، لتصوير مشاهد المعارك والتي وصلت لـ 8 معارك على مدار الفيلم.
إلا أن الإقبال الجماهيري كان ضعيفا جدًا رغم كل الجوائز اللي حققها الفيلم وبلغت التكلفة الإنتاجية للفيلم 200 ألف جنيه أما الإيرادات فكانت 144 ألف جنيه فقط.
لكن الفيلم نجح جماهيريًا نجاحا ساحقا حين عرض بالتليفزيون.
الناصر صلاح الدين للمخرج يوسف شاهين، من إنتاج عام 1963، قصة: يوسف السباعي، (معالجة القصة): عز الدين ذو الفقار، محمد عبد الجواد، نجيب محفوظ، عبد الرحمن الشرقاوي. الفيلم من بطولة أحمد مظهر، وصلاح ذو الفقار، ونادية لطفي، وآخرين.
وهو فيلم تاريخي تدور أحداثه حول فترة من حياة القائد صلاح الدين الأيوبي. وهي فترة الحروب الصلبية ومحاولة صلاح الدين إثبات أن القدس كأرض ومكان مقدس للمسلمين فالفيلم يناقش قضية الأرض، رُشح الفيلم لجائزة مهرجان موسكو السينمائي الدولي سنة 1963.
الفيلم يحتل المرتبة الحادية عشر في قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية.
الحريف رؤية جديدة لمخرج مختلف
لم يحقق فيلم الحريف لـ عادل إمام النجاح المتوقع، وأنتج العمل عام 1984، وحدثت مشاكل بين خان وأحمد زكي بسبب أنه كان المرشح الأول للفيلم، ولكن بسبب عناد أحمد زكي رفضه، وقدم الشخصية عادل إمام.
والفيلم لم ينجح بسبب أن الجمهور وقتها، لم يتفهم فلسفة المخرج الراحل محمد خان، وطريقته الخاصة في الأعمال التي يقدمها، وكادراته في التصوير، التي كانت جديدة على الجمهور
ولم يحقق فيلم "الحريف" الإيرادات المرجوة منه، والتي تعود عليها الفنان عادل إمام في أفلامه السابقة، مقارنة بما حققه فيلم "شادر السمك"، الذي عرض في نفس الفترة وقام ببطولته الفنان الراحل أحمد زكي، ليحقق أحمد زكي انتصارا في شباك التذاكر، الأمر الذي تسبب في نشوب خلاف كبير بين كل من عادل إمام ومحمد خان.
الحريف من إنتاج سنة 1983 ومن تأليف وإخراج محمد خان، وسيناريو بشير الديك، وإنتاج محمد البهي، ومن بطولة عادل إمام، فردوس عبد الحميد، عبد الله فرغلي، زيزي مصطفى، نجاح الموجي، فاروق يوسف، صبري عبد المنعم، حمدي الوزير.
يحتل الفيلم المركز 91 في قائمة أهم مئة فيلم عربي.
لغط سياسي وراء شيء من الخوف
يحمل الفيلم الكثير من الرمزية، فعتريس يرمز للحاكم الديكتاتور، وأهل القرية يرمزون للشعب الذي يقع تحت وطأة الطاغية. فؤادة ترمز لمصر التي لا يستطيع الدكتاتور أن يهنأ بها.
حسين كمال مخرج الفيلم قال في تصريحات صحفية: لقد أطلق أعداء النجاح إشاعة مؤداها أننا نقصد بشخصية عتريس الرئيس جمال عبد الناصر، فحدثت زوبعة وكان الفيلم جاهزا للعرض وشاهد جمال عبد الناصر الفيلم وشاهده مرة أخرى مع أنور السادات وبعد المشاهدة الثانية اقتنع جمال عبد الناصر أنه لا يمكن أن يكون المقصود بشخصية عتريس وسمح بعرض الفيلم.
شيء من الخوف إخراج حسين كمال وإنتاج صلاح ذو الفقار وهو مأخوذ عن قصة قصيرة للكاتب الكبير ثروت أباظة، ولكن الفضل الأكبر في الإسقاطات السياسية هي نتيجة التعديلات التي أدخلها عبد الرحمن الأبنودي على السيناريو. الفيلم جرى تصويره بالأبيض والأسود بالرغم من إمكانية تصويره بالألوان لانتشار الأفلام الملونة في هذا الوقت، ويرجع ذلك لاستغلال المخرج حسين كمال لظلال الأبيض والأسود ببراعة لم تكن ممكنة فيما لو جرى التصوير بالألوان. الفيلم من بطولة شادية ومحمود موسي ورُشح الفيلم لجائزة مهرجان موسكو السينمائي وهو ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما
وأرجع البعض عزوف الجمهور عن الفيلم للخوف من الأجهزة الأمنية في عهد عبد الناصر.
رؤية مختلفة عن الغربة للكاشف في عرق البلح
تدور أحداث الفيلم في قرية صغيرة بالصعيد حيث يعيش الناس في فقر مدقع، ويصل إلى القرية رجل غريب يدعو الناس إلى السفر للعمل بدول الخليج، فيسافر جميع الرجال فيما عدا الجد العاجز وحفيده أحمد، وتبدأ الكوارث لتنتشر في القرية في ظل غياب الرجال.
الفيلم شارك في مهرجان أبو ظبي الدورة السابعة عام 2013. الفيلم عرض في سينما أوديون عام 2014 ضمن مبادرة زاوية. حصل على الجائزة الفضية في مهرجان قرطاج نافس في المسابقة الرسمية لمهرجان السينما الفرانكفونية الدولي في نامور ببلجيكا عام 1999، وفاز بجائزتين لمخرجه وبطله محمد نجاتي.
و"عرق البلح" للمخرج رضوان الكاشف، تم عرضه في 23 يونيو عام 1999 وتم رفعه من السينمات بعد عرضه بأسبوعين، لعدم تحقيقه إيرادات رغم تحقيقه جماهيرية طاغية وقت عرضه على التلفزيون بعيدا عن السينما.
الزوجة الثانية.. إسقاطات سياسية خفية
الزوجة الثانية عرض عام 1967، ومن إخراج صلاح أبو سيف وبطولة سعاد حسني وشكري سرحان.
يحكي عن رغبة عمدة إحدى القرى في الريف المصري في إنجاب ابن يورثه ويحمل اسمه، فيطمع في خادمته فيجبر عامله على تطليقها ويتزوجها جبرا، من خلال تهديده بتلفيق تهمه له، ولكنها تستخدم الحيلة في إبعاده عنها وتستمر علاقتها بزوجها، وينتهى الفيلم بإصابة العمدة بالشلل عند علمه بحملها ويموت، فتعيد الزوجة الحقوق لأصحابها.
ولم يحقق الفيلم إيرادات في شباك التذاكر رغم توافر كل عناصر النجاح وهو ما حققه حين عرضه بالتليفزيون.
فيلم الأرض ونهاية محمد أبو سويلم
الأرض من إنتاج سنة 1970 من إخراج يوسف شاهين، عن رواية الكاتب المصري عبد الرحمن الشرقاوي، ويعتبر أحد أهم أفلام السينما المصرية. وفي احتفالية مئوية السينما المصرية عام 1996 تم تصنيفه في المركز الثاني ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء النقاد.
الفيـلم الذي يعتبر من أفضل ما أنتجـته السينما المصرية عن الفلاح والريف المصري. وأختير ليتصدر قائمة أفضل عشرة أفلام في تاريـخ السيـنما المصـرية، وذلـك في استـفـتاء أجـرته مجــلة "فنـون" المصرية في عام 1984.
كتب السيناريو والحوار لفيلم الأرض حسن فؤاد، عن رواية بنفس الاسم للأديب عبد الرحمن الشرقاوي.
يحكي الفيلم عن نضال الفلاحين المصريين ضد الإقطاع في ثلاثينيات القرن الماضي حيث الصراع بين الفلاحين وعلى رأسهم محمد أبوسويلم (محمود المليجي)، وبين الإقطاعيين، حول مسألة الـرّي.
واختيرت اللقطة الختامية لـ"محمد أبوسويلم" وهو مكبل بالحبال والخيل تجرُّه على الأرض وهو يحاول التشبث بجذورها من أفضل مشاهد الأفلام المصرية.
شارك في أكثر من مهرجان عالمي، وشارك في العديد من الأسابيع السينمائية الخـاصة للفيـلم المصري والعربي في أغلب عواصم العالم في الشرق والغرب.
وعرض الفيلم في العديد من العواصم والمهرجانات العالمية ونال استحسان النقاد.
فعرض في مهرجان كان السينمائي وقال الناقد الفرنسي كلـود ميشيل "إنه من الضروري أن يعـرض المصريين افلامـهـم في المهرجانات، طالما أن لديهم مستوى الأرض الرفيع" وقال النـاقد الفرنـسي جـي أنبـيل "إن الأرض يتـمـيز بصدقـه وأمـانـته وواقعيته النقدية الراقية"
وقال النـاقد مـارسـيل مـارتـان "إن الأرض فيـلم ملتزم تنـبـع شاعريته من رسالته الثورية.. وانه يفتح المجال العالمي للسيـنما المصرية.. وذلك الفـتح الذي تأخر كثيرًا".
ورغم هذه لا توجد معلومات واضحة عن حجم إيرادته في شباك التذاكر وقت عرضه في 10 يوليو عام 1970، لكنه حقق نجاحا منقطع النظير حين عرض بالتليفزيون.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.